أعلنت مديرية أمن الأقصر، عن رفع حالة التأهب القصوى، استعدادًا للاحتفال بذكرى استشهاد القديس مار جرجس بالدير بحاجر الزريقات.
وتفقد اللواء مصطفى صلاح الدين مدير أمن الأقصر الدير للوقوف على آخر الاستعدادات الأمنية لاستقبال احتفال طائفة الأرثوذكس، والذي يتوافد اليه أكثر من مليون زائر كل عام فى الفترة من 10 وحتى 16 نوفمبر الجاري.
وتفقد مدير الأمن خطط التأمين وبوابات الدخول والخروج وتقابل مع المسئولين بالدير، وأكد على أهمية التنسيق والتعاون بين أمن الدير وقوات التأمين خاصة علي بوابات الدخول والخروج، كما مر داخل الدير على قاعات الطعام والكافيتريا وتفقد أماكن التجمعات وكيفية الخروج وتأمين الطرق الخارجية.
ووضعت الأجهزة الأمنية في المحافظة خطة لتكثيف التواجد الأمني، وشن حملات تمشيط للمناطق الجبلية تشارك فيها قوات من الجيش لتأمين ساحة الاحتفالات وإخضاع مداخل مدينة أرمنت ومخارجها التي يقع فيها الدير لعمليات تفتيش دقيق للمغادرين والقادمين للمدينة.
كما قام محافظ الأقصر محمد بدر وبرفقة رئيس مركز أرمنت العميد عبدالله عاشور وعدد من القيادات الأمنية لدير مارجرجس بالرزيقات وذلك لمتابعة الاستعدادات والترتيبات الأمنية لتأمين احتفالات مولد "مارجرجس"، وبحث محافظ الأقصر مع رجال اللجنة الباباوية المشرفة على احتفالات دير مارجرجس كافة الإجراءات الأمنية ورفع درجة الاستعداد القصوى بالمنطقة المحيطة بالدير لحين انتهاء الموسم.
الجدير بالذكر أن دير مارى جرجس بالرزيقات يرجع تاريخه إلى عام 184 م، حيث كان كنيسة صغيرة على رأس مقابر الأقباط بالمنطقة أقيمت على بعد 500 متر من دير أثري قديم ما زالت أنقاضه باقية حتى اليوم، وأعيد بناؤه على الطراز الروماني، خلال الفترة الأخيرة على غرار التجربة التي تبناها الأب "متى المسكين"، بدير أبي مقار غرب الإسكندرية، ثم تم تحويله إلى مركز اتصال وتعليم واسع للشئون الكنسية، وضم منشآت إنتاجية وخدمية كبيرة.
وتم نقل المقابر إلى خارج الدير بعد بنائها بطريقة صحية، وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالكنيسة القديمة التي تضم إحدى عشرة قبة وستة هياكل لتدخل في نطاق منشآت الدير، وبالدير مركز للرهبنة يضم مجمع وقلايات ”المكان الذي يستقبل فيه الراهب زواره”ومحابس “ المكان الذي ينقطع فيه الراهب للعبادة، وينتظم بالدير عدد من الرهبان، وخاصة المرشحين منهم لسلك الرهبنة.
ومار جرجس قد ولد في مدينة ملاطية بتركيا، وكان والده” أنطاسيوس“ أميرا لها، وعندما قتل والده، حملته والدته هو وشقيقتيه إلى فلسطين، وهناك التحق بالجيش وتولى المناصب العليا حتى أصبح أميرا، ووهبه الملك الروماني حصانا جميلا، وعندما أصدر الملك "ذادا يافوس"، مرسوما بهدم الكنائس، وحرق الكتب المقدسة، رفضه ماري جرجس، ومزقه أمام الجنود فقادوه مكبلا أمام الملك، وتعرض منذ تلك اللحظة إلى سلسلة من التعذيب انتهت باستشهاده، ويحكي التقليد الكنسي أن جزءا من جسده انتقل من ”اللد“ بفلسطين إلى مصر حتى استقر أخيرا بكنيسة مصر القديمة.