حذّرت دراسة أمريكية حديثة، الشباب، من الإفراط في الدخول على حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من هواتفهم المحمولة، لأن ذلك يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم.
وأوضح الباحثون في كلية الطب جامعة بيتسبرغ الأمريكية، أن الضوء الذي ينبعث من الهواتف الذكية، يحدث خللاً في دورة النوم، ومشاكل خطيرة للصحة البدنية والعقلية، ونشروا نتائج دراستهم في العدد الأخير من مجلة الطب الوقائي.
وكشف مركز "بيو" للأبحاث فى واشنطن أن 90% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما في أمريكا، يدخلون على موقع أو أكثر من مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.
وللتحقق من مدى ارتباط مواقع التواصل الاجتماعي بإصابة الشباب باضطرابات النوم، راقب الباحثون 1788 شابًا تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 32 عامًا في الولايات المتحدة طوال عام 2014.
ورصد الباحثون متوسط مكوث هؤلاء الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية مثل فيسبوك، يوتيوب، تويتر، جوجل بلس، إينستجرام، وأخضعوهم إلى نظام قياس اضطرابات النوم.
ووجد فريق البحث أن المشاركين الذين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر هواتفهم بمعدل ساعتين يوميًا، وزاروا حساباتهم حوالي 30 مرة أسبوعيًا، أصيب حوالى 30٪ منهم بمستويات عالية من اضطراب النوم، وزادت هذه النسبة بمقدار ثلاثة أضعاف، عند المشاركين الذين أفادوا بأنهم زاروا حساباتهم أكثر من 30 مرة أسبوعيًا.
وقال الباحثون إن دراستهم أظهرت لأول مرة أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤثر على النوم، بسبب الضوء الذي ينبعث من شاشات الهواتف الذكية.
وحذّرت دراسات سابقة من استخدام الهواتف الذكية قبل الخلود للنوم، ليس فقط لأن استخدامها يحدث خللاً في دورة النوم، لكن الضوء الأزرق الذي يخرج من شاشة الهاتف، قد يتسبب في إحداث مشاكل خطيرة للصحة البدنية والعقلية للمستخدمين.
وأوضحت الدراسة أن الضوء الأزرق، الذي ينبعث بمستويات عالية من شاشات الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، يمكن أن يضر بالرؤية، كما أنه يمنع إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يعمل على ضبط عمل جسم الإنسان والتحكم في دورات النوم والاستيقاظ.
وفي حالة حدوث خلل في مستويات إفراز الميلاتونين، وبالتالي ارتباك دورة النوم، تتزايد مخاطر تعرض الأفراد لعدد من الأمراض، التي تتراوح ما بين الاكتئاب والسرطان، وخطر التعرض للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.