حدث هو الأهم على مستوى العالم، وبه أصبحت مصر قبلة لأكثر من 26 دولة، وليست قبلة عادية لكل مواطني هذه الدول، وإنما لفئة معينة من شعوبها، وهي الفئة الأكثر تأثيرًا، والتي تعد عصب حياة الدول، وعماد حياتها، إنهم الشباب، وإنه منتدى شباب العالم.
مصر مهد وأم الحضارة، كانت هذه هى كلمات الممثلة الأمريكية هيلين هانت، لما علمت بأمر منتدى شباب العالم، المقام في مدينة شرم الشيخ بمصر، وأعربت عن سعادتها بإقامته في دولة تعتبر هى أم ومهد الحضارات في العالم كله.
كان لابد لأهل مصر من جولة بشوارع مصر، نعرف انطباعات المواطنين، ونقيس مدى تفاعله مع هذا الحد الأهم والأكبر، والذي علق عليه البعيد قبل القريب.
تجولت أهل مصر، بين المواطنين، تستطلع ما يدور بخلدهم، حول هذا المنتدى الذي وصفه بعض المحللين بالتاريخي، بالطبع قابلتنا أصوات سلبية، انتقدت، وقالت ألا فائدة، وهذا طبيعي في شعب بلغ تعداده مائة مليون مواطن، فلا إجماع مطلق، ولكن المؤشر دائمًا بالأغلبية، وجدنا عدد كبير، وغير متوقع أن يكون بهذا الكم متفائل للغاية، ويعكس حالة من السرور والسعادة والفخر، باستضافة مثل هذا المنتدي على أرض مصر.
مقهي في منطقة طلعت حرب، يجلس وهو يحتسى كوب من الشاي، ومن خلف عويناته، يطالع كتاب ما، يبدو في الخمسين من عمره، اقتربنا منه وبدأنا في الحديث معه حول منتدى شباب العالم، عرفنا بنفسه فهو محمد أحمد موظف، ولما طلبنا منه تعليقًا على الحدث المقام بشرم الشيخ قال، هذا أفضل ما فعله السيسي في حياته، واستطرد شارحًا وجهة نظره قائلًا، إنجازات الرئيس كثيرة ولا أحد يستطيع أن ينكرها، ولكن أن يأتي شباب 26 دولة عالمية، لمشاهدة مصر عن قرب، لمخالطة أهلها وشعبها الطيب، ليعرفوا الوجه الحقيقي للأم الرؤوم مصر، بدلًا مما يسمعوه عنها عبر شاشات إعلامهم، والتي مهما نقلت فلن تستطيع أن تجسد الروح المصرية التي يحيا بها أهل مصر وشعبها.
ثم كان لقاؤنا الثاني، أحمد حسن، ثلاثيني، يبدو من بعيد بهيئته الرسمية بعض الشئ وكأنه معيدًا أو طالبًا كبير السن، اقتربنا منه، وبدأ الحديث يدور معه حول المنتدي، يقول أحمد، مصر ليست بالدولة القليلة، ولا أريد المبالغة في الفرحة بالمنتدي واستضافة مصر له، فهو أمر طبيعي للدول الكبيرة أن تستضيف أحداث عظيمة، وأضاف، المهم في المنتدي أنه عمل نوعي، يستهدف فئة معينة من بين مواطني شعوب الدول المستضافة وهى الشباب، وهم الفئة الأكثر نشاطًا وتأثيرًا في حياة أي شعب، هي الفئة التي ستشكل في السنوات القادمة ملامح شعوبها السياسية والاجتماعية والإقتصادية، فعندما يعرفون مصر الحقيقية، وهم في هذه السن المبكرة، سيعود هذا بالنفع علي مستقبل أجيال مصر القادمة.
ثالث لقاءاتنا كانت مع أحد الشباب، صغير السن هو، لم يكمل عامه الثاني والعشرين بعد، وكان سؤالنا المباشر، ما ستفعل لو كنت في منتدى شباب العالم، وبحماسة الشباب قال، كنت سأتحدث عن مصر، وأرضها ونيلها وترابها، وكنت سأتوجه بالتحية لرئيسها وشعبها، ثم أتوجه بالتحية وحسن الضيافة لضيوفها من أنحاء العالم، ننقل لهم صورة مصر الحقيقية، فنحن نعيش في أمن حقيقي، نشعر به، ونتنفسه، ويفتقده الكثيريون، والإعلام العالمي لا ينقل سوي الأحداث الساخنة، من إعتداءات إرهابية وغيرها، وجاءت لنا الفرصة اليوم ليرى الجميع، مصر الآمنة المستقرة، التي تنظم وفي سيناء أكبر حدث شبابي في العالم.
الكثيرون تحدثنا معهم، لم تخرج كلماتهم عن إطار من سبقوهم، وكأننا في مظاهرة حب، وكأن الأمل ينبعث في مصر من جديد، بالفعل حدث منتدى شباب العالم، كان يحتاج له الشعب المصري، وقد شبه العم خالد، أحد كبار السن، بعد أن رآنا وأشار لنا من بعيد أن نقترب منه، ولما اقتربنا بادرنا قائلًا، وهو لا يعرف عما نجري حوارنا، "عايزكم تنقلوا عني حاجة... حدث منتدى شباب العالم يشبه نصر أكتوبر، الذي جعلنا نسترد ثقتنا في بلادنا بعد أن ظننا أننا انتهينا إلى الأبد"