واصل مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام رحلته الإيمانية في برنامج "مع المفتي" المذاع على قناة الناس بقوله: " إن تحديد النسل جائز شرعًا، وإنه يجوز للزوجين أن يلتمسا وسيلة من الوسائل المشروعة لتنظيم عملية الإنجاب بصورة تناسب ظروفهما، ولا ينطبق على هذه الوسائل التحذير من قتل الأولاد خشية الإملاق لأنهم لم يتكونوا بعد".
وأكد أن رأي الدين يدعو دائمًا للتوازن بين عددالسكان وتحقيق التنمية، حتى لا تؤدي كثرة السكان إلىالفقر، كما استنبط الإمام الشافعي ذلك من قوله عز وجل: (فإن خفتم ألا تعدلوا).
وأضاف المفتي أن دار الإفتاء استقرت فى فتواها على أن تنظيم الأسرة من الأمور المشروعة والجائزة شرعًا، وهذهالمنظومة التي نسير عليها متسقة مع منظومة التشريعات المصرية، كما أن الإسلام يدعو للغنى وليس الفقر ويدعو للارتقاء بالمجتمع والأسرة.
ولفت فضيلته إلى أن إضاعة المرء لمن يعول ليس فقطبعدم الإنفاق المادي بل يكون أيضًا بالإهمال في التربيةالخُلقية والدينية والاجتماعية، فالواجب على الآباء أنيحسنوا تربية أبنائهم دينيًّا، وجسميًّا، وعلميًّا، وخُلُقيًّا،ويوفروا لهم ما هم في حاجة إليه من عناية مادية ومعنوية.
ونبَّه المفتي على خطورة الاعتقاد بضرورة التكاثرمن غير قوة مشيرًا إلى أن ذلك داخل في الكثرة غيرالمطلوبة التي هي كغثاء السيل.
وأشار إلى أن تنظيم النسل لا تأباه نصوص الشريعةوقواعدها قياسًا على «العزل» الذي كان معمولًا به في عهدالرسول (صلى الله عليه وسلم)، ويجوز للزوجين أن يلتمساوسيلة من الوسائل المشروعة لتنظيم عملية الإنجاب بصورة مؤقتة إلى أن تتهيأ لهم الظروف المناسبة لاستقبال مولود جديد يتربى في ظروف ملائمة لإخراج الذرية الطيبة التي تقر بها أعين الأبوين، ويتقدم بها المجتمع، وتفخر بهاأمة الإسلام.