قديما اشتهرت بعض مناطق مُحافظة المنوفية، بتصنيعها للمنسوجات والأواني والفخار والأنتيكات؛ فالجد كان حريصا علي تعليم أبنائه "المهنة" وكذلك الآباء إلا أن هذا الأمر اختلف الآن، فالآباء هم من يُساعدون أبنائهم علي هجر "المهنة" التي توارثوها علي مدار أجيال مرت، بسبب جملة أزمات أبرزها عدم توافر المواد الخام وانقراض عملية التسويق.قرية عراقية:
فكانت الشهرة الذائعة لـ قرية عراقية التابعة لمركز الشهداء، لإتقانها صناعة "الحصر اليدوي" التي يتم افتراشها بدلًا من "السجاد" إلا أن "المهنة" باتت تنزلق حتي وصلت إلي مثلث "بارمودا" ولم يلجأ إليها أحد في الوقت الحالي.ويروى الحاج مُصطفي جمعة تفاصيل الصناعة، قائلًا إنهم يعتمدون على العديد من الخامات من الغزل والسمر وهي أهم الخامات التي يتم الاعتماد عليها في التصنيع للحصير والتي كانت في الماضي توفر العديد من فرص العمل للمواطنين وتوفر لقمة العيش للمئات يوميًا، وخاصة أن الصانع كان يتمكن من صناعة أكثر من 11 حصيرة فى اليوم الواحد، وكان يجد السوق الآمن لتوزيعها نظرًا لانتشار السوق الذي يطلب تلك النوعيات من الحصير. ارتفاع الأسعار:
وأضاف جمعة لم تعد الصناعة تفي بالأغراض الأساسية من القائمين عليها، وخاصة مع ارتفاع أسعار الخامات من الغزل والسمر والذي أدى إلى الارتفاع الشديد في التصنيع، وعندما يتم العرض على الزبون بسعر عالى لا يلتفت إلى تلك الأنواع من الحصير وخاصة مع انتسار الحصير البلاستيك والصيني الأمر الذي أدى إلى تدمير تلك الصناعة بشكل كبير. قرية ساقية:
وظهرت أيضًا قرية ساقية المنقدي بمدينة أشمون "أرض القمر" لتتصدر كار صناعة "الصدف"، ويؤكد محمود أبو قوطة، نقيب الحرفيين بالمنوفية، ومؤسس صناعة التطعيم بالصدف، أن القرية تشتهر بهذه الصناعة وتنفرد بها على مستوى الجمهورية، وتقوم بعرض منتجاتها في شارع خان الخليلي وتصديرها إلى الدول العربية وعدد كبير من الدول اﻷوروبية، إلا أن الأمر انتهى والشهرة اختفت، مُضيفًا أن عدد الورش بالقرية يصل إلى 300 ورشة تتعامل مع كافة أنواع اﻷثاث، إلا أن هناك مشكلات تواجه أصحاب الورش، خاصة في ارتفاع سعر المواد الخام، وهذا ما أدى إلي انهيار "الصناعة".شنوان:
"شنوان" فى هذه القرية التابعة لمركز شبين الكوم تحول جريد النخيل إلى أقفاص أو كراسي أو ترابيزات، ويؤكد الحاج نادي السيد فرحات، أحد أبرز العاملين فى صناعة الجريد، أن هناك 60 أسرة بالقرية تضم حوالي ألفى شخص يعملون فى تصنيع الجريد، جميعهم ينتظرون الفرج والقضاء على مشكلاتهم المختلفة التي تعوق الصناعة وتهددها بالانقراض. وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية ترك كثير من الصناع حرفتهم لضعف العائد المادى وصعوبة تسويق المنتجات أمام اكتساح المنتجات البلاستيكية للأسواق.