لازالت ظاهرة الكلاب الضالة هي المشكلة الأبرز فى هذه الأيام، وذلك بعد ظهور إحصائية بعددها من قبل هيئة الطب البيطري والتي تجاوزت 12 مليون كلب فى كافة أنحاء الجمهورية، ليعيش مع كل عشرة أفراد من البشر كلب واحد، وهذا ما دفع الحكومة إلى استخدام سم "سلفات الاسترنكين" المحرم دوليا للقضاء عليها.
وفي هذا السياق قال الدكتور شهاب عثمان، رئيس جمعية الرفق بالحيوان، إن تزايد أعداد الكلاب الضالة يساعد على انتشار مرض السعار بين البشر، كانت هذه هي بداية التطرق إلي الموضوع مرة ثانية والتعرف على كافة الإجراءت التى تتم لمكافحة هذه الظاهرة من قوانين بالإضافة إلى بيان أخطار هذه الزيادة.
قانون مكافحة الكلاب:أصدرت الدولة بعض القوانين التي من خلالها تستهدف القضاء على الكلاب الضالة، فقامت بإصدار القانون رقم 203 لسنة 1956 بشأن الكلاب وأمراضها. وقضى القانون رقم 203 لسنة 1956 بوجوب أن تقيد الكلاب بسجل خاص بأرقام مسلسلة، مبينا به أوصاف كل كلب واسم صاحبة وعنوانه، وحفظ هذا السجل بمصلحة الطب البيطري، ويسلم صاحب الكلب لوحة معدنية تحمل هذا الرقم المسلسل، وأن تثبت هذه اللوحة في رقبة الكلب بصفة دائمة، والا تعرض صاحب الكلب للمسائلة القانونية.كما أوجب القانون ضرورة أن تكون الكلاب مكممة وموقودة بزمام أثناء سيرها في الطرقات والأماكن العامة، وأوجب القانون ايضا إعدام الحيوانات التي تظهر عليها أعراض مرض الكلب، كما أوجب القانون ضرورة قيام الادارات البيطرية وأقسام الشرطة بتسميم الكلاب الضالة المتواجدة في الطرق والاماكن العامة واعدامها مع وجوب ملاحظة دفن الجثث او حرقها بمعرفة الادارة البيطرية.
السم المحرم دوليا:كما أباحت الدولة بإستخدام السم المحرم دوليا لإبادة الكلاب الضالة، ففي القرار الوزارى رقم ٥٣ لسنة ١٩٦٧ الذى يبيح استخدام السموم من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية فى مقاومة الكلاب الضالة بالمخالفة للمنهج العلمى وتعليمات منظمة الصحة العالمية للحيوان، خاصة بعد ثبوت أضرار السموم والمواد التى يتم إضافتها عبر صناديق القمامة، فضلًا عن إهدار العملة الصعبة.يذكر أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية كممثل عن وزارة الزراعة تستورد مواد محرمة دوليًا تسمى «سلفات الاسترنكين»، لتصل الكميات طبقًا ما يسمونه ممارسات وهى الطرق التى يتم الشراء بها، حيث تم استيراد أكثر من ٣٠٠ كيلو جرام وفقًا للبيانات المدونة على صفحة الهيئة الرسمية.
أعداد الكلاب الضالة:وتوضح الهيئة البيطرية فى إحصائية قامت ببثها على صفحتها الرسمية أن عدد الكلاب تجاوز الـ 12 مليون كلب، وفى حالة عدم السيطرة عليها يمكن أن تصل أعدادها إلى أكثر من 60 مليون كلب، مشيرة إلى أن منظومة تربية الكلاب فى الدول المتقدمة لا تترك إلى الشوارع، ولكن تتم من خلال مأؤي للكلاب أو من خلال التربية المنزلية المنظمة وفقا لقواعد الصحة العامة وحماية الحيوان وحياة الانسان في نفس الوقت.
تزايد أعداد حالات مرض السعار:كشف تقرير رسمى أصدرته وزارة الصحة عن تزايد أعداد الاشخاص المصابين بعقر الكلاب، مشيرا إلى إنه تم رصد أكثر من مليون و360 ألف حالة عقر خلال 4 أعوام، بمتوسط سنوى يصل إلى 370 ألف حالة "عقر"، حيث احتلت محافظة البحيرة المركز الأول بإجمالى 39 ألف حالة عقر كلاب، و27 ألف حالة عقر بمحافظة الجيزة، و26 ألف حالة بمحافظة الشرقية، وتتساوى محافظة القاهرة والمنوفية فى عدد حالات الإصابة بعقر الكلاب بإجمالى 23 ألف حالة عقر العام الماضى، بينما بلغ عدد حالات العقر بمحافظة الدقهلية 21 ألف حالة، ثم الاسكندرية بإجمالى 21 ألف حالة.
اقتراحات التخلص منها:طالب بعض المواطنين من رؤساء المحافظات، بمنح شرطة المرافق تصريح باستخدام "الخرطوش" لمكافحة الكلاب الضالة، بعد انتشارها بكثرة فى العاصمة، خاصة وأن المادة السامة المستخدمة فى عقر الكلاب، فى بعض الأحيان تكون غير فعالة. وفى السياق ذاته أوضح مدير مدرية القاهرة فى تصريح له، أن كميات الطعوم الموردة للمديرية من الهيئة العامة لخدمات البيطرية تكون غير كافية، كما أن "الخرطوش" تستخدمه محافظات أخرى فى مكافحة الكلاب الضالة، ومن الممكن استخدامه فى الأحياء ذات الظهير الصحراوى كحى شرق مدينة نصر وبعض أحياء المنطقة الجنوبية.طرق التخلص الآمن:من السهل إيجاد طرق سهلة وإيكولوجية ورحيمة للتخلص من الكلاب، وأشهرها هو الإمساك بها حية، بعد ذلك يتم تحديد مصيرها بالنظر إلى نوعيتها وحالتها الصحية وجدواها، فمنها ما يتم تحويله لحدائق الحيوانات، ومنها ما يتم توجيهه للتجارب العلمية، ومنها ما يتم تربيته واستخدامه في الحراسة أو الاستعمال المنزلي، ومنها ما يتم التخلص منه بطرق رحيمة ويتحول لغذا للحيوانات المفترسة داخل الحدائق والمحمياتهذه أبسط الطرق، غير ان هناك أخرى، فقد استخدمت طرق الإخصاء في بعض الدول، وحققت نجاحا كبيرا، حيث يتم إمساك الكلاب وإخصاء الذكور، بينما يتم ربط أرحام الإناث حتى لا تتكاثر، وبالتالي يضمنون تناقص أعدادها تدريجيا حتى يتم التخلص منها بشكل طبيعي، طريقة تبدو مكلفة، غير أن جمعيات ومنظمات تهتم بالموضوع، تعرض المساعدة المجانية والدعم المالي لكل من يرغب في التخلص من الحيوانات الضالة برفق، وبدون تعذيبها أو إلحاق الأذى بها، غير أن جماعاتنا المحلية لا تبالي سوى بالشراكات التافهة، وقد شارك أعضاء من جماعة مكناس في أشغال المؤتمر العالمي للبيئة التي أقيمت بباريس، دون أن نعرف ما فائدة مشاركتهم، وما جلبوا للمدينة من مصالح من خلال تلك المشاركة.