أعلنت المذيعة الروسية كيسينيا سوبتشاك، إنها تعتزم خوض انتخابات الرئاسة العام المقبل لتقدم للناخبين الليبراليين المستائين من حكم الكرملين شخصا يمكن أن يدعموه رغم قلة احتمالات فوزها.وتظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس فلاديمير بوتين سيحقق فوزاً مريحاً وسيُعاد انتخابه للمنصب إذا قرر، مثلما يتوقع معظم المراقبين أن يسعى للترشح لما ستكون فترة ولايته الرابعة في مارس.لكن أقلية كبيرة من الناخبين الليبراليين تتهم بوتين بالإشراف على نظام فاسد عزل روسيا عن العالم الخارجي وشارك كثير منهم في احتجاجات حاشدة نظمها أليكسي نافالني المنتقد لبوتين.وقالت سوبتشاك التي وصفتها مجلة فوج بأنها النسخة الروسية من سيدة المجتمع الأميركية باريس هيلتون إنها قررت الترشح لأنها ضاقت ذرعاً بترشح الساسة ذاتهم، وبينهم بوتين، العام تلو الآخر.وقالت سوبتشاك خلال حوار على إحدى القنوات التليفزيونية الروسية: "على مدار 17 عامًا جيل كامل من الروس نشأ يحلم بروسيا جديدة، أكثر مدنية وتحضرًا".وتعليقاً على ترشح كسينيا سوبتشاك، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنه لا يوجد أي عائق أمام ترشحها للرئاسة الروسية من وجهة نظر الدستور.وقالت مجلة "فوج" الروسية أن ترشيحها يقسم وحدة المعارضة الليبرالية الروسية والتى تعرف كحجر العثرة الوحيد أمام الرئيس بوتين لتولى الرئاسة من جديد.وشبه الكثيرون سوبتشاك بالمرشح السابق للانتخابات الرئاسية بروسيا عام 2012، ميخائيل بروخوروف والذى تكبد خسارة مريرة على يد بوتين، عقب سلسلة من الانتقادات وجهتها للكرملين.وأوضحت سوبتشاك أنها قررت خوض الانتخابات الرئاسة عقب لقاء تليفزيونى جمعها بالرئيس بوتين وتتطرق لمسيرة والدها السياسى أنطونى سوبتشاك، مما دفعها للتفكير لخوض المنافسة أمامه العام القادم.بينما شكك البعض في إمكانية نجاح سوبتشاك علي الرغم من وأنها تخوض المنافسة كمرشحة مستقلة وغير مدعومة من أى تيار سياسى روسى، ومن ناحية أخرى اكدت صحيفة فلاديميت، الشهر الماضى التابعة للحكومة أن الكرملين طالبها بخوض الانتخابات الرئاسية أمام بوتين، كمنافس سورى. ونفت سوبتشاك إدعاءات الصحيفة مؤكدة أن لاصحة لمثل هذه الأقاويل، وقالت لاتربطنى علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالإدارة الروسية، لااحتاج موافقتهم على ترشيحى، بإمكانى إقرار الخيار الأفضل بالنسبة لى بمفردى.وقالت الصحيفة أن والدها كان عمدة مدينة سانت بطرسبرج في التسعينات، بينما كان يعمل بوتين كنائبه خلال تلك الفترة، حيث ظهر في أكثر من مناسبه مشككًا في قدرته سوبتشاك في أداء مهام وظائفه كعمدة للمدينة قبل أن يتوفى سوبتشاك عام 2000.وأضافت الصحيفة أن محاولة سوبتشاك تأتى في سياق رغبة الكرملين إضفاء المزيد من الشرعية على الانتخابات الئاسية القادمة، والتى من المتوقع أن يفوز بها الرئيس الروسى، علي الرغم من في ظل غياب معارضة حقيقية قوية.وتوقعت الصحيفة أن تلتقى سوبتشاك ببوتين في القريب العاجل، خلال حفل رسمى لإضفاء الشرعية على الانتخابات الروسية، التى من المنتظر أن يساهم فيها غينادي زوغانوف أول أمين سر للحزب الشيوعي، وفلاديمير فولفوفيتش رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، واللذان لايمثلان معارضة حقيقية للإدارة الروسية الحالية، وخاصة أن كلاهما ساهم من قبل في دعم عدة قرارات نادى بها بوتين خلال فترات رئاسته الأربعة السابقة.يُذكر أن كسينيا سوبتشاك وُلدت عام 1981 بمدينة لينينجراد "سان بطرسبورج حالياً"، وفي عام 2004 تخرجت في معهد موسكو للعلاقات الدولية، وهي ابنة السياسي أناتولي سوبتشاك، الذي كان معلمًا لكل من الرئيسين الروسيين الحالي فلاديمير بوتين والسابق ديمتري ميدفيديف.ومنذ عام 2004 كانت سوبتشاك تعمل كمقدمة مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية، وألفت عدداً من الكتب وأدت أدواراً سينمائية في عدد من الأفلام. ومنذ عام 2011 شاركت سوبتشاك في مظاهرات المعارضة بموسكو، وركزت في عملها الصحفي على الشؤون السياسية، فيما كان معظم مشاريعها السابقة يتسم بطابع ترفيهي.
كتب : سها صلاح