أوضحت دار الإفتاء المصرية، الحكم الشرعي في التصوف والصوفية السنية، خاصة تنفيذ المريدين ما يطلبه الشيوخ دون العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله.
وبحسب الفتوى المنشورة على الموقع الرسمي لدار على الانترنت، قالت: "إن من مهمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المكلف بها من ربِّه جلَّ جلاله هو أن يقوم بتزكية نفوس المؤمنين، ويرقيها ويهذبها، ويبدل الصفات الذميمة بالصفات الحميدة، فبتزكيته لنفوس الصحابة رضي الله عنهم بلغوا الدرجات العلى، والمقامات السامية، وبلغ الكثير منهم درجة الكمال البشري.
وتابعت: "أن علم التزكية علم شرعي قائم على متابعة الكتاب والسنة، ومن مهمات الأنبياء وورثة النبيين من بعدهم، وهو يهدف إلى تزكية النفس والوصول بها إلى مقام الإحسان، الذي جاء في حديث جبريل عليه السلام الذي سأل فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان".
وأكد الإفتاء في فتواها أن الصحابة والتابعون اهتموا من بعدهم بهذه الأمور الثلاثة، وقد اصطلحت الأمة بعد ذلك على تسمية العلم الذي يشرح أركان الإسلام بعلم الفقه، والعلم الذي يشرح أركان الإيمان بالعقيدة، والعلم الذي يشرح مقام الإحسان بعلم التصوف، حتى إنه اشتهر في عصور التابعين وأتباع التابعين علم التصوف.
وأوضحت: "التصوف هو السعي للوصول إلى درجة الإحسان، وعلامة هذه الدرجة أن تعبد الله كأنك تراه، ولا يمكن أن يتعارض الإحسان مع الإسلام، أو مع الإيمان، فالإحسان دائرة داخل دائرة الإيمان، والإيمان دائرة داخل دائرة الإسلام، وهذه الدوائر متداخلة، لا يمكن أن تتقاطع أو تتباعد أو تتعارض".
وقالت: إن الصوفية اتفقت على أن التصوف لا يوجد إلا بالتزام الشرع، وكانت عباراتهم في ذلك صريحة لا تحتمل التأويل؛ فقد قال الإمام الجُنَيد -إمام الصوفية- رضي الله عنه: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام"، وقال: من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
