مفاهيم ومصطلحات كثيرة أطلقها المصريون، في أوقات زمنية معينة، فصارت محض أمثال، خاصة إذا كان الأمر متعلقا بحدث معين، أما عندما يصل هذا المصطلح إلى العالمية، هنا تكون المفاجأة التى تستدعي التوقف عندها، للتأكد من صحة ذلك.المكان الموبوء
"مصنع الكراسي" الواقع في منطقة إمبابة، وتحديدًا بالوراق، بمحافظة الجيزة، هذا المكان الذى ذاع صيته في السنوات الأخيرة، بتردد أصحاب السلوكيات الرديئة عليه؛ ليكون ملجأ لهم، ومأوى يجمعهم، حتى خرج مصطلح "وراء مصنع الكراسي"، ليستخدمه الكثيرون فيما بينهم، كنوع من الفكاهة وفي الأعمال التلفزيونية والسينمائية، وبين تراشق جماهير كرة القدم بالنكات والألفاظ.بايرن ميونيخ
مع الوقت بدأ مصطلح "ورا مصنع الكراسي" في الانتقال إلى العالمية، بعدما ردده لاعبو نادي العملاق البافاري "بايرن ميونيخ" في فيديو مصور لهم علي صفحة النادي، على وسائل التواصل الإجتماعي، ليردد اللاعبون هذا المصطلح منطوقًا بـ"اللغة العربية"، ليثير دهشة الملايين حول العالم، حول المراد من تلك العبارة، وما هو مفهومها.المصطلح الدولى
مصنع الكراسي الذى تم تشييده، في أواخر الخمسينيات حتى أوائل الستينيات، بين منطقتى إمبابة والوراق، الذى أصبح مع الأيام، مثله مثل غيره من المصانع الخاسرة، ليتحول إلى مكان مهجور، ومع مساحته العملاقة، أصبح المكان "غرزة" تحتضن كل من ضل به السبيل،.. وبمرور الوقت بدأ سكان المنطقة يستخدمون تعبير "ورا مصنع الكراسي" كناية عن العديد من الأعمال الدنيئة.
السينما
السينما بدورها لم تغفل حق الاختراع المصري، نقلت هذا التعبير من خلال عدة أفلام، وهكذا خرجت العبارة من النطاق الإقليمي للحي الشعبي، وشملت النطاق المحلي لجمهورية مصر العربية.ولكن السؤال هنا كيف انتقلت هذه العبارة، إلى الوحش الألماني..؟ الإجابة تكمن في مباراة جمعت بين النادى الأهلى المصري، والبايرن ميونيخ، في 2012، ليدخل أحد المشجعين الأهلاوية، ويعلق قبل المبارة المرتقبة بين الفريقين، على صفحة البايرن عبر "فيس بوك"، قائلاً باللغة الإنجليزية: we will take you behind the factory of the chairs.السر الحقيقي
ليأخذ هذا المشجع عددا مهولا من اللايكات، طبعا من المصريين المتابعين لصفحة البايرن، ليقوم أدمن الصفحة الرسمية للنادي الألماني يسأل: يعني إيه يا جماعة الكلام ده؟شفرة دي ولا إيه؟.. فشرح لهم المصريون مغزى المعنى.. وهنا جاء الموقف الظريف تحديدًا العام الماضى 2016 بايرن ميونيخ يلاعب غريمه، بروسيا دروتموند ويهزمه، لتخرج الصفحة الرسمية للبايرن وتكتب بالإنجليزي: إنهم خدوا بروسيا ورا مصنع الكراسى.أبراج عملاقة
لكن كيف أصبح الحال الآن في مصنع الكراسي، الذى مازال المصطلح الخاص به، له رواج كبير، انتقلت عدسة "أهل مصر" إلى مصنع الكراسي، المكان الذى أصبح معروفا عالميًا ليستكشف طبيعة الحال، في وقتنا هذا، لنجد أن المكان تحول جذريًا، بعدما قامت إحدى الشركات المعمارية الشهيرة بشراء الأرض، وبناء أبراج عملاقة، لتضيع ملامح المكان المهجور الذى أخذ وقتًا كبيرًا، من الأعمال والسلوكيات الخاطئة التى نسبت إليه.أهل الحته
بسؤال المواطنين، الذين يعيشون، في منطقة الوراق وتحديدًا بجوار مصنع الكراسي، قال "محمود" 25 عامًا، "هذا الكلام كان زمان، في الوقت الحالي زي ماحضرتك شايف، المكان تحول إلى منطقة سكنية، تملؤها الحياة، ومايردده الناس في الوقت الحالى لاصحة له، بينما قال أحد سائقي التوكتوك، ويدعى "سعيد"، المكان آمان حاليًا، هنا يوجد محلات، بالاضافة الى بناء أبراج، ووجود محلات وكافيهات، ما يردده الناس "كلام أفلام"، حاليًا موجود شارع الصوامع، مشهور بالعديد من الوقائع، الحكومة لازم تشوف حل لهذا المكان. نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
