صرخة مطلقات(5).. سيدات في دمياط.. "شادية": "جوزي رماني أنا وعيالي في الشارع بقميص النوم"

تزوجن مبكرًا أو أجبرتهن الأسر على الارتباط بأشخاص لا يقدرون المسئولية، أو وصلت بهم الخلافات العائلية لطريق مسدود، فهجرن كنف الرجل لمنازل أهاليهن، وفي أيديهن أطفالًا، بينما تدور داخل أروقة المحاكم قضايا الحضانة، والنفقة والمتعة.. إنهن المطلقات من النساء اللائي أصبحن ظاهرة تهدد المجتمع وفق الأرقام الرسمية، التي تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش إعلان نتائج جهاز التعبئة والإحصاء الأخير، والذي سلط الضوء على إحصائيات مفزعة لزواج القاصرات، ونسب الطلاق، وما ينتج عنه من جيل كامل ضائع هويته في الأوراق الرسمية.

وتستعرض "أهل مصر" القصة الخامسة من سلسلة رحلة الطلاق لعديد من السيدات في مختلف الأعمار والمحافظات، كما سيتم نشر حلقات منفصلة خلال الأيام المقبلة؛ للكشف عن الأسباب والنتائج.

أصبحت محاكم الأسرة بدمياط، مسرحاً لعرض قصص واقعية من قلب الحياة، فهذه تأتي باحثةً عن النفقة، وتلك تنتظر حكماً ما يعيد لها بضع أشياء استولى عليها الزوج، وهنا تجلس امرأة لتسمع حكماً بالطلاق، ولكن أصعب المشاهد هو عندما ترى أحد الأطفال، وقد جاء مع والدته باحثاً هو الآخر عن حقه في الحياة ليدفع هو ثمن أخطاء الوالدين .

"يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار".. هذا المثل الشعبى يلخص ما يدور في أروقة محاكم الأسرة بمحافظة دمياط.

ــ لقراءة القصة الأولي من سلسلة صرخة مطلقات اضغط هنا 

"ربنا على الظالم وحسبى الله ونعم الوكيل" ..كانت تصرخت بها امرأة لا تتجاوز الـ 27 عاما من عمرها، حاولنا الحديث معها، لكنها كانت رافضة وبشدة، ومع مرور بضع دقائق بدأت «نادية . ه» في الحديث... بدأته بنفس الجملة مرة أخرى وأخذت تعيدها مرات ومرات .

قالت ابنة الـ 27 عاما ، «أنا مهندسة واتخطبت 6 شهور فقط بعدها تزوجت، مالحقتش اتعرف عليه كويس واتفاجأت بصفاته في عش الزوجية، كان دايماً بيضربنى واكتشفت إنه بيتعاطى المخدرات، حاولت أساعده لكن في كل مرة كانت الأمور تزداد سوءًا، وبعد سنة ونصف زواج بدأ يطلب منى أصرف عليه بعد طرده من شغله بسبب المخدرات، تحولت حياتى لجحيم وكان يضربني إذا تأخرت عليه في الفلوس، وفي إحدى المرات ضربني وألقى عليا يمين الطلاق بعدما أخذ منى ذهبى، مالقتش قدامى غير المحكمة»، لم تنه السيدة كلماتها بل انهكها التعب وراحت لتتابع جلستها .

استكملنا جولتنا فوجدنا واحدة تبكى بمرارة اقتربنا منها فكانت تلك هى القصة الأبشع، بدأنا الحديث معها فقالت «شادية . ك»، إمرأة في عامها الـ 20 ، إنها جاءت إلى المحكمة تبحث عن حريتها من رجل تجرد من مشاعر الانسانية».

تابعت حديثها لتكشف أن الزوج كان يعانى من إضطرابات نفسية، وكان يقوم بضربها حتى أسقط حملها، وفي النهاية طردها في منتصف الليل بقميص النوم ولولا الجيران لظلت عارية، وأضافت «أنا هنا عشان أطلق لأنه مش راضى يطلقنى ولا راضى يعيش معايا بما يرضى الله ، وكتير من الناس اتكلمت معاه بس مافيش فايدة».

ـــ لقراءة القصة الثانية من سلسلة صرخة مطلقات اضغط هنا

مازالت جولتنا مستمرة حتى رأينا إحداهن تجلس على سلالم المحكمة والانتظار يملأ عيونها، لم تأخذ وقتاً حتى روت قصتها ، «ه خ»، صاحبة 26 عاما، قائلة «أنا هنا لأن طليقى أخد مني ابنى بالقوة ومش راضى يردنى أنا حاولت كتير أرجع عشان ولادى بس هو ظالم ودايماً يقولى هحرق قلبك ومش هاوريك الأولاد أبداً» .

واستطردت «بدأت قصتي مع هذا الرجل حينما عدنا من السعودية، بدأت حماتى تتدخل في حياتنا وإخواته كانوا يكرهونى ودائماً يوقعون بيننا، مرة بعد مرة المشاكل زادت وبدأ يضربنى، اختلفنا كثيرا مع بعضنا لكن كل مرة كانت أمه هى اللى تربح وتنجح في تحريضه، وفي ليلة فوجئت به يقولى إنه سوف يصطحب الأولاد يفسحهم وفجأة لقيت أخته بتطردنى من البيت اتصلت عليه قفل التليفون قدروا يخرجونى من بيتى وبعدها بكام يوم طلقنى، ومن يومها مش عارفه أشوف عيالى» .

ـــ لقراءة القصة الثالثة من سلسلة صرخة مطلقات اضغط هنا

«أنا مش مسامحة أبويا هو السبب في اللى أنا فيه»، جملة صعبة جداُ بدأت بها «د . أ»، حديثها وشرحت أن أهلها زوجوها وهي صغيرة في عمر 19 سنة، «كنت مش بحب اللى اتقدملى وماكنتش موافقة عليه، أبويا غصب عليا وجوزنى ليه بالعافية، عشت سنتين في ذل، ماشوفتش يوم حلو ، كل مرة كنت أشتكى لأهلى يصدونىوماحدش كان بيسمعنى ولا يصدقنى لانهم عارفين انى مش بحبه ، كان بيخونى كتير ده غير إنه كان بيطلب منى حاجات غريبة».

واختتمت السيدة «في يوم جاء والدي صدفة ليزورني فوجده يضربنى، بشدة فتشاجر معه وأخذنى البيت وبعد يومين طلقنى، ومن يومها لا يصرف عليا ولا على أولاده، جرينا وراه كتير مافيش فايدة، حتى العفش بتاعى خده، كل ما أفتكر اللى حصلى أقول إنى مش هسامح أبويا أبدأً هو السبب في اللى أنا فيه ده».

الشيخ عبده العوادلى، قال إن زيادة نسب الطلاق تحدث نتيجة الابتعاد عن تعاليم الدين، لافتا أن الشاب لا يعى قدر مسئولياته ومن هنا تبدأ الخلافات، أيضاً الأهالى عليهم دوراً كبيراً في حسن اختيار الزوج المناسب أو الزوجة المناسبة وعلينا الرجوع إلى تعاليم ديننا حتى نرى ما علينا القيام به.

بينما أكدت الدكتورة شريهان عيد، أستاذ علم الاجتماع، أن هناك أسباب متعددة لما يحدث في موضوع المطلقات، منوهة أن السبب الرئيسى هو أن الأهل حولوا الموضوع لتجارة، "مش لازم عشان غنى يبقى هو المناسب"، وأكملت حديثها قائلة "قليلاً ما نجد أسر تختار العريس على أسس عقلانية بعيداً عن النواحى المادية ، واللى بيعمل كده بيأمن الكثير من المشاكل".

ـــ لقراءة القصة الرابعه من سلسلة صرخة مطلقات اضغط هنا

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً