كشف رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا وإمام مسجد "درانسي" شمال باريس الشيخ حسن الشلغومي أن الإرهابيين والدواعش الذين كانوا في محافظة الرقة السورية تم نقلهم إلى ليبيا لشن عمليات ضد مصر وتونس، وقال في تصريحات لصحيفة "الاتحاد" أن قطر قامت بتمويل عمليات نقل هؤلاء الإرهابيين وتوفير الدعم اللوجستي لهم بالتعاون مع دولة أخرى، خصصت حافلات لنقل عدد من الدواعش إلى أحد مدنها، وتم نقلهم بالطائرات إلى طرابلس عبر رحلات متعددة، مؤكدا أن تقارير استخباراتية رصدت هذه العملية.
وأوضح الشلغومي، أن استمرار العمليات الإرهابية في أوروبا، يرتكز على التمويل القطري، مشيراً إلى أن تقديرات الأجهزة الأمنية للمجموعات للمشتبه بهم في فرنسا، بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية يبلغ تعدادهم 15 ألف شاب مؤهلين للانخراط في صفوف هذه التنظيمات الخطرة. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من محاولات الجماعات الإرهابية النيل من مصر وجيشها، نتيجة لعمليات التدريب الجارية للدواعش في ليبيا، وقال إن هناك مخططات جديدة لضرب الأمة العربية والإسلامية من خلال تنفيذ عمليات إرهابية جديدة ومتصاعدة.
وأضاف أنه خلال العام 1992، دخلت قطر في هذا الاتفاق عبر جماعة الإخوان الإرهابية وتم إبلاغ الجهاز الأمني المسؤول عن تيسير وصول الأموال وتحقيق عمليات الدعم اللوجستي للتنظيم برغبة قطر في تمويل المشروع التخريبي لتبدأ المرحلة الثانية من الخطة.
وأشار الشلغومي، رئيس اتحاد الشعوب من أجل السلام، إلى أن الاتحاد سينظم الشهر الجاري "مسيرة الشباب المسلم لمساندة أهالي ضحايا الإرهاب الممول من قطر"، وذلك بعدد من العواصم والمدن الأوروبية منها بروكسل (بلجيكا) وبرشلونة (إسبانيا) ومارسيليا وباريس (فرنسا) وزيارة الأماكن التي شهدت وقوع ضحايا للعمليات الإرهابية.
ولفت إلى أن منتدى أئمة مسلمي فرنسا نظّم في يوليو الماضي مسيرات في أوروبا، للتأكيد على أن الدين الإسلامي لا علاقة له بالإرهاب وتوضيح الصورة للرأي العام بأن الدين الإسلامي بريء من كل هذه الجماعات، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف، ارتفع في فرنسا بدليل تصويت 12 مليون ناخب لصالح مارين لوبن وأصبحوا الحزب الأول في النمسا، كما أن موجة اللاجئين والنازحين ساهمت في تصاعد اليمين المتطرف.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقبل في يوليو الماضي وفد ممثلي الجاليات العربية والإسلامية بأوروبا بزعامة الشلغومي، منظم مسيرة "مسلمون ضد الإرهاب في أوروبا"، وهي حركة ناشئة تهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن المسلمين لدى الغرب، والتي تدعو إلى عدم ربط المسلمين بجرائم ترتكب باسم الإسلام وهو منها براء.
وشارك في المسيرة التي طافت بالحافلات عدة عواصم أوروبية 30 إمامًا من إيطاليا والبرتغال وبلجيكا، أكدوا جميعهم على الخطر الذي تجسده قطر على أمن المسلمين في الداخل والخارج من خلال دعمها للجماعات الإرهابية، وأثنوا على الخطوات التصعيدية التي اتخذتها الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ضد قطر، مؤكدين رفض المسلمين للإرهاب والتطرف كونه يتنافى وتعاليم الدين الإسلامي، والتي تدعو إلى التضامن مع ضحايا الإرهاب. وأكد الوفد ضرورة ممارسة ضغوط دولية على قطر لتغيير سلوكياتها السياسية الداعمة للإرهاب والتطرف، خاصة بعد الأدلة التي قدمتها الدول الأربع.