استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ، بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء.
وقال خلال كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم، أصحاب الفخامة والسمو، شباب العالم ضيوف مصر الكرام، السيدات والسادة:
فى البداية أرحب بكم هنا على أرض سيناء الغالية، أرض السلام والمحبة أرض الأنبياء والحضارة، وأود أن اسجل عظيم امتنانى بهذا الجمعالفريد المتميز، الذي اجتمع بدعوة من شباب مصر المتحمس، المفعم بالإنسانية والطموح لصناعة المستقبل لوطنه وللبشرية على أسس السلام والتنمية، كما أسجل فخرى واعتزازى بشباب وطنى الممتلئ حماسا، والذى يسعى بلا كلل أو ملل لتحقيق إرادته وصناعة الغد الذى يتسق مع اماله وطموحاته، لتتجاوز أماله الوطن لتشمل الإنسانية جمعاء.
فهؤلاء الشباب الذين حلموا أن تكونوا هنا في هذه القاعة كي نجتمع ونتحاور ونصيغ رؤية مشتركة نحو المستقبل إنما كان حلمهم حلم خير وأمل واستقرار للبشرية كلها، حلم يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو الجنس أو اللون، ليحلق في رحاب الإنسان الذي خلقه الله، لعمارة هذا الكون وزراعة الخير في جنباته وزراعة المستقبل والحضارة.
السيدات والسادة، إن رؤية شبابنا هي صياغة حديثة لرؤية قديمة صاغها أجدادانا حين شرعوا فى وضع اللبنة الأولى للحضارة الإنسانية .
إن مصر الفرعونية حضارة والعربية انتماءا و الإفريقية جذورا و المتوسطية ثقافة إنما تسعى بكل انتماءاتها الثقافية والحضارية أن تمارس دورها التاريخي في صياغة رؤية للسلام، وأؤكد لكم بأن العالم اليوم في أحوج ما يكون لوقفة حقيقية من أجل تقديم الأطروحات والحلول التي أدت أن نسكن كوكبا ألهبته الصراعات والحروب وانتشر بين جنباته الحروب والإرهاب، فعلينا جميعا الإضلاع بالمسئولية التاريخية من أجل صياغة رؤية الغد من أجل عالم مستقر وبلا عنف أو تمييز.
أبنائي وبناتي شباب مصر ادعوكم في مستهل منتدى شباب العالم أن تكونوا على قدر ثقتنا بكم وعلى قدر إيماننا بقدراتكم.. ادعوكم بممارسة فضيلة الحوار والتعايش على أسس موضوعية للانحياز لهوى أو متطرفة لرأى على حساب الأخر ادعوكم بأن تتحاوروا على أساس إنساني منزها عن التمييز وتذكروا أن الله جل في علاه قد خلقنا جميعا إنسان وكانت رحمته بنا حين جعلنا مختلفين فالاختلاف رحمة وترك لنا حرية الاختيار وأوصانا بعمارة الأرض وإرساء السلام وزرع سنابل الخير.
وأقول لكم إن نظرة واحدة على هذه القاعة وتفحص ذلك التنوع الإنساني و الثقافي والحضاري كفيل بأن يبعث فينا جميعا الأمل ويبث فينا الثقة بأن البشرية مازالت قادرة على تحقيق الحلم في السلام إلى حقيقة الحلم في عالم بلا لاجئين تركوا أوطانهم قهرا وقصرا أو مشردين وفقراء لا يملكون الحد الأدنى من سبل العيش الكريم أو إنسان يعانى تمييزا سلبيا بسبب معتقدة أو جنسه أو لونه، الحلم من أجل عالم بلا متطرفين يسعون للخراب والتدمير و من أجل عالم يتحاور ثقافيا ويتكامل اقتصاديا.
ومن هنا من أرض السلام و أمامكم أعلن انطلاق أعمال منتدى شباب العالم.. وفقكم الله ورعاكم جميعا إلى ما فيه الخير للبشرية".