مزيج من الغضب والحزن، يعيشه الشعب المصري، إبان الحادث الإرهابى الغاشم الذى وقع أول أمس وراح ضحيته، 16 شهيدًا من رجال الشرطة المصرية، الأمر الذى يستدعى أن نكون على درجة كبيرة من الوعي، حتى لانسقط في فخ المعلومات المغلوطة، التى تعمل جماعة الإخوان الإرهابية، على دسها في تلك المواقف، لتشعل قلوب المصريين، وتأجج ثورة الغضب في نفوسهم، في وقت غاية في الصعوبة.
ومع الحادث الأخير الذى ألهب قلوب المصريين، كانت هناك مواقف إبرزها، التسجيل الصوتي الذى ذاعه الإعلامي "أحمد موسي" عبر برنامجه "على مسئوليتي، في قناة صدي البلد، والذى ظهر من خلاله أحد الضباط المشاركين في الحملة الأمنية التى استهدفت البؤر الإرهابية في الواحات، ليروي تفاصيل ملفقة عن الحادث، لا أساس لها من الصحة، مما دفع القائمين على برنامج "على مسئوليتي" إلى حذف ذلك المقطع الصوتي بعد دقائق من الصفحة الرسمية للبرنامج عبر "فيس بوك".
ولكن في مثل هذه المواقف هناك من يتربص، لإصطياد تلك الهفوات وتحويلها إلى سلاح من خلاله يقوموا بالتشويه وبث الأكاذيب، ولم تمر دقائق معدودة حتى انتشر التسجيل الصوتي المزعوم، عبر منابر السوشيال ميديا كالنار في الهشيم، والتقطته صفحات الإخوان عبر مواقع التواصل الإجتماعي ليبدؤا في إقامة حفلة على أرواح الشهداء الطاهرة.
وجاءت بعض التعليقات من رواد السوشيال ميديا، تعقيبًا على مابثه الإعلامي أحمد موسي، عبر برنامجه، قالت "عايدة" عبر تويتر، "لازم يطلع ويقول ايه حكاية الفيديو وليه عرضه وممكن ميطلعش النهاردة ماتش الأهلى، أهم بالنسباله متهور بعاطفته سريع الغضب عنيد طيب".. بينما قام حساب "مصر مقبرة الغزاة"، بتفعيل استفتاء لأخذ الأصوات حول..هل تؤيد ظهور أحمد موسى مرة أخري؟.. وقال "رامي عبدالهادي": الناس كلها منتظرة تشوف أحمد موسى النهردة، وفي حساب آخر "رامي البدوي" قال: تخبط اعلامي غير مسبوق.
وفي هذا الصدد، قررت نقابة الإعلاميين، برئاسة حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين، في اجتماع طارئ انتهى مجلس النقابة بعد المتابعة لبرنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على قناة "صدى البلد"، والذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى، في حلقته المذاعة أمس السبت 21 أكتوبر، وما قُدم فيها من محتوى إعلامي يتنافى مع قانون نقابة الإعلاميين، والتي تحظر وبالأخص في مادتها "69" أي تناول إعلامي يؤدي إلى الإخلال بالمصالح العليا للبلاد ومقتضيات الأمن القومي المصري، وأيضا ميثاق الشرف الإعلامي، ما يمثل مخالفة صارخة وعليه كان لزامًا على النقابة التصدي لهذه المخالفة.
وانتهت النقابة إلى إيقاف الإعلامي أحمد موسى عن العمل لحين انتهاء التحقيق معه، مع متابعة التصرف الجنائي في الواقعة أمام النيابة العامة.
وكان 16 شهيدًا لقوا مصرعهم بعد التعامل مع بعض البؤر الإرهابية، في الواحات، ومقتل وإصابة 15 آخرين من العناصر الإرهابية، بعد إستغلالهم للظهير الصحراوي، والطبيعة الوعرة، للإختباء، بالعمق في الكيلو 135 بطريق أكتوبر الواحات.