بلال الدوي يكتب: قصة الضابط الإرهابي الذي طلب السيسي إحضاره حياً أو ميتاً والمطلوب رقم ( ١ ) لدى الأمن (الجزء الثالث.. الطريق إلى المخاوى)

كتب :

_ كانت صراخات احد الشباب المتهمين فى قضايا العنف والتفجيرات تهز أركان السجن وحينما قال : أنا عندى معلومات عن الشخص الخفى، قامت الدنيا ولم تقعد، وتم إخطار القيادات سريعاً ورفع الأمر إلى كبار القادة على الفور، جاء عدد من كبير من قادة وزارة الداخلية وخاصة من قطاعات ( السجون والأمن العام والأمن الوطنى ) وتم تداول الأمر ، وإصطحاب المتهم إلى وكيل نيابة أمن الدولة العليا للإدلاء بأقواله أمامه.

_ كان هذا المتهم من أبناء محافظة الدقهلية، وكانت لهجته فى الحديث تحمل اللهجة الفلاحى، وبدأ فى الإعتراف وهو يبكى بكاءاً شديداً، كان على وكيل نيابة أمن الدولة العليا دوراً هاماً فى هذه القضية فقد أخبروه بما حدث من المتهم من صراخ وبكاء لساعات طويلة حتى يتم له السماح بلقاءه، هنا أدرك المستشار المحترم أنه قد وقع على "كنز " ولابد من الإستفادة بما سيقوله المتهم وقرر التفرغ لسماعه للنهاية دون توقف وتوجيه أسئلة له بعد انتهاء حديثه كاملاً، لذلك قام المستشار بطلب (  وجبة جاهزة  للمتهم وحاجة ساقعة ) وبدأ المتهم فى الإعتراف وقال وهو يبكى بكاءاً شديداً لا يتوقف : (( أنا يا حضرة المستشار من الدقهلية إنضميت للإخوان بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ لأنى كنت أسمع عنهم قبل كدا إنهم ( بتوع ربنا) وفجأة لقيت نفسى داخل جماعة بتقوللى أنت زى الميت فى يد من يغسله، يعنى أنا إرتضيت بأن أكون ميتاً، سمع وطاعة وبس، أخد اللى أخده منهم كأنى كنت موظف عندهم وكانوا بيبعتوا لى مرتب شهرى على البيت قيمته ( ٥٠٠ جنيه ) كل أول شهر، وكنا قسم للإخوان يضم ١٢ عنصر، بعد فض إعتصام رابعة تحولنا جميعاً إلى ١٢ شخص فى إنتظار تنفيذ عمليات عنف وتفجير فى أى مكان، والإخوان خدونا للتدريب فى الصحراء بمحافظة المنيا وكان معانا أشخاص من المنتمين للجماعة الإسلامية، ومرة تانية روحنا للتدريب بمنطقة جبلية فى مطروح دا حتى كان معانا المرشد السابق محمد مهدى عاكف بيشرف على التدريبات وزارنا لما كنا بنتدرب وقال لنا : إنتوا دلوقتى فى معسكر إخوانى وإنتوا شباب ستحملون راية الإسلام وراية الإخوان خلال السنوات القادمة وعلى أكتافكم ستستمر راية الإخوان عالية خفاقة، ومرة ثالثة روحنا للتدريب فى إحدى المزارع التى يملكها الإخوان فى منطقة ( أبو رواش )، ومرة كمان إتدربنا فى مزرعة يملكها إخوانى فى المنصورة وفى هذه المرة كانت الأعداد كبيرة جداً وكان معنا شباب من محافظة الشرقية سألتهم إنتوا إتدربتوا قبل كدا قالوا نعم إتدربنا فى فى مزرعة تابعة للإخوان فى مدينة بلبيس بالشرقية وكان معاهم شباب من الجماعة الإسلامية، كل هذه التدريبات فى أثناء حكم الإخوان وتحديداً بعد شهر إبريل ٢٠١٣ قبل خروجهم من السلطة بفترة بسيطة، وشوفت الشباب دا مرة تانية لما روحنا إعتصام رابعة والنهضة وتم توزيعنا على ( ٣ ) مجموعات قالوا لنا انها ( ٣ مجموعات جهادية ) ، المجموعة الأولى : للتنفيذ، المجموعة الثانية : للتصنيع، المجموعة الثالثة : للرصد !!

_ وإستمر المتهم فى الإعتراف لكنه ظل يبكى بحرقه وهو يقول : تنفيذ تفجيرات يا حضرة المستشار، وتصنيع التفجيرات يا حضرة المستشار، ورصد الأماكن اللى قالوا لنا عليها يا سعادة الباشا !! يا فندم الإخوان قالوا لنا ( عايزين نفجر مصر ) _ هنا علا صوت المتهم بشدة وهو يبكى _ أيوا يا فندم قالوا لنا ( عايزين نفجر مصر، مصر يا فندم ، وأقسم بعزة وجلال الله الإخوان قالوا لنا التعليمات هى تفجير مصر وإشعالها وإحراقها ، مصر يا فندم هاتتفجر _ هنا نزلت أول دمعة من عين وكيل النيابة _ الإخوان هايفجروها، مصر يا فندم _ هنا كانت دموع المتهم أنهاراً وكان يتكلم، لكنه يبكى وهو يتكلم وليس يتكلم وهو يبكى _ إلحق مصر يا حضرة المستشار، إلحقوا مصر يا فندم ، قالوا لنا ( لازم نولع فى البلد علشان حكم الإخوان يستمر، وفجروا كل مؤسسات الدولة وأقسام شرطة ومديريات الأمن وضباط الشرطة، وكمائن للجيش وللشرطة، وكمان يا فندم المحاكم والقضاة _ هنا نزلت دموع وكيل النيابة _ يا فندم فيه شباب كانوا معانا راحوا إدربوا فى سوريا مع حركة أحرار الشام، والتمويل كان بيجيلهم من الدكتور وجدى غنيم وكمان كان بيجيلهم تمويل كبير قوى من قطر ومن قيادات الاخوان فى كل المحافظات .

_ توقف الشاب للحظات وهو ما إستدعى وكيل النيابة لسؤاله : من هو الشخص الخفى الذى يقود التنظيمات والخلايا اللى قالوا لكوا عليها انها خلايا جهادية ؟ تنهد المتهم وقال : يا حضرة المستشار قالوا لنا فى الإخوان أن لازم يبقى ليك كذا إسم علشان التمويه أثناء العمليات اللى بيكلفونا بها، يعنى مثلا انا كان ليا اسماء كثيرة منها ( خليل _ أمجد _ خالد ) وبنستخدم الإسم مرة واحدة فى كل عملية بنعملها، الشخص الخفى أنا قابلته مرة واحدة وعرفت أنه هوه (الكبير _ الكبير قوى يا فندم ) هوه اللى بيصدر التعليمات للخلايا المدربة وله كذا إسم منهم ( أبو مهند _ أبو عبدالرحمن ) .

_ فجأة وقف وكيل نيابة أمن الدولة العليا وسأل المتهم بصوت عالى : بتقول الشخص الخفى هو ( أبو مهند )

_ المتهم : أيوا يا فندم أبو مهند

_ وكيل النيابة : بقولك الشخص الخفى هو ( أبو مهند )

_ المتهم : أيوا يا فندم ، دا كمان بيقولوا ان له لقب تانى

_ وكيل النيابة : ايه هوه ؟

_ المتهم : اللقب هو ( المخاوى )

_ وكيل النيابة : المخاوى ، المخاوى !!!

_ المتهم : أيوا ( المخاوى ) هوه بيقولوا عليه ( مخفى ومخاوى ) لانه عنده قدرة عالية قوى على الإختفاء والإختباء، أى واللهى

_ وكيل النيابة : طب تعرف اسم المخفى اللى هوه المخاوى ؟ يعنى تعرف إسمه الحقيقى ؟

_ المتهم : أيوا يا فندم

_ وكيل النيابة : قول بسرعة

_ المتهم : دا ضابط سابق يا فندم

_ وكيل النيابة : إسمه الحقيقى إيه ؟ قول ؟ قول ؟

_ المتهم : اسمه الحقيقى ( هشام عشماوى )

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً