أكد الأثري على أبودشيش عضو اتحاد الأثريين المصريين، أن الحضارة المصرية القديمة ظلت باقية حتى الآن بفضل سواعد شبابها الذين كان لهم الدور البارز والفعال في بقاء تلك الحضارة الشامخة بما تحويها من تقدم وأسرار لاتزال تحير العقول.
وقال أبودشيش، في تصريح اليوم، إنه كان للشباب في مصر القديمة دور كبير في إرساء قواعد الحضارة المصرية، فمنذ الوهلة الأولى عمل هؤلاء الشباب وتكيفوا مع البيئة المحيطة بهم، ففي الأسرة الثالثة عصر الملك سنفرو تم إنجاز أول بناء حجري كبير في العالم وهو هرم " زوسر المدرج" بسقارة، وقد صممه المهندس العبقرى إيمحتب.
وأضاف أنه في العصر الذهبي للمملكة القديمة، خاصة الأسرة الرابعة، تم بناء أعظم عمل هندسي (هرم الملك خوفو)، وعمل الشباب تحت قيادة المهندس الكبير عنخ خاف، وكانت الدولة ترعاهم رعاية كاملة كما هو موضح في مقابر عمال بناه الهرم التي اكتشفها عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، كما عمل هؤلاء الشباب في بناء المعابد والمقابر لملوكهم ومن أعظمها معبد الدير البحري والكرنك وهابو والأقصر ومقبرة نفرتاري وتحتمس ورمسيس وغيرها.
وأشار إلى أن الشباب في مصر القديمة تولوا مناصب رفيعة المستوى مثل منصب ملك مصر، والوزير وقائد الجيش والطبيب الملكى والكاتب الملكي، ومن أشهر الملوك الذين اعتلوا حكم مصر وهم شباب صغار الملك توت عنخ آمون الذي حكم في الثامنة من عمره واستمر فى الحكم لمدة 10 سنوات، وارتبطت شهرة هذا الملك الشاب بلغز وفاته، حيث توفى في عمر الـ19، بالإضافة إلى الكشف عن مقبرته المليئة بالكنوز.
وتابع أنه من أشهر من قاد الجنود وشارك في تحرير البلاد من حكم الهكسوس الملك كامس وأحمس الأول خلفا لوالدهما الملك سقنن رع، فكان تحرير مصر على يد الشابين على رأس الجيش، مؤكدا أن الجيش المصري كان هو الجيش الوحيد الذي لا يحمل فى طياته أي نوع من المرتزقة، فكان الجيش المصري قائم على شباب مصر الأوفياء.
وأكد أن من أول الجامعات المصرية (بر عنخ) بيت الحياة، والتي كانت تعلم الشباب المصريين علوم الفلك والطب والكمياء، وذلك ما قادهم إلى التقدم الهائل في جميع العلوم منذ آلاف السنين، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من الشباب والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم في عملية التطوير، كما يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي حاليا للاجتماع معهم من خلال مؤتمرات الشباب الدورية التي تعقد في المحافظات، بالإضافة إلى منتدى شباب العالم الذي ستنطلق فعالياته غدا السبت، ويشارك فيه 3 آلاف ضيف، ينتمون إلى أكثر من 100 جنسية من مختلف أنحاء العالم، ويتضمن المنتدى عقد جلسات نقاشية لإجراء حوار حول مختلف القضايا، سياسية واقتصادية وثقافية، والتحديات العالمية التى تؤثر وتتأثر بالشباب.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
