أعلى المباني الحكومية، يشاهد الجميع العلم المصري يرفرف في السماء، يشير إلى الانتصارات التي حققتها الدولة المصرية فى كافة الحروب التي خاضتها، تتدرج ألوان العلم لتأكد أن بعد العسر ميسرة.
العلم المصري له جذور تاريخية تمتد من 4242 سنة قبل الميلاد، ثم إلى الأسرة العلوية من 1805 إلى حكم محمد علي، حيث كان العلم المصري هو نفس العلم العثماني ولكن بنجمة خماسية لتميزه عن العلم العثماني.
ويبدو أن هذا النجم مستمد عن الشكل الذي عرفه المصريون منذ عصور حضارتهم القديمة، وكان هذا الفارق في عدد أطراف النجمة هو الوسيلة الوحيدة في التمييز بين سفن الأسطولين المصري والعثماني أثناء حصار الأساطيل الأوروبية المساندة للعثمانيين ضد محمد علي للموانئ المصرية.
وعندما احتلت بريطانيا البلاد عام 1882، اتخذ علم محمد علي علمًا رسميًا لمصر ثانية حتى عام 1914.
وفي عام 1914، أعلنت الحماية البريطانية على مصر، وأنهي ارتباطها بالدولة العثمانية، وأُعلِن قيام السلطنة المصرية، وقد استدعت هذه التغييرات السياسية اختيار علم خاص لمصر، فأعيد علم الخديوي إسماعيل مرة أخرى كعلم رسمي للسلطنة حتى عام 1923.
وكان علم الخديوي إسماعيل هو الذي خرجت تحته الجماهير في ثورة 1919، والذي لف نعوش آلاف الشهداء الذين سقطوا في الثورة برصاص البريطانيين. وقد أفرزت ثورة 1919 -إلى جانب العلم المصري الرسمي- العلم الذي حمل هلالًا يعانق صليبًا، والذي أصبح رمزًا لثورة 1919 التي كان شعارها ”الدين لله والوطن للجميع“.
بعد إعلان تصريح 28 فبراير وتخلّص مصر من الحماية البريطانية رسميًا، أُعلن قيام المملكة المصرية، واُختير علمًا جديدًا مشابه للعلم الذي حُمل في ثورة 1919، وعُرف باسم العلم الأهلي، وهو العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة داخله. وقد اعتمد بحسب القانون رقم 47 في 10 ديسمبر 1923.
وكان اللون الأخضر في العلم يرمز إلى خضرة وادي النيل ودلتاه، ويرمز كذلك للإسلام الذي يدين به أغلبية المصريين. بينما النجوم الثلاثة تشير للأجزاء الثلاثة التي تتكون منها المملكة المصرية وهي مصر والنوبة والسودان، أو ديانات أهل مصر الثلاث وهي الإسلام والمسيحية واليهودية. وتحت هذا العلم خاض معارك قناة السويس.
فى فترة قيام ثورة يوليو عام 1952، رُفع علم التحرير أو علم الضباط الأحرار لكونه رمزًا للثورة، وقد استخدم لأول مرة في الاحتفال بمرور 6 أشهر على حركة الجيش كعلم لمجلس قيادة الثورة. وكان استخدامه غير رسمي بجانب العلم الأهلي الأخضر حتى بعد إعلان قيام جمهورية مصر وإلغاء الملكية عام 1953.
يتوسط المستطيل الأبيض نسر صلاح الدين، وهو نفسه النسر المنقوش داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة والذي كان يتخذه شعارًا للدولة الأيوبية. وهو نسر عريض الشكل؛ أضيف له درع دائري أخضر يحوى هلالًا أبيض اللون وثلاثة نجوم يرمز للعلم الأهلي، وتم نقش النسر في قاعة مجلس الأمة الذي أصبح الآن مجلس الشعب وضربت العملات المعدنية وعليها نقش هذا النسر العريض.
عقب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا تغير اسم "جمهورية مصر" إلى الجمهورية العربية المتحدة وأصبح الإقليم الجنوبي يشير إلى مصر، والإقليم الشمالي يشير إلى سوريا واستبدل العقاب في العلم إلى نجمتين خماسيتين خضراوين إشارة إلى مصر وسوريا.
وظل العلم المصري كذلك حتى بعد الانفصال 1961، وإن ظل العقاب المطور المماثل للحالي هو ختم الدولة وشعارها ونقش عملاتها النقدية والتذكارية، واختلف محتوى درعه فقط ليحمل علم مصر طوليًا ويتوسطه النجمتان الخضراوان الخماسيتان، ومع تحول هذا العلم إلى علم لدولة الوحدة أصبح علمًا تقتبسه كثير من الدول العربية، وأصبح علمًا منافسًا لعلم الثورة العربية الكبرى ذو الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والأسود، والذي اشتقت منه بعض دول المشرق العربي أعلامها.
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 وتولى نائبه محمد أنور السادات الحكم؛ اتفق مع رؤساء ليبيا وسوريا على إقامة اتحاد الجمهوريات العربية مع توحيد العلم للجمهوريات الثلاثة عام لذلك استبدلت النجمتان في العلم المصري بصقر قريش ذو لون ذهبي وهو شعار هذا الاتحاد.
في عام 1984 بعد تولي الرئيس محمد حسني مبارك حُكم مصر بثلاث سنوات؛ صُدر قانونًا بتغيير علم الاتحاد إلى العلم الوطني الحالي بحسب القانون 144 بعد أن صًدر القانون رقم 143 بنفس السنة بشأن انسحاب مصر رسميًا من الاتحاد، واشتمل التغيير فقط بتبديل الشعار في المستطيل الأبيض ليكون نسر صلاح الدين بلون ذهبي بدلًا من صقر قريش.
وبحسب قرار الرئيس السابق عدلي منصور بالقانون رقم 41 لسنة 2014 المنشور في الجريدة الرسمية (الوقائع المصرية) بشأن العلم:
1: العلم الوطني لجمهورية مصر العربية والنشيد والسلام الوطنيين رموز للدولة، يجب احترامها والتعامل معها بتوقير على النحو المبين بهذا القانون، ويشار فيما بعد بالعلم الوطني لجمهورية مصر العربية بكلمة العلم.
2: العلم يتكون من 3 ألوان الأحمر والأبيض والأسود، وبه نسر مأخوذ عن نسر صلاح الدين باللون الأصفر الذهبي، ويكون مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله، ويتكون من 3 مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وأدناها باللون الأسود، ويتوسط النسر المستطيل الأبيض.
3- يحدد رئيس الجمهورية بقرار منه شكل علم الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وتقرر اللوائح العسكرية شكل الأعلام الخاصة بالوحدات والسلطات المختلفة، وشروط استعمالها وما يجب أداؤه لها من التعظيم، ويؤدي العسكريون التحية العسكرية أثناء رفع العلم على الساري وإنزاله، وأثناء الاستعراضات العسكرية، على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية.
4: مع مراعاة الأعراف الدولية يُرفع العلم على مقار رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة ووحدات الإدارة المحلية، والمجالس النيابية، ودور المحاكم، والسفارات والقنصليات ومكاتب التمثيل المصرية بالخارج، وعلى المعابر والجمارك والنقاط الحدودية، وعلى المقر السكني الرسمي لرئيس الجمهورية، وعلى أي وسيلة انتقال يستقلها، أثناء مباشرته أعمال وظيفته.
5: يُرفع العلم في مكان ظاهر في المؤسسات التعليمية الخاضعة لإشراف الدولة، وتؤدي التحية للعلم كل يوم دراسي في مراحل التعليم قبل الجامعي، وفقًا للضوابط والإجراءات التي يحددها وزير التربية.
6: يحظر تنكيس العلم في غير مناسبة حداد وطني، ويحدد رئيس الجمهورية ضوابط وأوضاع وإجراءات ومدة ذلك، ويُحظر رفع غير العلم الوطني في المناسبات العامة.