من وقت لأخري يطل علينا مفكرين وأساتذة تاريخ بتصريحات تثير الجدل وتتضمن هجوما حادا على أحداث وشخصيات تاريخية، فبعد الروائى يوسف زيدان، خرج علينا أستاذ التاريخ الحديث عاصم الدسوقي بتصريح أثار جدل بشأن قائد ثورة 19 سعد زغلول، وفى ظل هذا الجدل سارع بعض أعضاء مجلس النواب إلى تجميع توقيعات من أعضاء البرلمان لتشريع قانون تجريم الإساءة للرموز التاريخية.
يرصد موقع "أهل مصر" أبرز التصريحات المثيرة للجدل وموقف مجلس النواب.
- الزعيم أحمد عرابى آخر ضحايا يوسف زيدان
ضمن قائمة "المفترين عليهم"، كان الزعيم أحمد عرابى، آخر ضحايا "زيدان" ، فقد وصفه بالرجل الذى جلب 70 عاما من الاحتلال البريطانى على مصر، وأنكر واقعة مظاهرة 9 سبتمبر 1881 والتى قال فيها عرابى للخديوى إننا لن نورث بعد اليوم، مدعيا أن تلك المظاهرة لم تحدث من الأساس، وأن عرابى افتعل ثورته لمطامع شخصية رغبة منه فى أن يحكم مصر رغم عدم وجود ما يؤهله من قوة أو سياسة لحكم مصر.
واتهم زيدان، أحمد عرابي بحرق الإسكندرية عندما انسحب منها، وأمر الجنود باستباحة المدينة تطبيقا لخطة روسية في معركة سابقة ضد نابليون، مضيفاً: «الحكاية مش بالكلام، وكتير من الفاشلين بيتكلموا كويس، الحديث عن الكاريزما والزعامة مجرد هراء وصخب وتهليل بلا قيمة».
- عاصم الدسوقي: سعد زغلول أدمن الخمر والقمار
"زعيم الأمة"، لقب أطلق على الراحل سعد زغلول بعد الشعبية الكبيرة، التي اكتسبها بين جموع المصريين، حتى أصبح واحدًا من أبرز زعماء مصر، بعد قيادته ثورة 1919 لرفض الاحتلال الإنجليزي، ومخاطرته بحياته وحريته من أجل تحرير مصر.
وعلى خلاف ذلك خرج علينا مساء أمس الثلاثاء، أستاذ التاريخ الحديث عاصم الدسوقي، بتصريح خلال لقائه مع الإعلامي محمد الباز مقدم برنامج «90 دقيقة»، المذاع على قناة «المحور»، يؤكد فيه أن قائد ثورة 19، سعد زغلول، اعترف في مذكراته أنه أدمن الخمر والقمار.
وتابع الدسوقي، : «سعد زغلول لم يكن يكتب هذه المذكرات بغرض النشر، لأنه لو كان يكتبها لهذا الغرض ما قام بتعرية شخصيته فيها، وسجل اعترافات على نفسه».
- الكاتب أنور وجدي
لم يكن الدسوقي وحده هو من أثار هذه المعلومة، فمنذ شهرين ذكر الكاتب أنور وجدي في كتابه "رجال اختلف فيهم الرأي"، أن الزعيم سعد زغلول كان محالفًا للورد كرومر، وهو الذي عينه وزيرًا للمعارف، حيث جاء بالكتاب: "زغلول كان في مقدمة الداعين إلى إقامة حفل لتوديع اللورد كرومر، وفي هذا الحفل سخر كرومر في خطبة الوداع التي أقامها له رجال حزب الأمة من أولياء النفوذ الأجنبي من المصريين جميعًا، ولم يمدح في خطابه إلا رجلا واحدًا، هو سعد زغلول".
اعترف سعد زغلول في مذكراته بإدمانه لعب القمار وشرب الخمر، حيث قال: "كنتُ أتردد بعد عودتي من أوروبا على الكلوب، فملت إلى لعب الورق، ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض، فإني لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسي من التردد على النادي ومن اللعب، وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغًا طائلًا".
- قانون تجريم الإساءة للرموز التاريخية
عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، قال فى تصريحات صحفية، إنه يدرس إعداد مشروع قانون يجرم الإساءة للرموز الوطنية، الذين ذكرهم التاريخ فى نضالهم من أجل مثل، كأحمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى كامل وغيرهم من الرموز الوطنية.
وأضاف أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إنه بدأ فى جمع التوقيعات من أعضاء البرلمان حول قانون تجريم الإساءة للرموز التاريخية، والذى ينص على فرض العقوبات المشددة بالسجن والغرامة على من يسىء لأى من رموز مصر التاريخية.
وأضاف أمين اللجنة الدينية بالبرلمان، أن الإساءة للرموز والشخصيات المصرية العريقة، هو إساءة لتاريخ مصر، والصمت تجاه هذا الأمر يعد هدما للتاريخ المصرى العريق، لافتا أن هناك إجماعا كبيرا من أعضاء البرلمان بالموافقة على القانون والترحيب به، وخاصة بعد الإساءة المتعمدة التى جرت من الكاتب يوسف زيدان، على الزعيم أحمد عرابى.