حذر الكاتب الكيني جون جيتونجو، من أن إجراء انتخابات "معيبة" غدًا الخميس، ينذر بالارتداد إلى "ماضٍ استبدادي".
وفي مقال نشرته صحيفة الـفاينانشيال تايمز، عاد جيتونجو بالأذهان عشرة أعوام إلى الوراء، في ديسمبر 2007 عندما دفعت انتخابات مزورة بـكينيا إلى أعمق أزمة سياسية سقطت فيها البلاد منذ استقلالها؛ وقد تمخضت هذه الأزمة عن أكثر من نصف مليون نازح وأكثر من ألف قتيل على أساس إثني (عِرقي).
أعقب تلك الأزمة اتفاق أسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية بين نظام "مواي كيباكي" والمعارضة بقيادة "رايلا أودينجا"، كما تمّت صياغة دستور جديد ليبرالي عام 2010، فكان بمثابة الخيط الأبيض في سحابة دكناء.
ولفت جيتونجو، إلى أن انتخابات أخرى معيبة في الـ 8 من أغسطس الماضي قد تركت كينيا في أزمة سياسية؛ وقد طعنت المعارضة التي لا تزال بقيادة "أودينجا" في فوز الرئيس الحالي "أوهورو كينياتا"؛ وفي الأول من سبتمبر ألغت المحكمة العليا نتائج الانتخابات الرئاسية في قرار أثار صدمة في أنحاء أفريقيا؛ ورأت المحكمة أن الهيئة المستقلة للانتخابات ورسْم حدود اللجان والدوائر- هذه الهيئة المسؤولة عن ترتيب عملية التصويت، رأت المحكمة أنها "تعجّ بالمخالفات والتجاوزات"، وهي لغة يفهم الكينيون أن مرادفها أن الانتخابات تمّ تزويرها.
وأكدت المحكمة العليا في كينيا ضرورة الفصل بين السلطات كما هو ثابت في دستور 2010؛ وقد ثارت الدهشة جرّاء ذلك في أفريقيا لأن محاكمها بشكل عام تنّفذ - حسب الكاتب - ما تمليه عليها السلطات التنفيذية.