طاحونة "أبو شاهين" شاهدة على التاريخ في مدينة رشيد بالبحيرة (صور)

تتميز مدينة رشيد، بمحافظة البحيرة، بتاريخها الوطني وتراثها المعماري الإسلامي الفريد، ويتجلى ذلك في بيوتها ومساجدها الأثرية، والتي تعد ثاني مدينة من حيث عدد الآثار بعد القاهرة.

ومن أبرز مشاهدها الأثرية، طاحونة "أبو شاهين"، التي أنشأها قائد المدفعيه التركي عثمان آغا الطوبجي، في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)، إبان العصر المملوكي.

وتتكون الطاحونة من ثلاثة أجزاء، الأول منها يسمى "مسطاح"، وهو مكان لتجميع وتهوية الغلال المراد طحنها، ويتم فرد الغلال بها استعدادًا لعملية الطحن،

والجزء الثانى وهو الجزء الرئيسى بالطاحونة عباره عن مدارين للقيام بعملية الطحن، أحدهما شرقي والآخر غربي، وكل مدار مكون من حجر مستدير به فتحة، وفى وسطه للأسفل قاعدة ثابتة ذات حافة بارزة لحجز الحجر المستدير، وفتحة أخرى لصب الدقيق، والحجر العلوي مثبت من أسفله بعجلة صغيرة تتصل بدورها بعجلة كبيرة هي عبارة عن ترس من الخشب، وهذه العجلة مثبتة في قائم خشبي رأسي الوضع ومربع الشكل موضوع في محور الترس الكبير، ويدور حول نفسه وينتهي من أعلى بأصبع خشبية تدور في ثقب داخل "الجايزة"، وهي الخشبة المستعرضة والتي تحمل أجزاء الطاحونة وتتصل "بالهرميس" الذي يوضع على رقبة البغال لتحريك الطاحونة، كما توجد فتحتان معقودتان بالمدارين يرتكز عقد كل منهما على عمودين رخاميين، وكانتا مخصصتين لجلوس السايس الذي يشرف على التشغيل.

واستخدم فى بناء الطاحونة الطوب المنجور المشهور به مدينة رشيد فى ذلك العصر، وكان يحرق بدرجه معينه ليأخذ اللونين الأسود والأحمر، واستخدام الميد الخشبية بالجدران لوقف أي تصدع أو شروخ على مر الزمن واستخدام الصوارى الخشبيه بالأسقف.

أما الجزء الثالث عبارة عن استراحة، يستريح فيها الطحان من عناء العمل، ولترتاح معه البغال وليتيحا فرصة لعامل الصيانة ليقوم بعمله في تفريغ أحجار الطاحونة وتخليصها من الطحين والحبوب العالقة بها، مستخدمًا قطعة من الحديد مستطيلة الشكل يتم جلي الأحجار بها لتنظيفها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً