أن تجد طفلًا صغيرًا في مدرجات الملاعب، يحمل علمًا في يده، ويرسم على وجهه ألوانه الثلاثة، فهذا أمر طبيعي، بل أن تجد شابا يافعًا يصدح بالغناء وسط المدرجات، هى أجواء عهدناها جميعًا، أما الغريب هو أن ترى سيدة عجوز لا تكاد تقف على قدميها، وتذهب لمقر ناديها المفضل لتشجعه. القصة بدأت عندما انتشرت بالأمس، صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لسيدة عجوز، تبلغ من العمر 63 عامًا، تدعى هدى محمد عبد الجواد، أثناء تواجدها بالنادي الأهلي. أبدى نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، دهشتهم من ملامح الحاجة "هدى"، التي تكسوها عاديات الزمن، فتجاعيد وجهها تقترب من تجاعيد سبعينيات العمر، ويبدو على ملامحها كدح الحياة، وإن ظلت طموحاتها طفولية، وقلبها الفطري ينبض بقوة حتى هذا السن، فـ"هدى" لم تترك أي مباراة لفريقها المفضل إلا وذهبت لتشجيعه، ومن الاستاد. توجهت كاميرا "أهل مصر" لمحل إقامة الحاجة "هدى"، للقائها، والدخول إلى عالمها، وفي طريقنا إليها ذهابًا بمترو المرج، حتى محطة "عين شمس"، متخذين من صورة هويتها الشخصية دليلاً لنا للوصول إلى مسكنها، فهى من قاطني منطقة عين شمس الشرقية، وعندما وصلنا إلى شارع صدقي بدأنا رحلة البحث عن المشجعة الكبيرة سنًا وقدرًا. بيوت متشابهة، وشارع شعبي، والكثيرين لا يعلمون عن بطلتنا المنشودة شيئًا، وبينما نحن كذلك وجدنا الحاج محمود، الذي يقطن في المنطقة ذاتها منذ عقود، والذي تعرف صورتها، ومنه عرفنا ملامح قصتها. قال الحاج محمود، إن الحاجة هدى، كانت تعيش في هذا الشارع، ولكنها انتقلت منه إلى مكان آخر منذ أكثر من خمس أعوام، عقب هدم بيتها الذي كانت تعيش في غرفة واحدة منه، وباقي المنزل لإخوتها. وأكد الحاج محمود لـ "أهل مصر"، إن الحاجة هدى تعاني من مرض الـ "زهايمر"، وزوجها متوفي، وكانت تحب الذهاب منذ صغرها إلى النادي الأهلي للتشجيع". وقال الحاج محمود، لم تكن مجرد مشجعة وفقط، بل كان هناك عشقًا ما، بينها وبين رداء الشياطين الحمر، فلم تترك لهم مباراة، وكانت تتجشم عناء الذهاب للاستاد، حتى بعد تقدمها بالعمر. واختتم حديثه قائلًا، "الحاجة هدى كانت كثيرة الخروج بمفردها، وكانت تتغيب بالأيام، نظرًا لأنها تنسي بسبب مرضها، وتعرضت لإهمال من إخواتها، ومنذ خمس سنوات لم نعلم عنها شيئًا". كان هذا ما توصلت إليه أهل مصر، من استقصاء حكاية السيدة الأشهر علي صفحات التواصل الاجتماعي، بصورتها الشهيرة، التي تظهر فيها وهي تلوح بعلم النادي الأهلي، ودعواتها أن يكون أزاروا هو نجم المباراة، وبالفعل كان لها ما أرادت، وحقق أزاروا "هاتريك" الذي قد يكون إسعادًا لهذه السيدة وهى في خريف العمر.