"جائتني الهواية بعد خروجي على المعاش وبلوغي سن الستين".. بتلك الكلمات استعاد أحمد طايع، ذكرياته في بداية اكتشافه لنفسه، كأحد الموهوبين في فن النحت على الصابون، يستخدم كميات كبيرة من الصابون وأدوات بسيطة جدًا، صنعها بنفسه، ليحصد الكثير من الجوائز الدولية.
والتقت "أهل مصر"، بصاحب لقب "نحات الصابون" من داخل صومعته، والتي يقوم فيها بتنفيذ التماثيل التي حصدت الكثير من الجوائز في المحافل الدولية والعالمية، حتى وصلت إلى موسوعة جينيس.
ويقول "طايع" عند خروجي على المعاش، صليت إلى الله أن يلهمني شيء أستطيع من خلاله أن أبدأ من جديد، وعندما غفوت جاء لي هاتف في المنام وكأن صوت يرشدني أن أذهب إلى المطبخ وبالفعل اتبعت الصوت.
وتابع: "كنت فى صغري يتم ضربي على الفلكة، وذلك لعدم استطاعتي أو إتقاني الرسم، ولم أكن في يوم طفل له هواية، ولكن ما استغربته أننى عند اتباعى لهذا الصوت وجدت نفسى اتجه إلى المطبخ والتقط حبة بطاطس، وأقوم بنحتها بواسطة السكين، وفجاءة وجدت أنني ممسك بمركب بالأشرعة".
يتذكر "طايع" انهبار أولاده بصنعه: "عندما حضروا أولادي لم يصدقوا أنني قمت بنحتها بنفسي لدرجة أن حفيدتي أرادت أن يتم طهيها لها، وقامت بأكلها بالكامل إلا أن بعد ذلك أصبحت حفيدتى "مايا" ملهمتي، حيث إنها كانت تأتي لي بألعابها وتقول لي جدو دي لعب مش بتتاكل أنا عايزة شكلها بيتاكل، وبالفعل كنت أقوم بتنفيذ لها الأشكال التي تطلبها بواسطة البطاطس، ليتم طهيها لها".
واستطرد "طايع": "لكني عندما وجدت أن البطاطس لن تعيش إلا في الصور، قمت بتطوير فكرتي واتجهت للنحت على الصابون، ومن هنا بدأت فى تطوير الهواية، وعلى مدار عام ونصف كنت أقوم بتطوير الفكرة وأستعين بأنواع متعددة من الصابون، وأقوم ببشره والتعامل به بالماء الساخن حتى تحويله إلى شكل الصلصال من أجل تشكيله". ويقول "طايع": "أول تمثال قام بصنعه كان 10 سم، وكان بالنسبة لي كبير جدًا إلا أنني لم أكتفي بذلك، وقمت بتطوير نفسي حتى قمت بصنع تمثال دخل الآن موسوعة جينيز وهو بطول متر مصنوع من الصابون بالكامل".
تعرض "طايع" لتهديد من النظام السابق، وفق حديثه لـ"أهل مصر"، حيث أكد أنه في عام 2009 عمل تمثال للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، ووصفه بـ"الرجل التخين صاحب الكرش الكبير"، وتم عرضه في المعرض الفرنسي"الإليانس"، مضيفًا: "تلقيت تهديدًا بالسجن، ونصحني صديق مقرب بالكف عن نحت تماثيل تشبه الرئيس حتى لا أتعرض للخطر، فتوقفت عن نحت أي تماثيل لشخصيات سياسية". يروي "طايع" أنه في يوم من الأيام شاهد في نشرة الأخبار، الاعتداء الصهيوني على الفلسطنيين، وشاهد رجلًا كبير في السن، يحكي أن منزله انهار ومات جميع أولاده إلا هو وحفيده، يقول: "وقتها جلست في صومعتي يومين لم أتناول حتى الطعام إلا مرة واحدة، وقمت بنحت تمثال للرجل، وعلى حجره الطفل مقتول وتسيل منه الدماء وبالفعل خرج التمثال شبه الرجل العجوز حتى التجاعيد فى وجهه كانت مماثلة بالفعل، ووقتها شعرت أنني جست واقع من الصابون، مشيرا إلى أن التمثال حصل على العديد من الجوائز الخاصة بفن النحت".