ما بين نشاط اقتصادي، اجتماعي ورياضي، ترى مشهدًا بمركز شباب الشوربجي ببولاق الدكرور أشبه بما قد ظهر بفيلم التجربة الدنماركية حول مركز شباب "أبو المزامير"، الذي كان أشبه بـ"العزبة" يصول ويجول فيها القائمين عليها، بما تهوى أنفسهم من نشاطات، متخذين من المركز مسرحًا لمزاولة أنشطتهم المختلفة وتحقيقًا لمصالحهم الخاصة.
مركز شباب مكون من ثلاثة طوابق، تحوطه العمارات السكنية من كل جانب، تجده منزويًا في ذلك الزقاق الضيق لتظنه واحدة من العمارات السكنية المجاورة، لتجده مركز شباب من خلال قراءة لافتته التي تحمل اسمه. أنشئ المركز في عام 1976، والمشهر برقم 163 لسنة 1976.
يضم المركز رسميًا كل من نشاط الكونغفو، الجيمنازيوم، وكرة القدم، ولكن عندما تتبصر وترى المركز على أرض الواقع تجده يضم بالطوابق العلوية أكوام من القمامة،الكراسي البالية في مشهد أشبه بمستقر للقمامة، فلم يقتصر على ذلك فحسب، فعندما تتجول به تجد به كل من ورشة سمكري سيارات، صالة بلياردو، سايبر، ومشغل لخياطة الملابس، تقوم إدارة المركز بتأجيرها لهم، وبذلك فهم مبتعدين كل البعد عن أي نشاطات رياضية.
يصف أحد أهالي الشوربجي المركز قائلًا: "مركز الشباب ليس مكانًا لممارسة الرياضة، فهو عبارة عن مقلب قمامة ويقوم القائمين عليه بتأجيره لكل من صالة بلياردو، سايبر، مشغل خياطة، وسمكري سيارات ولا يصلح لأولادنا لمارسوا فيه أي نشاطات".
و صرح "ربيع مطر" مدرب كرة قدم سابق بمركز شباب الشوربجي عن تاريخ المركز قائلًا: "نحن من بنينا المركز قديمًا من خلال جهودنا الذاتية وحملنا كل حجر فيه على أكتافنا لنؤسس للأجيال القادمة مكان لممارسة رياضاتهم، أنشئ المركز في 1976، وعملت في المركز منذ 20عامًا، فكان كل من "إسماعيل الجندي" و"عبد الوارث قطب" أحد رؤساء المركز سابقًا يدعمون الشباب معنويا وماديا، فكانوا يوفرون لنا ملاعب لكرة القدم وأتاحوا لنا الفرصة للمشاركة في مسابقات محلية قديمًا، ولكن هيهات للعصر الذهبي للمركز، فقد تحول الآن أسوأ حال بسبب الإهمال الشديد الذي عانى منه، وعن سكري السيارات فقد استأجره النادي له منذ أكثر من 20عامًا حتى الآن، كما يعاني المركز من عدم امتلاكه لملعب لكرة القدم بالرغم من مناشدتنا للمسئولين والسعي للحصول على أرض لإقامة ملعب لكرة القدم عليها، ليأتي الرد من وزارة الشباب والرياضة بإيجاد قطعة أرض ملك للحكومة ولا تستخدمها في شئ لإقامة الملعب عليها، وعندما وفرنا قطعتي أرض لم يتم الاستجابة من قبل الوزارة حتى الآن، ولكن أقام المركز دورة كرة قدم رمضانية واستأجر "كريم جلاب"ملعبًا بمنطقة "زنين" على نفقته الخاصة ليدفع نصف الإيجار ويكمل النصف الآخر اللاعبين المشاركين بالدورة".
أما عن الدعم السنوي الذي يتحصل عليه المركز من وزارة الشباب والرياضة، قد صرح مصدر بوزارة الشباب والرياضة رفض ذكر اسمه بأن المركز يصرف له 100ألف جنيه سنويًا.
كما كشف أحد الأطفال المترددين على المركز عن أن هناك شباب يتعاطون المخدرات بداخله، فيقول الطفل "شهاب بخيت" أحد أهالي الشوربجي: "الشباب المترددين على المركز يتعاطون المخدرات في الطوابق العلوية وعلى السطح، فأنا أخشى أن أذهب إلى هناك لكي لا يعتدوا عليّ بأي مكروه".
و يناشد أهالي الشوربجي المسئولين بضرورة توفير قطعة أرض لإقامة ملعب عليها لكرة القدم لكي لا تتجه طاقات أبنائهم إلى المخدرات التي تنتظرهم على نواصي شوارعهم فيما لا يجد الأطفال منفذًا لهم لتفريغ طاقاتهم في أكثر رياضة ممارسًة ولا يتخلى عنها أي طفل حتى وإن مارسها في الطرقات.