كشف التقرير الذي أصدرته منظمة اليونسكو، أوجاع التعليم حول العالم، حيث بين أن في مصر 14.8 مليون بالغ لا يستطيعون القراءة والكتابة، و13% من الأطفال من الجنسين من الطبقات الفقيرة لا يكملون تعليمهم الابتدائي، و30% لا يكملون تعليمهم الثانوي، وهو ما أكده المراقبون بأن ذلك كارثة كبيرة تضيع على مصر فرصة استثمار هؤلاء الشباب وتنمية أفكارهم وتأهيلهم التأهيل الذي يناسبهم لبناء مستقبل مصر.
تقرير اليونسكو عن وضع التعليم
رصدت منظمة اليونسكو، أوجاع التعليم حول العالم خلال العامين الماضي والحالي، مؤكدة مسئولية الحكومات في أن تضمن لشعوبها تعليما له جودة عالمية، وأنه لا غنى عن تقديم كشف حساب من كل حكومة للوصول لهذا الهدف.
التقرير يشدد على أهمية القضاء على عدم تكافؤ الفرص، فعلى مستوى العالم، أقل من 20% من الدول توفر تعليما مجانيا إلزاميا لمدة 12عاما، وحتى الآن يوجد 264 مليون طفل وشاب لم يتلقوا تعليمهم، و100 مليون شاب لا يستطيعون القراءة.
وأظهر التقرير أن هناك في مصر 14.8 مليون بالغ لا يستطيعون القراءة والكتابة، و25% فقط من المدارس تتوافر لديها مياه صالحة للشرب، و56% تتوافر لديها أساسيات الصحة العامة، و13% من الأطفال من الجنسين من الطبقات الفقيرة لا يكملون تعليمهم الابتدائي، و30% لا يكملون تعليمهم الثانوي، و70% من الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما قالوا إنهم تعرضوا للتحرش المعنوى في مدارسهم.
التقرير الذي أصدرته المنظمة أمس أوصى الحكومات بتصميم نظام قوى وسليم للمساءلة، بمشاركة هادفة لجميع الأطراف المعنية.
ووأوضح التقرير أنه في بعض الدول أصبحت الدروس الخصوصية الطريقة الوحيدة التى تمكن الأطفال من المنافسة للوصول إلى مستويات تعليمية أعلى وليس مجرد عملية تكميلية، فنصف طلبة المدارس الثانوية على الأقل يحصلون على دروس خصوصية في دول مثل مصر وأذربيجان وبنجلاديش وقبرص والبوسنة والهرسك والصين وجورجيا واليونان والمجر والبرتغال وإسبانيا وأوكرانيا.
تضيع فرصة استثمار الشباب
من جهته، قال ممتاز الدسوقي، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن وصول عدد البالغين الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة إلى 14.8 مليون بالغ في مصر، وفقًا للتقرير الذي أصدرته منظمة اليونسكو بالأمس بخصوص أوضاع التعليم حول العالم، كارثة كبيرة تضيع على مصر فرصة استثمار هؤلاء الشباب وتنمية أفكارهم وتأهيلهم التأهيل الذي يناسبهم لبناء مستقبل مصر.
معاناة مصر من الأمية
وأوضح الدسوقي، أن مصر لا تحتوى على 14 مليون بالغ فقط لا يستطيعون القراءة والكتابة، بل تحتوي على نسبة أكبر من طلاب المدارس الذين يصلون للمرحلة الإعدادية وهم لا يجيدون القراءة والكتابة بشكل جيد، مشيرًا إلى أن مصر عانت من وجود نسبة أمية مرتفعة، ورغم ذلك لم نسمع عن حل جذرى تبنته الحكومات المتعاقبة، لحل هذه المشكلة سوى بعض حملات قومية تنطلق من حين لآخر وتصرف ملايين الجنيهات من موازنة الدولة أو المنح الأجنبية، ومع ذلك الحصيلة تظل "صفر".
مطالب بدراسة تجارب الدول
وطالب عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، الحكومة بدراسة تجارب الدول الأجنبية في هذا المجال كتجربة الولايات المتحدة الأمريكية، التى اعتمدت الحملة بصورة أساسية على المتطوعين الذين كانوا يعملون في المدارس الليلية والصيفية لمحو الأمية بين البالغين الذين يعيشون فى المناطق الريفية، وتجربة الصين التي اعتمدت على تعليم الكبار في وقت الفراغ مثل المدارس الليلية، ومجموعات تعليم القراءة، وتفريد التدريب، ومزيج من التعليم بنظام التفرغ الكلي والتفرغ الجزئى.
فشل برامج الحكومة
وتابع ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، إن وصول عدد البالغين الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة إلى 14.8 مليون بالغ في مصر، كما جاء في التقرير الذي أصدرته منظمة اليونسكو بالأمس يؤكد فشل كل الخطط والبرامج التنفيذية الحكومات المصرية في العقود الثلاثة الأخيرة للحد من الأمية ومحو أمية الكبار أي البالغين، مشيرًا إلى أن جهاز محو الأمية ومكافحة أمية الكبار التابع لوزارة التربية والتعليم فشل فشلًا سريعًا في المهام المسنودة إليه ومن أجلها كان إنشائه.
الوزراء خدعوا الرئيس
وأضاف الشهابي، في تصريحاته الخاصة لـ"أهل مصر"، أن وزراء التربية والتعليم في العقود الأخيرة مالوا إلى المدرسة وأنهم أوردا أرقامًا مفبركة حول محو أمية أناس لا أصل لها وأنهم خدعوا الرئيس والرأى العام ويتطلب محاسبتهم فورًا.
إدانة لوزراء التعليم
وأكد رئيس حزب الجيل، أن هذا التقرير يعد إدانة قوية لوزراء التربية والتعليم ويتطلب أن يقوم رئيس الدولة بتشكيل لجنة رئاسية على مستوى عال يقف أمامها وزراء التربية والتعليم في السنوات العشرة الأخيرة للتحقيق الدقيق ومعهم رؤساء الهيئة العامة لمحو الأمية لمحاسبتهم على هذا الفشل الذريع وأيضًا محاسبتهم على البيانات الكاذبة التي خرجوا بها الرأى العام مقدمتها لرؤساء الحكومة السابقين التي جعلت أحدهم يختار أحد رؤساء هيئة محو الأمية وزيرًا التربية والتعليم ليواصل فشله في الوزارة.