أرجع الخبير السياسي والاقتصادي اللبناني، مروان اسكندر، القفزة التي شهدتها أسعار النفط إلى الاتفاق بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المتعلق بخفض الإنتاج، مرجحا أن يواصل سعر برميل النفط ارتفاعه ليبلغ 70 دولارا.
وقال اسكندر، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الإثنين، إن "القفزة في أسعار النفط لا ترتبط بأحداث الاعتقالات التي شهدتها السعودية بقدر ما ترتبط بالتفاهم بين الملك سلمان والرئيس بوتين بتخفيض إنتاج النفط، الذي يسري منذ سنتين، والذي تعزز في الزيارة الأخيرة للملك سلمان لروسيا".
ورأى أن ما حدث لبعض الوزراء السابقين ورجال الأعمال في السعودية "يدل على أن المملكة ستحسن أوضاعها المالية باستعادة بعض الثروات الكبيرة التي أرسلت للخارج من قبل هؤلاء المستفيدين، وربما سيتبعهم غيرهم أيضا"، مرجحا أنه "سيكون عند السعودية عجز أقل من السابق، وقدرة أكبر على تنفيذ مشروعات جديدة من التي طرحها ولي العهد محمد بن سلمان".
وأكد اسكندر أن البترول مهيأ لمواصلة الارتفاع إلى حد 70 دولارا للبرميل، وهذا ما سيساعد ميزانية روسيا والسعودية على ألا يكون بها عجز، وألا تتآكلا من الاحتياطي المتوافر لهما"، موضحا أنه "بالتأكيد ستواصل أسعار النفط ارتفاعها على المدى المتوسط".
وكان العاهل السعودي قد أصدر، السبت الماضي، أوامر ملكية تضمنت عزل وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، وتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعضوية رئيسي "هيئة الرقابة والتحقيق"، و"الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد".
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أنه "على الرغم من السعي للتخلي عن النفط والبنزين وإحلال الكهرباء والطاقة الهوائية والمستدامة، وهي عملية تستغرق حتى عام 2040 أو 2050، إلا أن الحاجة للمشتقات النفطية لا زالت ملحة، خاصة في البلدان النامية مثل الصين والهند اللتان تشكلان 30 بالمئة من العالم وحاجتهم مستمرة في التصاعد".
وارتفعت أسعار النفط بالأسواق العالمية اليوم إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين، مدعومة بحملة الاحتجازات بالسعودية وتصريحات متفائلة لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح.
وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 62.5 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة اليوم، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2015.
ويزيد هذا السعر أكثر من 40 بالمئة عن أدنى مستوى في 2017 الذي سجله الخام في يونيو الماضي.
وكان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجون مستقلون، بدأوا مطلع 2017، خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، لمدة ستة أشهر، وتم تمديده في مايو الماضي تسعة شهور أخرى تنتهي في مارس المقبل، في محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط.