حذرت دراسة طبية أجريت في جامعة "بريجهام يونج" بولاية "يوتا" الأمريكية، من أن أضرار الإجهاد تماثل أضرار الوجبات السريعة على الجهاز الهضمي.
فقد توصلت الباحثة لورا بريدجواتر في جامعة "بريجهام يونج"، إلى أنه عند تعرض إناث فئران التجارب للإجهاد، تعرضت الكائنات الدقيقة الحيوية المتواجدة في جهازها الهضمي وآلية التمثيل الغذائي إلى التغير وكأنها كانت تتبع نظاما غذائيا عالي الدهون.
وقالت بريدجواتر "يمكن أن يكون الإجهاد ضارا في الكثير من الطرق، ولكن هذا البحث هو رؤية جديدة لارتباط وعلاقة التوبرت بالتغيرات الخاصة التى تطرأ على التركيبة البكتيرية فى الأمعاء"، مضيفة "نحن أحيانا نفكر فى الإجهاد كظاهرة نفسية بحتة، ولكنها تسبب تغييرات جسدية خاصة".
فقد عكف الباحثون على إجراء أبحاثهم على مجموعة كبيرة من الفئران يبلغ عمرها 8 أسابيع، حيث تعرض نصف الذكور ونصف الإناث لاتباع نظام غذائي عالي الدهون..وبعد 16 أسبوعا، تعرض جميع الفئران لضغوط خفيفة على مدار 18 يوما.
وتم خلال تجارب الدراسة استخراج الحمض النووي الميكروبي من براز الفئران قبل وبعد تعرضها للإجهاد، لاختبار كيفية تأثر "الميكرونبيوتا" في الأمعاء (ميكروبيوم هو مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان أو أي من الأحياء الأخرى وتعيش على جسمها أو داخل أمعائها) كما أنها تقيس مستويات القلق فى الفئران .
وكشفت الدراسة اختلافات بين ذكور الفئران التي اتبعت نظاما غذائيا عالي الدهون حيث أظهروا معدلات أعلى من الدهون أكثر من الإناث اللاتي اتبعن نظاما غذائيا عالي الدهون، كما أظهر الذكور انخفاضا فى مستويات النشاط بسبب الإجهاد الناجم عن تناول الدهون .. ومع ذلك، كانت إناث الفئران هن فقط من عانين من حدوث تحولات في تكوين بكتيريا الأمعاء الدقيقة خاصة ممن اتبعن نظاما غذائيا عالي الدهون.
ويعتقد الباحثون، في سياق النتائج التي نشرت في عدد أكتوبر من مجلة "تقارير الطبيعة العلمية"، أنه يمكن أن تكون للإجهاد آثار كبيرة على الإنسان على الرغم من أن الدراسة التى أجريت كانت على الفئران فقط، وتميل النساء، فى مجتمعنا، إلى المعاناة من ارتفاع معدلات الإكتئاب والقلق ، والمرتبطة بمستويات مرتفعة من التوتر.
وتشير الدراسة إلى أن أحد المصادر المحتملة لذلك هو التفاوت بين الجنسين قد يكون فى التفاوت فى اختلاف استجابة بكتيريا الأمعاء الدقيقة للضغط النفسى .