يعانى كل من ينتمى الى فئة المعالجين فى نيجيريا من ارتباك شديد بسبب الحرب على جماعة بوكو حرام الارهابية، فهم يتساءلون دوما ما الذى يجب عليهم فعله اذا ما صادفوا عنصرا من الجماعة الإرهابية مصابا فى إحدى المعارك ويرغب فى تلقى العلاج او ان حالته خطيرة تستدعى التدخل لإنقاذ حياته،فهل فى هذه الحالة يتعين على الطبيب المعالج الرجوع أولا إلى السلطات الإدارية أو العسكرية؟ أم أن على أى طبيب أو ممرض الإبلاغ عن أى حالة يشتبه فى انتمائها للجماعة الإرهابية.
ومع ذلك فان الحرب على بوكو حرام اسهمت فى ادخال تغييرات جوهرية فى ثقافة العلاج بوجه عام فى اماكن انتشار عناصر الجماعة الارهابية، فقد تحولت المستشفيات الى مخابىء ولم يعد بمقدور اى شخص الدخول دون الخضوع لعملية تفتيش شديدة الدقة، أما فى الداخل فتستمر عناصر من القوات المسلحة الموالية للنظام فى التجول بين أرجاء المبنى بهدف توفير الحماية اللازمة للمرضى وذويهم..
وصار الأطباء والممرضون متشككين دوما فى هوية المرضى، فقد بات من السهل على أى عنصر من عناصر بوكو حرام التسلل بين المرضى ومن ثم محاولة القيام بعملية انتحارية، فى النهاية يمكن القول بأن محاربة جماعة بوكو حرام الإرهابية فى كل من الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد باتت تشكل تحديا حقيقيا لأخلاقيات مهنة الطب.