اصنع قرار دولتك

قرارات كثيرة أثناء الحرب العالمية الثانية أودت بحيوات شعوب ومصائر دول.. استخرج المحللون السياسيون من جوف قرارات هتلر على سبيل المثال عدة قرارات خاطئة كان لها عواقب وخيمة.

وفي رحاب المطبخ السياسي لا يكون المسئول الأول والأخير عن صناعة القرار هم المسئولون والمستشارون، ولكن ما لا تعلمه أنت أنك لك دور كبير في ذلك وتأثير حيوي.

ولأن العامل البشرى في كل حياتنا مهما عظم شأن المهمات، هو العامل الذى لن يتغير ولن نحل محله الكمبيوتر مثلا والذى هو في بادئ الأمر صناعة الإنسان.. ولأن الإنسان هو العامل غير المتغير، ولأن البشر لهم طبائع وسجايا لن تختلف باختلاف العصور والدول، كان لك وللشعوب تأثير قوي على صناعة القرار.

ففي جلسات صناعة القرار يشرع البعض القوانين والدساتير، وينفذ الآخرون، ولكن قبل التشريعية والتنفيذية مرحلة ما قبل التشريعية وهي المفاوضات والمناقشات.

وتلك المفاوضات التي تسبق تشريع قانون، وأخذ قرار لا تكون على منطوق المشرع أو المقرر إلا عبارة عن نتاج خلفيات سابقة وأفكار وتجارب سابقة ومشاهد وكلمات سمعها من هنا وهناك، لتعلق بذهنه وتلقى وقعًا وتأثيرًا على نفسه؛ لأنه قبل أن يكون صانع قرار فهو بشر !

فعلى سبيل المثال؛ إذا وقعت على مسامعه كلمات تنم عن يأس الفرد في المجتمع أو على عدم وجود الهمة والحماس - بالطبع ـ لن تؤثر عليه اذا كان مهنيًا في عمله، ولكن ذلك العضو الذى يجس نبض الشارع فى مجلس صناعة القرار سيتواتر في ذهنه كل ما سبق، وتتكون الفكرة عن المواطن أنه لا توجد لديه النية اليوم اللازمة لتوفير البيئة والمُناخ ؛ لإتاحة فرص عمل ومجتمع انتاجي؛ مما يتطلب همة عالية، وبأس وجلد وقدرة على التحمل، وبالطبع سيضطر أن يصنع قرارات لا تعتمد على المواطن، وربما يكون لذلك الأثر في غياب لغة الحوار بين الحكومة والفرد.

وعلى العكس تمامًا اذا استشعر ذلك المُصنع والمشرع حماس الفرد الواحد وقدرته على استيعاب المحن ومشاركته في تحمل المشاكل مع الدولة واستشعر نضج الوعى الوطني الشعبي، من الطبيعي أن يختلف موقفه تمامًا.

لينقل تلك الروح لمجلس صناع القرار مترتبًا عليه تشجيع حلقة الوصل والحوار المستمر بين الحكومة والأجهزة والفرد؛ وذلك لأنهم يعلمون أن الفرد لن يسخر من القرارات، ولن يستاء كل حين وآخر، بل سيدرك بالنضج ويستطيع إدارة الحوار المتبادل بينهم.

أن الاحتواء السياسي، فلن يستطيع القيام به الحكام والمسئولون بمفردهم، بل يتطلب مبادرة المواطن أولًا والذى بدوره الأولي يقنع الحكومة أنه قادر على الفهم والاستيعاب والمناقشة ولديه الهمة والنية المبيتة للعمل والحوار.

ومن تلك النقطة تترتب على أثرها سلسلة ومراحل صناعة القرار. فهل شاركت اليوم عزيزي المواطن في صناعة قرار دولتك؟

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً