منذ عامين أعلن المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، عن بدء تنفيذ تجربة عملية لحل مشكلة الصرف الصحي التى تعاني منها قرى المحافظة، بتطبيق منظومة الصرف الجديدة فى مصر، والتى سبق تم تجربتها وتطبيقها ببعض دول الخليج، وهى نظام (معالجة ثلاثية) أو الـ( MBR) التعريف المختصر لمفاعل الغشاء الحيوي (Membrane Bio Reactor) لتنفيذها بقرية صغير كتجربة، يتم تعميمها حال نجاح التجربة الأولية.
ووقع اختيار المحافظ على قرية "البساتين" التابعة لمركز بني سويف، لتطبيق التجربة الفعلية للمشروع، كأول قرية مصرية، وأعطت التجربة نتائج متميزة أهمها جودة المياه المنتجة ومطبقاتها للمواصفات ومدة التنفيذ القياسية في 9 أشهر شاملة التصميم واستيراد الأغشية "وهي قليلة مقارنة مما يتم في المشروعات التي يتم تنفيذهابالطرق التقليدية "،
وتم تصنيع المحطة محليا بنسبة 85% مما قلل التكلفة، بالإضافة إلى أن التنفيذ تم بالمشاركة المجتمعية بالكامل شاملة الأرض "تبرع من الأهالي" والتصميم والتمويل، والإشراف الفني، فضلا عن إتاحة عدد من فرص العمل، وتم الاستعانة بالعمالة من محافظة بني سويف.
ودعا محافظ بني سويف كافة من يعمل في مجال مشروعات الصرف الصحي بكل مراحل ومكونات هذا القطاع للمشاركة والمساهمة الفاعلة في تعميم المشروع، خاصة بعدما أثبتت تجربة محطة البساتين نجاحها الكبير لاسيما على مستويات النتائج والتنفيذ والتكلفة ومساهمتها في حل مشكلة مزمنة عانت منها القرية لفترة طويلة، مؤكدًا على أن هذا المشروع والذي يتم تنفيذه بالمشاركة المجتمعية يعد مشروعًا قوميًا يحتاج لتكاتف الجميع لأنه يساهم في حل مشاكل صحية وبيئية وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن البسيط في القرى
وقرر المحافظ، تعميم التجربة فى 7 قرى جديدة، بمراكز المحافظة السبعة، بواقع قرية من كل مركز، هي: "منشأة الأمراء باهناسيا، صفط الغربية بالواسطى، جزيرة ببا بمركز ببا، الأسبق بسمسطا، وتلت بالفشن، وسيد عبدالقادر بمركز ناصر، منقريش بمركز بني سويف" وطالب المحافظ بأهمية التكاتف والتعاون للبدء في التنفيذ لتوفير الدعم والتمويل اللأزم للمشروع ونسعى لتعميم تجرية صرف البساتين الناجحة بجميع القرى التى تعاني من هذه المشكلة المزمنة وذلك عن طريق خطوات أهمها تكوين كيان أو جهاز اداري للمشروع يضم خبراء في التصميم والتشغيل والصيانة والجهات الحكومية المعنية.
وصرح المحافظ أن هذا النوع من مشروعات الصرف الصحي تم إدراجه في الكود المصري 2017 وهو ما يمثل انجازًا يضاف لبني سويف في المساهمة في إدخال تكنولوجيا حديثة وسيساهم في حل مشكلة الصرف الصحي بالقرى خاصة وأن نسبة التغطية في القرى بهذه الخدمة لا تتعدى الـ15%، مشيرًا إلى المميزات القياسية التي يتميز بها هذا المشروع من حيث قلة التكلفة ومدة التنفيذ ونوعية المياه المعالجة التي أثبتت التحاليل صالحيتها للزراعة، بالإضافة إلى أن هذه المحطات تصلح للقرى التي يصعب ادراجها في خطة الصرف بالمحطات التقليدية نظرًا لموقعها وغيرها من الصعوبات وهو ما يعد تميزا نوعيا أخر يضاف إلى هذه التجربة.
ومنذ أيام قليلة، شهدت محطة البساتين، زيارة المهندش ابراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية واللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي، حيث أشاد "محلب" بالتجربة، ووصفها بالرائعة والناجحة والتي تمثل نموذجا فريدا في مواجهة المشكلات والقضايا المجتمعية بمشاركة الجميع بداية بالمواطن مرورا بالمجتمع المدني والقطاع الخاص والأجهزة الحكومية والتي أثمرت عن مشروع رائد ساهم في رفع المعاناة عن أهالينا البسطاء، مؤكدا على مواصلة الدعم لتعميمها على قرى بني سويف لتكون المحافظة هي الأولى التي نجحت في حل مشكلة الصرف الصحي بالقرى.