اعلان

إسرائيل بلد "الشعوذة".. السحر الأسود قتل عبد الناصر.. ويستخدمه الموساد للتخلص من أعدائه

كتب : سها صلاح

مشهد حقيقي في إسرائيل، تعتقد أنه في الأفلام العربية لكنه يحدث في المجتمع الإسرائيلي يظهر مشعوذ من الحاخامات، هؤلاء ليسوا من طبقة واحدة بل من جميع الطبقات، الناس العاديون وعناصر من الجيش الإسرائيلي وكبار السياسيين.

يقوم علماء ما يعرف بـ"القبالاه" بطقوس السحر الأسود والشعوذة والعرافة، إذ ينتمي جميع الحاخامات لهذه الحركة التي تتمتع بتأثير واسع في المجتمع الإسرائيلي، يقومون بصنع الأحجية والأعمال السحرية، ويقومون أيضًا بتحضير الملائكة الخدم في اليهودية وتسخيرهم لإيذاء الآخرين، ويزعمون تمكنهم من استحضار قدرة الإله من خلال قراءة ورد معين، مثل "بنوئيل الذي يرى وجه الإله، وجبرائيل وهو قوة الإله وعظمته، ورفائيل الذي يشفي المرضى".

-الشعوذة في المجتمع الإسرائيلي

يتواجد أمام منزل أكبر حاخام متخصص في الشعوذة وهو بابا باروخ في بلدة "نتيفوت" بمنطقة النقب، عشرات الإسرائيليين الذين يأتون لمعرفة الغيب أو إيجاد حل لمشاكلهم، تسمي وسائل الإعلام الإسرائيلي هذا المكان بـ"بلاط"، بسبب مكانة الحاخام في نفوس الإسرائيليين، يكسب الرجل شعبية كبيرة في قراءة الحظ وادعاء معرفة الغيب، ولم يقتصر الأمر على المتدينين اليهود، فعدد كبير من العلمانيين ومن مختلف الطبقات يأتون لباروخ، كما تتواجد فيه الشرطة الإسرائيلية لكثرة المتواجدين.

وتعتبر واحدة من أشهر العرافات في المجتمع الإسرائيلي، المشعوذة "باتيا شنيورسو" التي كانت قريبة من عائلة رئيس الحكومة الأسبق أرييل شارون، وكانت زوجة شارون "ليلي" تستشيرها في الخطوات الخاصة بالعائلة، ووفقاً لصحيفة معاريف أن هذه العرافة هي من تنبأت بمصير شارون، وبما سيصيبه من سكتة دماغية تمنعه من الترشح لرئاسة الحكومة، وقد أبلغت زوجته بذلك قبل أن يدخل في غيبوبته بفترة طويلة.

-السحر الإسرائيلي قتل عبد الناصر

أحضرن كبد بهيمة، وقلبها ورئتها، وقرر الثلاثة قتل عبد الناصر هكذا تحدث رئيس الأكاديمية التلمودية العليا الحاخام بنياهو شموئيلي في العام 2009 عن استخدام ثلاثة حاخامات للشعوذة والسحر الأسود لقتل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، في الـ28 من سبتمبر العام 1970.

ولأن عبد الناصر كان مسؤولًا عن تحريك الكثير من الدبابات العراقية والجنود الكويتيين والجزائريين والسعوديين نحو حدود إسرائيل، وفقاً شموئيلي فقد أخذ الحاخام شاؤول دافيد والحاخام إسحق كدورى 100 مسمار صلب، وغرسوها في قلب البهيمة، وكانوا يرددون بعض الكلمات المبهمة مع كل مسمار يغرسونه في القلب، وفي النهاية وضعوا القلب على موقد طبخ لمدة ثلاثة أيام حتى تفحم تمامًا، وصار أسود اللون ولا يمكن التعرف عليه، بعد ذلك دفنوه، وأعلنوا لتلاميذهم أن عبد الناصر مات.

أيضًا في العدوان على قطاع غزة العام 2008، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن أهم الحاخامات الشرقيين والزعيم الروحي لحركة شاس "عوفاديا يوسف"، قال إن "الأم راحيل، والدة النبي يوسف، جاءت لمساعدة جنود إسرائيل في غزة، إذ وصل الجنود إلى منزل وأرادوا الدخول إليه وكان هناك ثلاثة من حماس في الداخل ينتظرون، لكن ظهرت امرأة جميلة شابة أمامهم وحذرتهم بألا يدخلوا البيت حيث يوجد فيه إرهابيون، وسألها الجنود من أنت فردت لماذا الاهتمام بمن أكون، وهمست أنا راحيل، ولاحقًا تبين فعلًا وجود مقاتلين من حماس في البيت".

وحين وصل الخبر إلى الحاخام الأكبر الشرقي لإسرائيل "موردخاي إلياهو" قال "نعم صحيح أنا أخبرتها أن هناك حربًا، وطلبت منها أن تذهب وتساعد الجنود؛ لأن أبناء إسرائيل يضربون ولا يُضربون".

لم يتعلق الأمر بأمور السياسة فقط، ففي التصفيات المؤهلة لبطولة يورو 2016، سجلت لقطة مصورة على أرض الملعب قيام لاعب إسرائيلي بحركات السحرة والدجالين بهدف منع نجم ويلز وريال مدريد الإسباني "جاريث بيل" من التسجيل من ركلة حرة مباشرة، كما لم يكن الفن في إسرائيل بعيدًا عن الشعوذة، ويسجل هنا قضية شهيرة خاصة بمطرب إسرائيلي من أصل يمني يدعى "دودو أهارون" استعان بحاخام من بئر السبع للإصلاح بينه وبين والدته.

وذكرت الصحيفة أنه بعد حفل بركة، ووضع الحاخام الشهير "بوسترًا" للمطرب أمامه، أخذ يتلو عليه عبارات، وبعد كل بضع عبارات، يمسك بقصاصة ورق مكتوب عليها اسم المطرب ويلقيها في الهواء، وفي نهاية الأمر، جعل الابن يرسل باقة من الورود إلى أمه في عيد ميلادها.

-الشعوذة في الجيش الإسرائيلي

تمت في عهدي وفي الفترة السابقة عليه واستمرت بعد تقاعدي، كنا ولا نزال نستشيرهم، هذا ما نقلته صحيفة "هآرتس" عن قائد الشرطة الإسرائيلية الأسبق "إساف حفتس"، ولم يكن الاعتراف الأول بأن الجيش الإسرائيلي يستعين بالمشعوذين للبحث عن مفقودين أو غير ذلك، فسبق وأن اعترفت مديرة إدارة المفقودين في هيئة الأركان الإسرائيلية "أوفيرا روتم" بذلك.

فسواء ارتدى عناصر الجيش الإسرائيلي زيًّا مدنيًّا أو عسكريًّا عند الذهاب للمشعوذين تبين أن الجيش الإسرائيلي يعمل بناء على توجيهات بعض المشعوذين، ويعرض عليهم خرائط للإرشاد لتخمين موضع المفقودين، وتستشهد الصحيفة بعدة حوادث استعان بها الجيش بالمشعوذين، كتجربة البحث عن الجندي الإسرائيلي "نحشون فاسكمان" والجندي "شارون أدري" في عامي 1994 و1996 قبل أن يقتل الجنديان لاحقًا على يد عناصر في كتائب القسام، فقد أوعز مشعوذ للجيش أن المخطوف في قطاع غزة، وحدد لهم بدقة موقع المنزل المحتجز فيه الجندي، واتضح في النهاية أن الجندي محتجز في الضفة الغربية.

كما كشفت القناة الثانية الإسرائيلية أن جيش الاحتلال استدعى عام 2010 مشعوذة من أجل مساعدته في تحديد مصير وظروف اختفاء الجندي "غاي حيفر"، فحسب القناة، استدعت وحدة البحث عن المفقودين في رئاسة الأركان مشعوذة نشرت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" معلومات عن الجندي، زعمت أن ملاكًا من السماء أخبرها بمصير الجندي، تقول "أوفيرا روتم": "طالما لم تفلح الطرق العلمية نستجيب لطلبات العائلات ونذهب لمشعوذ، خاصةً وأن البحث في الأماكن التي يشير علينا بالحفر فيها لا يكلفنا الكثير من المال وفي بعض الأحيان نستعين بمشعوذين يهود مقيمين في الولايات المتحدة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً