نشر مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، ورقة بحثية، عن مستقبل تنظيم داعش الإرهابي، في ظل الخسائر التي يتلقها التنظيم في الأيام الماضية، حيث تصاعدت المخاوف من لجوء التنظيم إلى حرب العصابات، خلال الفترة المقبلة، بعد اقترابه من الانهيار التنظيمي، إثر سقوط مدينة الرقة السورية، عاصمته الإدارية والتنظيمية، وكذلك قرب سقوط مدينة "دير الزور"، العاصمة البديلة، التي نقل إليها أخيرا أبرز قياداته، مما يعنى تشتت مقاتليه إلى مجموعات صغيرة.
وبحسب الدراسة الذي أعدها الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية على بكر، يقول: إن اتباع "داعش" لاستراتيجية حرب العصابات هى الخيار الوحيد خلال المرحلة المقبلة، نظرًا لأنه لا يوجد طريق آخر لمواصلة القتال، مع إدراك قادته بأن هذه الاستراتيجية لا يمكن الاستمرار فيها لفترة طويلة، خاصة أنه من المحتمل أن يتخلى عددً من مقاتليه عن الاستمرار في المواجهات، وتفضيل الاستسلام أو الهروب من صفوف التنظيم، بسبب حالة الاهتزاز التنظيمي، والانهيار المعنوي، التي أصابتهم جراء الهزائم والانكسارات المتتالية.
واختتمت الدراسة، إن لجوء تنظيم داعش إلى حرب العصابات هو خيار لا بديل عنه لمقاتلي التنظيم الراغبين في القتال خلال المرحلة القادمة، سواء من المقاتلين المحليين أو الأجانب. وبرغم ذلك، فقد لا يتمكن التنظيم من مواصلة هذه الحرب لفترة طويلة، الأمر الذي يشير إلى أن استراتيجية حرب العصابات لـ"داعش" ستكون بداية النهاية لوجوده في العراق وسوريا، لأنه سيستنفد خلالها البقية الباقية من مقاتليه، وكذلك مصادر تمويل وشبكة علاقات، لتبدأ بعدها المعركة الأكثر صعوبة، وهى المواجهة الفكرية.