في تدنٍ جديد لأحوالهم المعيشية، يعاني سكان العاصمة الليبية طرابلس من شح المياه، ما دفعهم إلى حفر آبار يصل عمقها إلى أكثر من 30 مترا بحثا عن المياه.
فبعد سنوات من الإهمال، قطع العمال المياه بسبب أعمال صيانة عاجلة هذا الشهر مما أوقف الإمدادات لكثير من المنازل في طرابلس ثم عطّلت جماعة مسلحة شبكة المياه مما أطال من أمد المعاناة.
وتضاف أزمة المياه، إلى أزمات أخرى أبرزها انقطاع الكهرباء، ومأزق السيولة النقدية، وتردي الخدمات الصحية، وما يزيد هذه الأزمات تفاقما، الاشتباكات بين جماعات مسلحة تتنافس على السيطرة والنفوذ في الدولة الغنية بالنفط والفقيرة حاليا في بنيتها التحتية.
وقد دفع انقطاع المياه السكان إلى استئجار حفارات، والاستعانة بمولدات كهربائية، لاستخدامها وقت انقطاع الكهرباء التي تستمر أحيانا أكثر من يوم.
كما دفعت هذه المعاناة، العديد من الليبيين إلى التشاؤم تجاه احتمالات نجاح محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في توحيد الفصائل والكتائب المتناحرة.
وقد انتهت الأسبوع الماضي جولة من المحادثات دون إشارة تذكر على تحقيق تقدم نحو تشكيل حكومة يمكنها أن تعيد الاستقرار إلى ليبيا والوقوف بحزم في وجه الجماعات المسلحة التي سيطرت مرارا على منشآت نفطية وأصول أخرى مملوكة للدولة للضغط من أجل تنفيذ مطالبها.