بدأت وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة، منذ فترة الاستعانة بـ"قصاصين الأثر" لتتبع العناصر الإرهابية الهاربة في الدروب والجبال والمناطق الصحراوية الوعرة، بمختلف أنحاء محافظات الجمهورية. بخلاف دورهم في العثور على عناصر الشرطة التائهين في الصحراء خلال مطاردات العناصر الإرهابية.
ومن المعروف أن قصاصي الأثر هم أشخاص من البدو على دراية كاملة بالمناطق الصحراوية والدروب والجبال، ويمتلكون الجمال، ولديهم قدرة كبيرة على تتبع أي شيئًا سواء أشخاص أو حيوانات ومعرفة الطرق الوعرة في الجبال والصحراء.
"أهل مصر" حاورت أحد أشهر قصاصي الأثر في محافظات الصعيد بأكملها، والذي استعانت به وزارة الداخلية لاقتفاء أثر العناصر الإرهابية خلال مداهمة المعسكر التدريبي للخلية الإرهابية التى يترأسها الإرهابي عمرو سعد، في جبل الكرنك بمركز أبوتشت شمال محافظة قنا منذ فترة.
وخاضت "أهل مصر" رحلة تجربة مع قفاء الأثر، للبحث علي "جملط، وذلك لكشف كيفية قص الأثر والعثور عليه، وذلك بالقربة من إحدي المناطق الجبلية التى يعيش بداخلها قفاء الأثر.
خالد أحمد سليمان، البالغ من العمر 42 عامًا، والمقيم بقرية نجع سفر، التابعة للمجلس القري للغربي بهجورة بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، والذي يعد أحد أشهر وأبرز قصاصي الأثر في محافظات الصعيد.
حياة الصحراء
يقول قصاص الأثر في حواره لـ"أهل مصر" إن قاص الأثر تنتشر خلال الحياة في الصحراء، بسبب أن الإبل والحيوانات ومعيشة الصحراء تعلم الإنسان كل شيئ، طالما وجد الشخص في مراعي ويمتلك إبل يرعاها لابد أن يعرف أي شيئًا غريبًا يأتي إليه، أو هربت منه ناقة فلابد أن يعرفه، أو قام لصوص بمطاردته أو سرقته، فلابد أن يتعقبهم قائلًا: "حياة الصحراء تعلمك قص الأثر" وراثةويضيف سليمان، أن قص الأثر هو شيئًا متوارث عن الجدود والأبناء من خلال المعيشة في المناطق الصحراوية الوعرة، فلا هو دجل ولا شعوذة، ولا مهنة يتعلمها الإنسان، فهو خبرة تأتي عن طريق الممارسة لفترة طويلة، فالأهل يعملونك قص الأثر وإقتفاء أي شيئًا اختفي في أي منطقة صحراوية أو جبلية، قائلًا: "أنا بقص أثر مختلف الحيوانات والأشخاص سواء كانت أنثي أو ذكرًا". 34 عام قصاص أثر
وأعلن أنه يمتلك العديد من الخبرات في إقتفاء الأثر، حيث أنه تعلم إقتفاء وقص الأثر من والده وعمومته وأجداده، وأنه ولد في الصحراء والمناطق الجبلية، وظل في المناطق الجبلية منذ ولادته، ويعمل في إقتفاء الأثر منذ قرابة 34 عامًا حيث بدأ في قص الأثر عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات، حيث بدأ عن طريق أجداده الذين علموه كيفية إقتفاء الإبل حين تشرد - تختفي الجبال - لافتًا الي أن الإبل عندما تشرد تسير بناحية دولة السودان، لأنها في الأساس تأتي من هناك الي مصر.كيفية إقتفاء الأثر؟
ويكشف سليمان عن كيفية إقتفاء الأثر في الدروب الجبلية والصحراء، قائلًا: "هتقولي أنا بقتفي أزاي، أنا اتتبع خطوات الأثر سواء كان طائرًا أو حيوان أو بشر، وبقدر اعرفه أنثي أم ذكر، وعلي سبيل المثال يتم إقتفاء أثر الجمال وإن كانت أنثي أو ذكر عن طريق ساق الجمل والتي تكون دائمًا وأبدًا عريضة، أما الأنثي فتكون أظافرها طويلة من الخلف، فضلًا عن كون طريقة تبول الناقة تختلف من ذكر إلى أنثى". أما الأشخاص فيتم إقتفاء أثرهم بطريقة معروفة، حيث أنه إذا كان يعيش في منطقة صحراوية، فإنه يعرف أثر الأشخاص الذين يقطنون معه، وإذا كان شخصًاَ غريبًا عن المنطقة فيكون أثره ظاهرًا في المنطقة. ويتابع: يتم إقتفاء أثر الأشخاص، عن طريق خطواتهم، ويكشف من خلال خطواتهم، إذا كان حاملًا لشيئًا ثقيلًا من عدم، سواء كان سلاحًا أو غيره، فضلًا عن أنه يعرف الشخص ذلك ذكرًا أم أنثي، ويعرف أنها فتاة أو سيدة متزوجة عن طريق خطواته، قائلًا: "الأثر ممكن يوصلك لمكان تواجد الشخص وإقامته، حيث إن المناطق الصحراوية معروفة، لا يسير بها أي شخص، حيث لا يسير بها سوى راعي الأغنام او مريدي الصيد، او البدو ده شيئ معروف واللي ماشي لحاجات تانية مثل الجماعات الإرهابية معروف". دروب جبلية
ونوه سليمان، أنه لديه علم بالعديد من الدروب الجبلية، خاصةً أن الطرق والدروب الجبلية معروفة، فإن أهمها الجبال الغربية التي تبدأ من محافظتي المنيا والوادي الجديد وصولًا إلى أسوان، حيث هنالك دروب متصلة ببعضها البعض تسير غرب مختلف المحافظات الصعيدية.دروب فرعونية
وألمح سليمان، أن تلك الدروب الجبلية، هي دروب فرعونية، لم ينشأها البدو في مختلف أرجاء محافظات مصر ولا أيه أشخاص، فقد انشئ القدماء الفراعنة تلك الدروب، حيث إن هنالك العديد من الطرق في الصحراوء الغربية والمناطق الجبلية بمحافظات الصعيد، فهنالك طرق مخصصة لسير الجمال وطرق ودروب مخصصة للسير علي الأقدام، وطرق لسير البغال، وتلك الدروب قديمة جدًا. دروب أربعينات القرن الماضي
وأعلن قاص الأثر، أن هنالك دروب جبلية نشئت في أربعينات القرن الماضي، كانت مخصصة لسير الجمال، وكانت تبدأ من السودان ومحافظة أسوان، وصولًا إلى قرية أبو عموري بمركز نجع حمادي، وتمتد إلي محافظة المنيا، وكانت قديمًا تمتد الي سوق الجمال في منطقة إمبابة، مرورًا بجبال الكرنك بمركز أبوتشت، وهي تلك المنطقة التى تقطن بداخلها العناصر الإرهابية التى داهمتها قوات أمن قنا منذ فترة، وكانت تستخدم تلك الدروب في نقل الجمال من مدينة دراو بأسوان الي سوق الجمال بمحافظة الجيزة.الدروب تصل إلى الدول وأردف: الدروب والجبال الغربية التي تمر من محافظة أسوان إلى محافظات الصعيد المختلفة، تصل إلى العديد من النواحي، حيث تصل الجبال الغربية إلى دول السودان وتشاد وليبيا والعديد من الدول المجاورة علي الحدود لمصر، قائلًا: "مشكورة الحدود المصرية وبيض الله وجوههم وجزاهم الله خير، وربنا يقدر الداخلية ويقويها ونحن نحارب الإرهاب في اي مكانً كان". الاستعانة بقصاصي الأثر لتعقب الإرهاب
وذكر سليمان، أنه تم الاستعامة خلال الفترة الماضية، بالعديد من قصاصي الأثر لتعب الجماعات والعناصر والخلايا الإرهابية في مصر، قائلًا:"اللي يقدر علي شيئ في هذا الشيئ وما يعمله يبقي إنسان غير وفي فى أي مكانً كان في قرية أو مركز أو محافظة فقصاصي الأثر يعرفون الدروب الصحراوية جيدًا ويقدرون من تمكن أثار الإرهابيين، اللي يعرف يعمل شيئ وميعملهوش يبقي إنسان لا يصلح للعيش في هذا البلد ويلاقيله بلد غير البلدي دي ويمشي منها وإذا عرض عليا مساعدة الداخلية مرارًا وتكرارًا في القبض علي الإرهابيين مش هتأخر". فشل الأقدام
وأكد سليمان، إن السير علي الأقدام فقط في الدروب الجبلية بالصعيد للأشخاص العاديين من الصعوبة الشديدة، حيث أنهم دائمًا وابدأ تكون محاولتهم بالفشل، حيث أن الجبال صعبه بسبب أن بها مخزون من المياه بسبب المطر والأشخاص العاديين لا يعرفون المناطق التي بها مخزون من مياه المطر والتي قد تظل إلى 4 سنوات داخل الأرض والبقاع في الجبال. قواعد إقتفاء الأثر
ونوه عن إقتفاء الأثر للحيوانات سواء الإبل أو الناقة وغيرها له قواعد وأسس، فإذا جائه شخص معين، وطالبه بإقتفاء أثر ناقته في الجبال والمناطق الصحراوية، يحصل منه علي ورقة إثبات حالة، أنه تغيب منه ناقته أو حيوانه، وبوجود شخصين من الشهود، بتاريخ تغيب الحيوان، ويبدأ البحث عن الحيوان واقتفاء أثره، ويوقع صاحب الحيوان علي الورقة، لانه من الممكن أثناء بحثه عليه، يظنه الأخرون أنه لص أو ليس بصاحب الحيوان، ويحصل علي ثلث سعر الحيوان لو وجده، أما في حالة عثوره علي ناقة أو أي حيوان آخر، يظل معه إلى أن يأتي صاحبه ويحصل علي نصف ثمن أو سعر الحيوان.