لا تزال وزارة الأثار والمسؤولين عن التراث الأثري والفرعوني بمصر، في غفلةً عن المناطق الأثرية القديمة، تارة وذلك وسط محاولات عديدة من رجال الأعمال والمنقبين عن الأثار، لسرقة التاريخ المصري الفرعوني القديم، وتارةً أخري لا يعلمون شيئاً عن العديد من المناطق الأثرية الكبري، والتى يمكن إستخدامها في جذب السياحة العالمية.
هنا في أحد الجبال العاتية بمركز نقادة، الواقعة جنوبي محافظة قنا، تقع منطقة "طواقي فرعون" مملكة الجبل الأثرية، والتى يطلق عليها اسم حمامات فرعون، والتى كان يستخدمها الفراعنة – حمامات – لهم، والتى كان بداخلها بعض من الجداريات التى كانت تتعامد عليها الشمس داخل تلك المنطقة لتنيرها، لكنها سرقت منذ فترة من قبل المنفبين عن الأثار، وذلك في ظل غياب مسئولي الآثار بالمحافظة، حتي تحولت المنطقة الي وكراً لممارسة الرزيلة ,ووكراً لهروب تجار المخدرات والسلاح والمسجلين الخطر.
ـــ "أهل مصر" داخل الطواقيرصدت عدسة "اهل مصر" المنطقة الأثرية المعروفة بـ"طواقي فرعون" في أعلي الجبال العاتيه بمركز نقادة جنوب قنا، والتى هي عبارة عن 4 أماكن صغيرة – معروفة أثرياً بالطواقي – في أعلي الجبال بها حفرة كبيرة ذكر أنها كانت حمام لأحد الفراعنة الذين كانوا يعيشون بداخل تلك المنطقة.
ـــ نهب المنطقة الأثريةوبحسب أحمد صابر، البالغ من العمر 30 عاماً، أحد أهالى مركز نقادة، فإن المنطقة الأثرية الموجودة في أعلي الجبال العاتيه والواقعه في الناحية الغربية لمركز نقادة، بها 4 طواقي أولهما الطاقية الأولي، وهي فتحة كبيرة، تضيئ الطواقي الأربعة، وذلك عندما كان هنالك أحد الجداريات التى تمت سرقتها ونهبها منذ سنوات طويلة.
ويتابع صابر في سياق حديثه لـ"اهل مصر" إن الطواقي كان بها جدارية أثرية منذ سنوات، لكن تمت سرقتها من قبل المنقبين والمنبشين عن الأثار، وكانت تلك الجدارية تتميز بأنها تضئ الطواقي الأربعة في المنطقة، وتتعامد عليها الشمس مرةً واحدة في السنة.
ـــ كنوز أثريةوأضاف صابر، إن تلك المنطقة بحسب العديد من الروايات الشعبية والرسمية، يقع في أسفلها سراديب كبيرة تحت الأرض، يؤدي السير بداخلها الي العديد من المعابد الأثرية التى بناها الفراعنة، في حضارة نقادة الثانية في الفترة "3650 - 3300 قبل الميلاد".
ــــ مأوي للخارجين عن القانونأما فادي مكرم، 24 عام، أحد اهالى مركز نقادة، أكد أن تلك المنطقة، أصبحت مأوي لمنقبي الأثار، والخارجين عن القانون، فضلاً عن إستقرار البلطجة والهاربين من الأحكام القضائية، وتجار الأسلحة والمواد المخدرة بمختلف أنواعها داخل تلك المنطقة بعيداً عن أعين رجال الأمن والمواطنون، خوفاً من إلقاء القبض عليهم، خاصةً ان تلك المنطقة لا يعيش بالقرب منها أي أحد، ولا يزورها المسؤولين.
ـــ الدعارة في حضن الجبل والأثارويشير مكرم في سياق تصريحاته، إن المنطقة يزورها العديد من الساقطات بصحبة الذكور، لممارسة الرزيلة بداخلها، حتي لا ينكشف أمرهم ويتم ضبطهم من قبل الأهالى اذا قاموا بممارسة تلك الأفعال الفاضحة بالقرب من أي مناطق سكانية.
ولفت مكرم، إن الأهالى تمكنوا من ضبط العديد من الذكور والإناث يجوبون الطريق الصحراوي بسياراتهم وسيراً علي أقدامهم حتي يصلون الي طواقي فرعون في أعلي الجبل، وذلك قبل ممارستهم الرزيلة والأفعال الفاضحة قائلاً"يا استاذ فيه ناس بتيجي تمارس الجنس والرزيلة في الكنوز الأثرية والحكومة متعرفش حاجة ولا عن كنوز ولا عن طواقي".
ـــ زجاجات الخمر داخل الأثارورصدت "أهل مصر" انتشار الزجاجات الفارغة، والخاصة بالمواد الكحولية والخمور داخل المنطقة الأثرية بالجبل، فضلاً عن إنتشار بقايا الفلاتر والسجائر الفارغة، والتى تستخدم في تناول الحشيش ومختلف أنواع المخدرات، وشرائط فارغة لأقراص الترامادول والتامول المخدر.
ـــ وكر الإرهابيينوبحسب مصدر أمني في مديرية أمن محافظة قنا، فإن الأجهزة الأمنية بالمحافظة، إستهدفت تلك المنطقة الأثرية والجبال الواقعة بداخلها منذ فترة، وذلك في محاولات البحث علي الإرهابيين المتهمين بتفجيرات الكنائس والأكمنة الامنية الهاربين عقب إعلان أسماؤهم من قبل وزارة الداخلية في شهر أبريل الماضي، بعد أن وردت معلومات تفيد بإختباء الإرهابيين لفترة داخل تلك المنطقة الأثرية والجبال المجاورة، لكنها لم تتمكن من العثور عليهم.
ـــ طقوس للعلاج من العقموذكر جمال السيد، 40 عاماً، أحد أهالى نقادة، إن هنالك العديد من السيدات اللاتي لم ينجبن يذهبون الي تلك المنطقة، وذلك في أعتقاد قديم ان زيارة تلك المنطقة تساعد علي جلب الرزق والإنحاب، وذلك في طقوس وعادات وتقاليد قديمة لدي سيدات وأهالى جنوب المحافظة والقري المحيطة بالمنطقة الجبلية.
ـــ الدوران 7 مراتوأورد السيد أن بعض السيدات يقمن بالدوران لمدة تقارب الـ7 مرات إلي داخل تلك الطواقي المظلمة وهو ما يسمي "شق الجبل" بعدها ينتظرن أن تشفى المرأة وتستطيع الحمل والولادة، قائلاً"بصراحة فيه حاجات كتيرة حصلت تخلي الواحد يتأكد ان الفراعنة ساعدوا علي شفاء اكتر من واحدة ست قبل كده"
ـــ معبد أثري تحت الأرضونوه السيد، إن هناك معبد أثري في المنطقة الجبلية يقع أسفلها، وكانت قد أشارت إليه العديد من البعثات الأجنبية والدارسين أنه موجود تحت مدينة نقادة جنوبي محافظة قنا وهرم جرن الشعير، لكنه تحول بفضل غياب المسؤولين إلي بقايا ملقاة علي الأرض.
ـــ البعثات تذهب للمنطقةوأفاد أن الكثير من البعثات جاءت إلي هذا المكان لإجراء أبحاث ودراسات تأكدوا من خلالها أن هناك معبدا موجود تحت هذه الأرض، لكن الأهالي قاموا بتحويله إلي مكان للشعوذة والدجل ومن لا تنجب تأتي إليه لتمر به سبع مرات حتي يأذن لها الله بالإنجاب"
ـــ مصدر: قيد البحثمن جانبه أكد مصدر في منطقة أثار قنا، إن المنطقة كان بها هرم يستخدم لتخزين الشعير والغلال، إلا أنه تمت سرقته قبل ثورة يناير ،و منوهاً بأن هنالك العديد من الدراسات والأبحاث التى كانت تجريها وزارة الأثار في تلك المنطقة قبل ثورة يناير لكنها توقفت، وتقدمت منطقة أثار قنا بالعديد من الاوراق والمطالبات لوزارة الأثار لإرسال بعثات أثرية للكشف عن الأثار المتبقية في تلك المنطقة، فضلاً عن تقديم دراسة لبدء أعمال الحفر بداخلها منذ أكثر من 3 سنوات، لكن الوزارة لا تزال قيد بحث تلك الطلبات والمعلومات.