"التسول" مهنة من لا مهنة له.. 1.5 مليون "شحات" فى مصر.. خبير نفسي: سببان وراء انتشار الظاهرة.. وعبد الله النجار: المتسول "مجرم"

كتب : عبده عطا

"لله يا محسنين" لا زالت هذه العبارة تُخرج ما في جيوب الناس من نقود، ظنا منهم أن هذا السائل يطلب هذه الصدقة لحاجة ضرورية قد تكون علاج ابن أو توفير طعام له يسد به جوعه؛ إلا أن الواقع غير ذلك ليكتشف البعض بأن المتسول يحترف هذه المهنة ليشق بها جيوب الناس دون عناء أو مشقة فى الحصول عليها.

مساء أمس الأحد، ظهر على إحدى القنوات الفضائية شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، موضحا أنه يربح يوميًا من مهنة التسول ما يقرب من 600 جنيه من التسول، لافتًا إلى أنه ينام ليلًا تحت أحد الكباري المجاورة، كاشفا أنه «متسول منذ 11 عام».

وأضاف خلال حواره قائلا: "أنا الكومندا بتاع المنطقة، ومش بمنع حد غيري يشتغل، والناس كلها بتحبني، مفيش مرة سرقت، وأكبر مبلغ جالي كان 7 آلاف جنيه من واحد سعودي"، مستطردا: "أنا بفطر وبتغدى وبتعشى كل يوم من كنتاكي، ونفسي اشتغل زي بقيت الناس، جربت مرة اشتغل ميكانيكي لكن ماكملتش".

إلا أن السؤال الذي لا زال يطرح حتى الآن ما هى الأسباب التي تزيد من أعداد المتسولين فى مصر؟

فى عام 2015، أصدر الجهاز المركزي للتعبئه والإحصاء بيان عن عدد المتسولين فى مصر، بلغ عددهم مليون ونص، مشيرا إلى أن 21 % من أسباب نزول الأطفال للشارع ارتياحهم به أكثر من المنزل، و11.5% بسبب هروبهم من الأسرة و38% بسبب عدم توافر احتياجاتهم من الأكل والشرب والملبس مع أسرهم، وكشفت أن من أسباب عدم ذهابهم للمدرسة أن 31% بسبب الظروف المالية الصعبة و25 بالمئة بسبب عدم اهتمام الأهل بالتعليم و15% بسبب الالتحاق بالعمل.

وفى السياق ذاته، يعلق الدكتور أحمد ثابت، الخبير النفسي، على أسباب الزيادة، قائلا: "السبب الرئيس من استفحال ظاهرة التسول فى المجتمع، هو غياب الأب عن البيت لفترة طويلة"، مشيرا إلى أن الابن يستغل هذه الفجوة ويندرج مع الأطفال الآخرين، ليقلد ما يقوم به من أفعال مثل التسول وغيرها من الأشياء السلبية.

وأشار ثابت فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إلى إن المجتمع المصري هو من يساهم فى زيادة أعداد المتسولين، منوها أيضا إلى الوازع الديني الذى افتقده الكثير من الناس، ونصيحة الآخرين، قائلا: "فين المجتمع إلا بينصح ويقول أن نبى الله داود كان يأكل من عمل يده، وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه، والعمل عباده، متهما السينما بلعبها دور كبير فى تفشي الظاهرة، موضحا أن الأطفال تقلد ما تشاهده تقليدا أعمى.

ولفت الخبير النفسي، إلى أن البطالة والاستسهال فى العمل يؤدى إلى هذه الظاهرة، وغياب رقابة الأسرة والمجتمع أيضا، مؤكدا أن التسول ضد العمل، مطالبا كافة المؤسسات المدنية والدينية أن تأوى هؤلاء الأطفال وتنمى فيهم حب العمل والجد والاجتهاد.

وفى السياق ذاته، وصف الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، "التسول" بـ"المهنة الحقيرة" في الشارع المصري، موضحا أنها لا تمت للدين بأي صلة، حيث أن الدين الإسلامي يحارب التسول، ويعتبر المتسول فى نظر الدين "مجرم".

وأضاف "النجار"، لـ"أهل مصر" أنه يجب التعامل مع المتسول كـ"المجرمين"، حيث أنهم يمثلون خلايا سرطانية في مصر تنهب أموال المواطنين، موضحا الحكم الشرعي للتسول "حرام شرعا، وكذلك طلب القرض من المواطنين المعاونة من الناس حرام، إلا في حالة الضرورة القصوى".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً