آلام البابا «تواضروس».. البطريرك خضع لفحوصات طبية بـ«النمسا ولندن».. والفريق المعالج ينصح بـ«الراحة»

يبحث البطريرك الصيدلي عن الدواء في رحلة رعوية، وعلاجية بـ"ألمانيا"، نظير آلام مبرحة في الظهر تلازمه منذ سنوات، وهو الذي يصف الدواء للكنيسة القبطية منذ صعوده للكرسي المرقسي في 29 نوفمبر 2012.

قدر "تواضروس الثاني" منذ أيامه الأولى مع "البابوية" هو الصلابة الممهورة بـ"الحكمة" في التعاطي مع أحداث موجعة، متسارعة، لم تمر في تاريخ الكنيسة على نظرائه من "البطاركة".. يتحمل تبعاتها وحده، كأنها جبل من الآلام "أنقض ظهره".

ورغم حساسية الملف الصحي لـ"البابا"-حسبما كان أيام البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث- غير أنه يضع تفاصيل الحالة في بيانات صادرة عن المقر البابوي؛ لطمأنة محبيه، وشفافية استثنائية في التعاطي مع شخصية عامة بـ"ثقل" بطريرك الكرازة المرقسية.

قبل 3 أشهر اضطر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية للرد على شائعة تدهور صحته، فأسند ظهره إلى صفحة المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، وقال: إنني أقضي خلوة روحية بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

وقتها تناثرت الشائعات في الوسط القبطي بشأن دخول "البطريرك" أحد مستشفيات القاهرة؛ لإجراء جراحة عاجلة في "العمود الفقري"، يعززها تأجيل زيارته للولايات المتحدة، والتي كانت مقررة في أكتوبر الجاري.

تأجيل الزيارة المقررة صاحبه خطاب بابوي تضمن اعتذارًا لأقباط المهجر بالولايات المتحدة الأمريكية، وتصريحًا بـ"حرص" الطبيب المعالج على إجراء جراحة في الظهر بالمملكة المتحدة، إبان زيارته الأخيرة التي تخللها فحوصات طبية بـ"لندن"خلال مايو 2017.

"آلام الظهر، والساق" أعلنت في بيان كنسي صادر عن المقر البابوي، تزامنًا مع رحلة البابا تواضروس الثاني لـ"النمسا"صيف 2014 وخضوعه لفحوصات طبية؛ بناءً على توصية من الفريق الطبي المعالج له، واكتسب الملف الصحي أهميته من تداول متكرر لرحلات البطريرك العلاجية فيما بعد.

اختار البابا تواضروس الثاني "النمسا" كمقر علاجي-على عكس سابقه البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث-الذي كان يعالج بأحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية-، وبعدها عاود زيارته للمستشفى ذاته في مايو 2015؛ لاستكمال فحوصات طبية، والخضوع لعلاج طبيعي.

تضاعفت آلام "البابا" بعد إرجائه لـ"جراحة" في الظهر، مكتفيًا بالمسكنات، والعلاج الطبيعي، نظير مهامه البابوية، ونشاطه المكثف خلال الفترة الماضية، لكنه لم يستطع مغالبتها في مارس الماضي، حسب بيان كنسي كاشفا معاناته من آلام مبرحة في "الظهر"، و"الساق"، فشلت معها المسكنات، واضطرته للسفر .

يعاني البطريرك من انزلاق غضروفي، يؤثر بشكل مؤلم على العمود الفقري والساق، واستعملت الكنيسة لفظ"مبرحة" كوصف معبر عن شدة الألم، دون أثر لتحديد موعد التدخل الجراحي حسب نصائح الأطباء.

قبيل سفر البابا تواضروس لـ"ألمانيا" الأربعاء الماضي، كشف المتحدث باسم الكنيسة القس بولس حليم عن تعرضه لـ"آلام شديدة" منعته من ممارسة مهامه البابوية بشكل طبيعي، لافتًا إلى أنه منذ وصوله للمستشفى الألماني يخضع لفحوصات طبية متكررة.

وقال القس بولس حليم: "البابا قد يقضي فترة نقاهة خلال زيارته الرعوية، مرجحًا خضوعه لعلاج طبيعي، مالم يكن للفريق المعالج له رأي آخر".

نصائح الأطباء المتكررة لـ"البطريرك" تتبلور في الركون إلى "الراحة"، كشرط أساسي لاستكمال العلاج، وإيقاف الألم الذي أنقض ظهره، لكن مهامه وجولاته، دفعته لاتكاء إجباري على عصا الرعاية، والتنقل في الداخل، والخارج؛ لحسم ملفات عالقة، والقيام بدور أبوي يستحيل معه إدراك التفرغ للعلاج.

رحلة البابا تواضروس الثاني لـ"ألمانيا" تستغرق نحو 20 يومًا، يقضي معظمها في فحوصات طبية، ويستمع للفريق الطبي المعالج له، بشأن حتمية التدخل الجراحي من عدمه.

ورجحت مصادر كنسية تفضيل البابا للعلاج الطبيعي على التدخل الجراحي؛ نظير جولات وزيارات لكنائس ألمانيا ضمن جدول رحلته، غير أن الألم الذي طارده إبان مؤتمر (بطاركة الشرق الأوسط) الخميس الماضي قد يغير مسار رحلة العلاج.

قبيل الزيارة الحالية لـ"ألمانيا" قل نشاط المقر البابوي، باستثناء زيارتين لوفود كنسية من الخارج، رغم ذلك يحرص البابا تواضروس الثاني على مواصلة نشاطه الكنسي من مقر علاجه بالمستشفى الألماني.

والتقى بابا الإسكندرية رغم آلامه باثنين من رهبان دير الأنبا شنودة-رئيس المتوحدين- بإيطاليا؛لمناقشة ترتيب أوضاع إيبارشية ميلانو، بعد رحيل مطرانها، إلى ذلك لم يظهر "تواضروس الثاني" متحدثًا عن حالته الصحية منذ وصوله للكرسي المرقسي، كملمح كاشف عن صلابة "البطريرك" الذي يعي جيدًا حساسية المرحلة التي يمر بها كلٌّ من الكنيسة والوطن معًا.

ورغم انتقادات عديدة تعرض لها جراء جولاته الخارجية المتكررة، غير أنه لم يعرج على حاجته للعلاج؛ بناء على نصائح فريق طبي معالج، لكنه يكتفي دائمًا ببيان للمركز الإعلامي للكنيسة، يضع آلامه المبرحة تحت سمع وبصر الجميع.

البابا الذي يؤلمه "ظهره" وفشلت المسكنات في تخفيف آلامه، لم يعبأ بحملات المزايدة، ويحرص دائمًا على متابعة أوضاع "ظهيره" القبطي، كصيدلي يصف الدواء لغيره، باحثًا منذ صعوده إلى الكرسي المرقسي عن "دوائه".

من العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً