في أجرأ حوار لـ"أهل مصر".. المؤرخ عاصم الدسوقي يفتح النار على يوسف زيدان والإخوان ومذيعة "سي بي سي" (فيديو وصور)

قد يكون قطار العمر مر سريعًا، وتمكنت الشيخوخة منه، لكن العلم بين يديه كالأمطار، تروي كل عاطش لتاريخ مصر، في منزل المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، الذي يقع بحي العجوزة، هناك ركنًا خاصًا به، مكتب يعج بكتب التاريخ والحضارة، يدخله يوميًا ليسافر عالمًا أخر عبر التاريخ، بين سطور عشرات الكتب، التي حملته أمانه تقديم تاريخ مصر دون زيف أو تشويه، ومن تمكنه في تاريخ مصر، أطلق عليه لقب مؤرخ، فأصبح لا يتأخر عن من طلب علمه.خلال اليومين الماضيين طفى على السطح المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقي، بعد اللقاء الذي جمعه بـ"مروج إبراهيم" مقدمة برنامج "ما وراء الحديث" على فضائية "اكسترا نيوز" للحديث عن تاريخ مصر والثورة العرابية، بعد تصريحات الكاتب يوسف زيدان التي قال فيها "عرابي عمره ما شاف الخديوي ولا قاله لن نستعبد بعد اليوم"، لكن خلال الحلقة وقعت مشادات كلامية عنيفة بين الدكتور الدسوقي والمذيعة، لتنتهي ببيان مفاجأة من المذيعة بإنهاء الحلقة، متهمة الدسوقي برغبته في "تشخيص" الحلقة، وذلك أمر غير مقبول.وتقدم "أهل مصر" في هذا التقرير حوار خاص مع المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي..ما تعليقك على ما بدر من المذيعة "مروج" في حقك؟هناك خلط يحدث على الساحة الإعلامية بين مهمة المذيع والضيف، مضيفًا: "أنا فؤجت أن المذيعة داخلة في الموضوع على أنها طرف وتقود الحوار إلى طريقة حادة في الأسئلة والرد".من كتب تاريخ مصر؟المذيعة في البرنامج طرحت ذلك السؤال، لكن محور حديثها أن هناك عدة كتاب أجانب كتبوا تاريخ مصر، وهذا غير صحيح، موضحًا أن هناك رموز عملاقة قامت بكتابة تاريخ مصر، ولذلك حاولت فتح مجال للنقاش معها حول مهمة المؤرخ والباحث في التاريخ، لكنها لم تدع مجالًا لذلك، وقامت بإنهاء الحلقة دون سابق انذار، وأكمل قائلًا: "المذيعة كانت غير قادرة على الفصل بين انتمائتها وبين أنها مذيعة ومقدمة حوار".هل تقديم اعتذار من المذيعة والقناة رد كافي على انهاء أي تجاوزات من الإعلاميين في حق الضيف؟يجب أن يفعل دور الميثاق الإعلامي في تلك الوقائع، لإتخاذ الإجراءات القانوينة، موضحًا أن ذلك خروج عن قواعد المهنية، مضيفًا: "أنا بعتبر اللي حصل معايا خطأ من مذيعة، ولما هي أعلنت عن اعتذارها ده كان من أجل انقاذ سمعتها في الوسط الإعلامي".ما تعليقك على تصريحات الكاتب يوسف زيدان حول اتهام مشهد وقوف عرابي أمام الخديوي بالكذب؟تعود الفكرة في تلك القضية إلى تحدث البعض في مجالات مختلفة دون أمتلاك خلفية قوية تخدم الحديث، مضيفًا:" يوسف زيدان حاصل على دكتوراة في فلسفة ولذلك هو غير مؤهل للتحدث عن التاريخ".ما الفرق بين المؤرخ والباحث في التاريخ؟تتلخص مهمة المؤرخ في رصد الأحداث التاريخية كما تحدث أمامه، مثل المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، أما الباحث في التاريخ فهمته أعمق بكثير، وتدور حول تحليل الأحداث والوقائع ودراستها ومعرفة مدلولاتها، مضيفًا: "الباحث في التاريخ يسند أليه مهمة أعادة بناء الحدث، لأن الحدث بعد وقوعه تتفرق أجزائه، ويمكن بعد مرور سنوات أرغب في كتابة ما حدث في تلك الأحدث، فيكون الحل الأمثل هنا هو العودة إلى كل خيوط الحدث وجمعها بصورة صحيحة لتكوين صورة موضوعية عن الحدث".

هل المسلسلات والأفلام التاريخية لها دور في تشويه التاريخ؟بالطبع لها دور في ذلك، فهي تجسد التاريخ دون وجود عنصر المصداقية، مضيفًا: "العمل الدرامي التاريخي لازم يبحث في كل الجوانب الخاصة بالشخصية التاريخية، ولا يعتمد على مصدر واحد، ولازم التأكد من أن الشخص اللي برجع أليها كمصدر لا يكون بينه وبين الشخصية التاريخية عداء من أي نوع، فذلك لن يكون رصد لكل جوانب الشخصية وبالتالي تشويه لبعض ملامحها وأعمالها".

هل أحمد عرابي وقف بالفعل أمام الخديوي للمطالبة بحقوق الشعب أم ادعاء؟الصحفي الذي حضر الواقعة وجسد كل ما حدث بها في كلمات نسجها من خياله أم وقعت بالفعل!، مضيفًا:" تقارير القناصل الذين كانوا في مصر كانوا يرسلون تقارير عن ما يحدث في مصر، واللوحة التي تم رسمها لـ(عرابي) أمام الخديوي والحوار الذي دار بينهم، كل ذلك يثبت وقوع عرابي أمام الخديوي توفيق، مطالبًا بحقوق مصر".

وتابع المؤرخ الدسوقي: "السؤال هنا ما هو المصدر الذي اعتمد عليه الكاتب زيدان في معرفة تاريخ حول عرابي، هناك أحتمال أن يكون قد أعتمد على أحد من خصوم عرابي"، مضيفًا: "أحمد شوقي الشاعر العظيم هاجم عرابي في إحدى قصائده، والسبب أن شوقي نشأ في القصر الملكي، واتضح ذلك من قول شوقي (لقد ولدت في باب إسماعيل)، ولذلك لا يجب الاعتماد على شوقي فقط في معرفة تفاصيل خاصة بحياة عرابي".لماذا يثار الجدل حول التاريخ من فترة لأخرى؟أنا أظن أن من يحاولون أثارة الجدل حول التاريخ من فترة لأخرى أشخاص "مأجورين"، مضيفًا: "فيه النهاردة هجوم على عبد الناصر والسبب هنا أن السيسي لما انقذ مصر من حكم الإخوان، المصريين رفعوا صورة عبد الناصر مع السيسي، في الوقت اللي الغرب بيكره فيه عبد الناصر".

وأضاف: "لما السيسي كان وزير دفاع دفع فلوس الغارمات من ميزانية الجيش، ودخل كمان في قضية الفلاحين، وكان عايز يحل مشكلة التاكسي الأبيض، ولما خلص مصر من الإخوان الناس شبهته بما فعله عبد الناصر، وبكده الغرب بدأ ينزعج، لأنهم مش عايزين دور عبد الناصر تاني".وأكد أستاذ التاريخ بجامعة حلوان أن هناك تشويه للعقول من خلال اتهام الرموز السياسية التي حكمت مصر قديمًا بعدة اتهامات أغلبها خطأ، ومن ثم ربطها بالجيش المصري، مضيفًا: "عرابي عسكري ويقال إنه كان السبب في دخول الإنجليز مصر، ويليه عبد الناصر والسادات رجال عسكرين ويتم تلفيق اتهامات اليهم، لتأتي الدور على الرئيس السيسي واسناد اتهامات باطله له والربط بين ذلك وعمله في الجيش المصري".هل قامت جماعة الإخوان بتشويه تاريخ مصر؟بالطبع حدث ذلك، فالبداية كانت التصادم مع الموروث الثقافي المصري "المصريين مهما اختلفت أديانهم، فهما مؤمنين بالتلاحم والاتحاد"، ولذلك عندما يطالب الإخوان بتطبيق الشريعة الإسلامية على مصر، التي يسكنها مسلمين ومسيحيين واليهود قديمًا، فذلك ضرر مباشر على فئات في المجتمع".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً