تناول كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الأربعاء، عددا من الموضوعات الهامة، وعلى رأسها التصدي لفوضى الإفتاء، وعزيمة الشعب المصري، والمصالحة الفلسطينية.
ففي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "التصدي لفوضى الإفتاء"، أكد الكاتب محمد بركات على الأهمية البالغة للمؤتمر العالمي الثالث للإفتاء، المنعقد في القاهرة حاليًا ولمدة ثلاثة أيام متوالية، بحضور كبار العلماء والمفتين من ثلاثة وستين دولة يمثلون قارات العالم المختلفة، تحت عنوان "دور الفتوى في استقرار المجتمعات".
وقال بركات، إن أهمية المؤتمر تنطلق من ذلك الواقع المر الذي يعانيه العالم الإسلامي، في ظل انتشار الفتاوى الشاذة والغريبة، وما أدت إليه من أضرار بالغة بالمجتمعات والشعوب الإسلامية، أصابتها بالاضطراب والفوضى الفكرية والسلوكية.
وأشار إلى أن الخطر الأكبر الذي بات يهدد الدول الإسلامية الآن في عمومها، لم يعد مقصورا على اجتراء بعض الجهلاء وغير المؤهلين وغير العلماء على الدين، وتصديهم للإفتاء بغير علم، ولكنه أمتد ليشمل من يسعون لاستخدام الدين لتحقيق أغراضهم الخبيثة في تشويه الإسلام ونشر التطرف والإرهاب بين دوله وشعوبه، سعيا لتخريب وهدم وإسقاط المجتمعات والدول الإسلامية.
وأضاف قائلا: "من هنا تأتي أهمية المؤتمر وتأتي المسئولية الجسيمة الملقاة على عاتق العلماء المجتمعين فيه للاتفاق على النهج الصحيح للتصدي لهذه الهجمة البربرية الشرسة التي يتعرض لها الإسلام ودوله وشعوبه، والتوافق على الأسس اللازمة لتوحيد الجهود لنشر القيم الصحيحة للإسلام السمح ورفضه التام والمبدئي لكل دعاوي التطرف والعنف والإرهاب".
وفي عموده "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "فتح وحماس وصدق النوايا"، قال الكاتب فاروق جويدة: كان إنجازا كبيرا أن تتم المصالحة بين "فتح" و"حماس" في ربوع القاهرة وفي واحد من أهم أجهزتها السيادية وهو المخابرات العامة المصرية، بعد سنوات من الصراع الذي وصل إلى المواجهات الدامية بين الأشقاء وبعد فصول طالت من القطيعة بين أبناء الوطن الواحد وبعد أن تاهت القضية الفلسطينية في سراديب المؤامرات الدولية، قامت المخابرات المصرية بعمل جليل حين جمعت شمل الأسرة الفلسطينية لتبدأ صفحة جديدة تعيد لقضية العرب الأولى مكانتها في قضايا العالم.
وأضاف جويدة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان حريصا على أن يجمع الشمل الفلسطيني مرة أخرى وقد تحدث كثيرا في مناسبات عديدة وكانت وحدة الشعب الفلسطيني من أهم القضايا التي تحدث عنها في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن هنا كان اهتمام الدولة المصرية بكل مؤسساتها من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح.
وأوضح أنه كان من الصعب أن تبقى هذه القضية معلقة على صراعات داخلية بين رفاق الأمس وقد نسى بعضهم الدماء التي سالت دفاعا عن أحلام الفلسطينيين في إقامة دولتهم وهم يسكنون الخيام في أكثر من وطن.
وشدد على أن مسئولية القوى الفلسطينية الآن أن تلملم جراح الأمس وأن تتجه إلى جمع الشمل وتوحيد الهدف فليس هناك وقت لكي تدخل القضية مرة أخرى في دوامات الصراع وتصفية الأدوار، مشيرا إلى أن هذه المصالحة أعادت للقضية الفلسطينية مكانها على الساحة الدولية مرة أخرى لأن سنوات الشتات بين رفاق السلاح كان ثمنها غاليا.
واختتم فاروق جويدة مقاله، قائلا: إن "المهم الآن أن تحرص كل الأطراف على تنفيذ المصالحة في تسليم السلطة والمعابر والأنفاق وقبل هذا كله أن تصدق النوايا".
أما الكاتب ناجي قمحة، فأكد في عموده "غدا.. أفضل" بصحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "لن نتراجع"، أن الشعب المصري لن يتراجع عن تحقيق أهدافه التي عبر عنها في ثورة 30 يونيو لبناء دولة قوية حديثة تحقق له الحياة الحرة الكريمة في وطن مستقل صاحب قرار لا يخضع للضغوط أو التهديدات.
وأشار قمحة، إلى أن التراجع لن يتم مهما كان حجم التضحيات التي يبذلها أبناؤه في القوات المسلحة الباسلة والشرطة الوطنية بالأرواح والدماء في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره في كل شبر من أرض الوطن، ومهما كان حجم الجهود التي يبذلها العاملون في صمت وإصرار بالعرق والمعاناة من أجل تنفيذ مشروعاتنا القومية وتشييد المدن الجديدة وتحقيق التقدم في مختلف مجالات العمل الوطني ضاربين المثل لغيرهم من فئات المجتمع الواجب عليها بحكم الانتماء الالتحاق بهذه المسيرة ومواكبة إنجازاتها بما تمثله من تباشير لمستقبل أفضل خال من الأنانية والسطحية ومتطهر من الفساد بكل أنواعه قادر دوما على إنتاج أجيال من الشباب تكرس نفسها للدفاع عن الوطن المفدي وخدمة الشعب الذي لن تتوقف تضحياته.