أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الأوضاع الاقتصادية في مصر تتحسن بدرجة كبيرة.
وقال في مقابلة حصرية أجراها مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية "إن الأوضاع الاقتصادية في مصر تتحسن بالطبع بدرجة كبيرة، فلقد أطلقنا مشروعات كثيرة، بدأت بمشروع قناة السويس، والمنطقة الاقتصادية، مع تخصيص 5ر1 مليون فدان للزراعة، وإنتاج الأسماك، وإقامة شبكة كبيرة من الطرق".
وأضاف " كل هذه المشروعات للبنية الأساسية تعمل بها أعداد هائلة من العمال، حيث توفر هذه المشروعات فرص عمل لنحو 3 ملايين شخص على مدار ثلاثة أعوام ونصف العام، وهو ما يمثل جزء كبيرا من حل مشكلة البطالة، ويجب ألا ننسى أنه يوجد في مصر أكثر من 60 مليون شخص دون سن الأربعين أغلبهم من الشباب، وأن توفير عمل لملايين الشباب أمر ليس باليسير في دولة مثل مصر".
استهداف السياحة
وأوضح السيسي " أن استهداف السياحة في مصر مسألة خطيرة للغاية، تنطوى على تأثير كبير على الاقتصاد"، مشيرا إلى أن عدد السياح القادمين إلى مصر والعائدات الناتجة عن السياحة لم تصل – حتى الآن - إلى ذلك المستوى الذي كانت عليه قبل عام 2011.
وتابع الرئيس قائلا " إن كل من يسعى للإضرار بالاقتصاد المصرى، يستهدف دائما قطاع السياحة بغرض التأثير على العائدات الناتجة عنه، ولكن الأوضاع تحسنت بدرجة كبيرة بالمقارنة بالأشهر والأعوام الماضية".
وأكد " أن الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد، خاصة في المناطق السياحية وصلت إلى أعلى مستوى، من أجل ضمان زيارة السياح بأمان والاستمتاع برحلتهم إلى مصر والعودة بسلام إلى بلادهم".
الحرب على الإرهاب
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه إذا كان هناك أي انتقاد للوضع الأمني، فنحن في حالة حرب ضد الإرهاب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ومصر في هذه الحرب وحدها، ومصر جادة وصادقة في محاربة الإرهاب، وخلال مواجهتنا لهذا الإرهاب نحرص على عدم الإضرار بأي شخص من المدنيين والأبرياء الذين ليس لهم ذنب في هذه الحرب.
وأشار الرئيس إلى تحسن الوضع الأمني في مصر بشكل ملحوظ للغاية، قائلا " إن الاستقرار تحقق بالمقارنة بما كانت عليه الأوضاع في الماضى، لست أنا الوحيد الذي أقول ذلك، فأي شخص يتابع الوضع في مصر يمكنه أن يرى ذلك، ولكن هل قمنا بمعالجة الوضع تماما، فالإجابة بالفعل لا، فأنتم تدركون جيدا أن القوات الأمريكية في العراق وفي أفغانستان، رغم كل الجهود المبذولة من جانبها، استمر الإرهاب لسنوات عديدة، فالحسم المطلق مع الإرهاب ليس سهلا ".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تفي بالتزاماتها بدعم مصر عندما يتعلق الأمر بتوفير المعدات والمعلومات الاستخباراتية لمساعدتها على مكافحة تهديد الإرهاب، قال الرئيس " الحقيقة إن الأمر تغير تماما للأفضل منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدير السياسة الخارجية في المنطقة بشكل فعال، واستطيع أن أقول باختصار إن الولايات المتحدة استعادت ثقلها ودورها في المنطقة فضلا عن حفظ الأمن في المنطقة ودولها"، مؤكدا دعم القاهرة وتعاونها مع الإدارة الأمريكية في هذا الصدد.
التضخم في مصر
وردا على سؤال بشأن معدلات التضخم في مصر، وأنها مازالت مرتفعة للغاية، وهناك العديد من المصريين يواجهون مشاكل من الناحية المالية، وحول ما هى المهلة الزمنية للوصول إلى الرفاهية في مصر، أجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي " لابد أن نعترف بأن الاقتصاد المصري يعاني من مشاكل مزمنة، ولكن الإجراءات التي نقوم بها من أجل الإصلاح إجراءات حقيقية، كما ذكرت فى بداية هذه المقابلة، وعندما نقوم بتنفيذ هذه الإجراءات، فإننا نقوم بذلك بطريقة متوازنة لتفادي آثار التضخم على المواطنين، والتي تترافق مع الإصلاحات الاقتصادية، ونحن حريصون أيضا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية الاجتماعية للمواطنين، والتى بدأت في الشهر الماضي، بغرض تخفيف آثار التضخم على المواطنين الأقل دخلا في مصر".
العلاقة مع ترامب وبوتين
وعن رأيه في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال الرئيس " أنا معجب للغاية بالرئيس ترامب وأتوقع أن ينجح في إدارة دولة بمثل هذا الحجم الكبير كالولايات المتحدة".
وحول علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوضح السيسي" تربطني علاقة طيبة مع بوتين"، مشيرا إلى أن مسألة الاختيار بين الولايات المتحدة أو روسيا أصبحت من مخلفات الماضي في أدبيات السياسة.
وبشأن فرص الترشح لفترة رئاسية أخرى، قال الرئيس" سوف احترم نص الدستور المصري والذي يسمح للرؤساء بشغل مناصبهم لفترتين فقط، مدة الواحدة منهما أربع سنوات".
وأشارت الشبكة الأمريكية في ختام الجزء الأول من المقابلة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف السيسي بأنه "زعيم قام بعمل رائع فى ظل أوضاع صعبة للغاية".
الاستقرار في المنطقة
وحول الأوضاع في المنطقة، أكد الرئيس السيسي أن الاستقرار في المنطقة أمر مهم جدا، وقال "يتعين علينا جميعا أن نحمى هذا الاستقرار".
وأضاف - في الجزء الثاني من المقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية والذي بثته صباح اليوم - " أنا اتحدث إلى جميع الأطراف في المنطقة والتي بها ما يكفى من القتال والاضطراب وعدم الاستقرار، وهذه رسالة إلى الجميع، يجب علينا أن ندافع عن أمننا واستقرارنا، فالمنطقة لايمكن أن تتحمل المزيد من الاضطرابات".
وتابع السيسي " نحن حريصون على الوحدة والاستقرار والسلام في لبنان كدولة تحافظ على وطنيتها واستقلالها".
وأوضح السيسي" أن الاستقرار في المنطقة هش، في ضوء ما يحدث من اضطرابات في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والدول الأخرى، وبالتالى فنحن في حاجة إلى المزيد الاستقرار، وليس عدم الاستقرار".
التفاهم بين روسيا وأمريكا
وردا على سؤال بشأن الشركاء المحتملين من أجل تحقيق الاستقرار، حيث أن روسيا اليوم لديها فرصة لكي تمارس نفوذا ضخما في منطقة الشرق الأوسط، وهل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يعتبر الشريك الأفضل لضمان الاستقرار في المنطقة، قال السيسي " أنا أرى أن الحوار والمناقشة والتفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بوصفها أكبر دولة في العالم، يعتبر أمرا مهما للغاية لتحقيق الاستقرار، لأنه في حالة عدم وجود حوار أو تفاهم سيكون الثمن هو عدم الاستقرار في المنطقة، فأنا أقول دائما أن التفاهم بين أمريكا وروسيا مسألة مهمة للغاية ونحن ندعم مثل هذا التفاهم والتواصل والذي من شأنه فى نهاية المطاف أن يدعم الاستقرار في منطقتنا بشكل إيجابي".
وردا على سؤال عن الشخص الأقرب للرئيس السيسي، وهل هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجاب الرئيس ضاحكا " هذا سؤال رائع، إن علاقتي دائما مع الآخرين ومع جميع الزعماء علاقات ودية وممتازة والتفاهم البناء أمر جيد جدا، وأنا معجب للغاية بالرئيس ترامب، واتوقع أن ينجح في قيادة دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة، ولنا علاقات طيبة أيضا مع الرئيس بوتين ولدينا علاقات طيبة مع الجميع، ونحن في مصر تجاوزنا مرحلة عصر الاستقطاب الذي كان يأتي على حساب الأمن والسلام في العالم بأسره، ونرى أن التفاهم والحوار والتواصل أفضل كثيرا".
الانتخابات الرئاسية
وحول الانتخابات الرئاسية القادمة، قال الرئيس السيسي " اننا نتحدث عن إطار زمني لعقد انتخابات الرئاسة المصرية خلال مارس أو ابريل المقبل، وأود أن أقول خلال هذه المقابلة أن هناك تطورا كبيرا للغاية في مصر فيما يخص وضع الرئيس، وما يجب أن نضعه في الاعتبار انه ليس هناك رئيس سوف يتولى السلطة بدون ارادة الشعب المصري، ولن يستطيع أيضا أن يواصل لفترة أخرى دون إرادة هذا الشعب، وفي كلتا الحالتين فهي 8 سنوات، وأنا مع الالتزام بفترتين رئاسيتين مدة الواحدة منهما 4 أعوام، ومع عدم تغيير هذا النظام، وأقول إن لدينا دستورا جديدا الآن، وانا لست مع إجراء أي تعديل في الدستور في هذه الفترة".
وأضاف الرئيس يقول " أن الدستور يمنح الحق للبرلمان وللرئيس فى أن يطلبا إجراء تعديلات، وأنا لا أتحدث هنا عن فترات فى منصب الرئاسة، فهذه لن نتدخل فيها، ولهذا لن يستطيع أي رئيس أن يظل في السلطة أكثر من الوقت الذي يسمح به الدستور والقانون، والشعب هو الذى سوف يقرر ذلك فى النهاية، ولا يناسبني كرئيس أن أجلس يوما واحدا ضد إرادة الشعب المصري وهذا ليس مجرد كلام أقوله فقط أمام شاشات التلفزيون، فهذه قيم أعتنقها ومبادىء أنا حريص عليها وأى رئيس يحترم شعبه ومبادئه لن يظل يوما واحدا فى منصبه ضد إرادة شعبه".