اعلان

أول تعليق إسرائيلي علي وثائق اغتيال "السادات".. المخابرات البريطانية كانت علي علم بالمخطط وأخفت المعلومات

كتب : سها صلاح

حرب كلامية قامت اليوم بين صحيفتي معاريف العبرية وصحيفة هآرتس الإسرائيلية حول تورط إسرائيل في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات التي نشرت في 5 أكتوبر الماضي حصلت علي تسجيل قديم يعود لـعام 1979 الذي أغتيل فيه الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حيث أكدت الصحيفة أن بريطانيا وامريكا كانوا لديهم معلومة باغتياله حيث رصدت أجهزة المخابرات البريطانية وقتها أجتماع سري بين عبود الزمر أحد منفذي عملية الاغتيال و بين مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق داخل الموساد.

وكان هدف الإسلاميين السيطرة علي الحكم بعد اغتيال الرئيس السابق و هذا ماوعدهم "بيجن" به أنه بعد اغتيال السادات سيتسلم الإسلاميين الحكم و يقوموا بتجميد المفاوضات ، حينها تحداه الزمر بأن الإسلاميين سيسحقوا إسرائيل خلال حرب جديدة.

وقالت الصحيفة أن هدف "بيجن" كان اغتيال السادات فقط وكان يعلم جيداً أن الإسلاميين لن يصعدوا للحكم و أنه سيتم القبض عليهم كما أن المخابرات الامريكية أرسلت معلومة للمخابرات المصرية بعد اغتيال السادات بأسماء كل المتورطين في العملية و هذا يؤكد أن "بيجن" استخدم الإسلاميين كأداة لتنفيذ العملية فقط.

أما هدف إسرائيل الخفي كان اعتقاد إسرائيلي بأن الرئيس السابق حسني مبارك عندما سيتولي الحكم سيجمد مفاوضات السلام ولكنه ضرب حلمهم بعودة الحرب للسيطرة مرة أخري علي سيناء، ولم يكن الاسلاميين سوي أداة استخدمتها إسرائيل لقتل السادات لتنفيذ هدفها بتجميد المفاوضات، وهذا مالم يظهره "بيجن" للزمر.

فيما ردت صحيفة "معاريف" العبرية مؤخرًا عن وثائق سرية تظهر أن المخابرات البريطانية كانت تعتقد في وجود خطر على حياة الرئيس الأسبق أنور السادات والذي اغتيال في أكتوبر 1981.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن وثائق السرية التي نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت أن عناصر استخباراتية ببريطانيا كانت تؤمن بوجود هذا الخطر وأنه يحوم من فوق رأس الرئيس الأسبق.

وذكرت الصحيفة أنه "وفقًا للوثائق المنشورة فإن بريطانيا أخفت معلومات عن تعرض السادات للخطر، وأنه بتاريخ الـ16 من فبراير 1979 كتب أ.ر.توماس رئيس قسم شمال افريقيا بوزارة الخارجية البريطانية الاغتيال سيكون أحد التهديدات على حياة السادات ونظامه فهو يحكم مصر بشكل مطلق.

وأضافت أن رئيس حكومة إسرائيل الأسبق مناحيم بيجن والذي وقع اتفاق السلام مع السادات قبل اغتياله بعامين ترأس الوفد الإسرائيلي الذي شارك في جنازة الرئيس المصري الراحل وكان معه آرييل شارون وإسحاق شامير ويوسف بورج، وقد التقى بيجن بأرملة الرئيس جيهان السادات، التي قالت إن زوجها مات واقفًا رافعًا الرأس وفخورًا من أجل السلام.

وذكرت الصحيفة أن هناك من يزعم أن كامب ديفيد هي السبب المركزي في اغتيال السادات، وآخرين يرون السبب في فتوى أصدرها الشيخ عمر عبدالرحمن كفر فيها الرئيس الأسبق بسبب رفضه أن تكون الشريعة الإسلامية هي قانون الدولة.

وقالت في 2011 وبعد إطلاق سراح عبود الزمر أحد المخططين لاغتيال السادات، أجرى الأخير مقابلة مع شبكة (إن بي سي) الإخبارية وكشف فيها أن النية كانت تصفية السادات عام 1984 والقيام بثورة إسلامية في الدولة، لكن حملة الاعتقالات التي قام بها النظام ضد النشطاء أدت إلى التبكير بموعد هذه المخططات.

وتابعت على خلفية ما سبق يبدو أن توقيت نشر الوثائق البريطانية ليس من قبيل المصادفة، ويرتبط بالسياسة الداخلية في مصر والانتخابات المتوقع إجراءها في صيف 2018.

وقال البروفيسور يورام ميطال –الأكاديمي بقسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن جوريون- إن توقيت نشر هذه الوثائق يأتي على خلفية الأزمة بين قطر ومصر ودول الخليج، إذ أن "أحد الشروط التي وضعتها القاهرة أمام الدوحة للتصالح هو التسليم الفوري للشيخ يوسف القرضاوي والزمر، القاهرة تنظر إلى الاثنين على أنهما من أكبر قيادات الإرهاب في الشرق الأوسط.

وأضاف النظام المصري الحالي يدير حملة غير مسبوقة ضد الجماعات الإسلامية وبالأخص ضد الإخوان المسلمين، مثال على ذلك هو منطوق الحكم على مغتالي هشام بركات النائب العام السابق، ومعاقبتهم بالإعدام والسجن المؤبد، وبالرغم من أن المتهمين نفوا انتماءهم للإخوان المسلمين إلا أن الحكم ربط بينهم وبين التنظيم الأخير، الأمر الذي جاء في أعقاب رغبة النظام في إبقاء الإخوان بالمشهد وإرسال رسالة أنه مستمر في محاربتهم.

من جانبه، قال تسيبي مازائيل –السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر- إن "قصة اغتيال السادات لم تكن على خلفية ما جرى للإخوان المسلمين، والتحقيقات مع الأفراد المرتبطين بعملية الاغتيال جاء فيها أن العملية كانت على خلفية عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وعندما سأل المحقق واحدًا من منفذي قتل السادات هل للأمر علاقة باتفاقية كامب ديفيد؟ أجاب بـ "نعم أيضًا"، ورغم أن الدستور المصري يتضمن قوانين الشريعة الإسلامية إلا أن هذا لم يكن كافيًا للمجموعة المتطرفة التي استهدفت الرئيس الأسبق".

وأضاف كنت أعمل مستشارًا سياسيًا للسفير الإسرائيلي عندما اغتيل السادات، كان هناك جوًا إيجابيًا في مصر عندما عاد الرئيس الأسبق من زيارته للقدس قبلها بأعوام وفي شوارع القاهرة كنت تسمع الهتافات (يحيا السادات.. يعيش بيجن.. يحيا السلام) كان هناك نشوة من إيمان الشعب المصري بالسلام واعتقاده أن سيحسن من وضعه الاقتصادي.

وتابع مازائيل لا أتفق مع الافتراض البريطاني الذي أوردته التقارير أن هناك جمهورًا كبيرًا كان يقف وراء الإسلاميين، الجماهير لم تكن مستعدة للسير وراء الإخوان المسلمين، عندنا عاد السادات من زيارة القدس ركض حوالي 2 مليون مصري وراء موكبه، وهناك من قال إن مظاهر التأييد تلك كانت صنيعة المخابرات المصرية، لكن استطلاع رأي جرى عام 1978 كشف أن 60 % أرادوا السلام مع إسرائيل، وصاحب مركز الاستطلاعات الذي أجرى الأخير قال إنه لم يصدق هذه البيانات وأجرى استطلاعًا آخر وكانت النتيجة مشابهة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً