اهتم كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة، اليوم الجمعة، بالرسائل التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الحديث الذي أجراه مع وسائل الإعلام المصرية والأجنبية والعربية.
ففي مقال تحت عنوان "السيسي وحق مقاومة الإرهاب"، أشار علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام إلى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي قال فيها إن "الإرهاب ينتهك إنسانيتنا.. الإرهاب يعتدي على إنسانيتنا.. الإرهاب يحطم إنسانيتنا.. مقاومة الإرهاب حق لإنسانيتنا.. مقاومة الإرهاب والتصدي للإرهاب حق من حقوق الإنسان.. حق جديد أضيفه لحقوق الإنسان"، موضحا أن التصفيق الذي قوبل به ما طرحه الرئيس في قاعة المؤتمر، التي صممت على شكل مجسم للكرة الأرضية، يشير بوضوح إلى تعطش الموجودين إلى مثل ذلك الطرح، وكأنه يعبر بالفعل عما كانوا يبحثون عنه، ويرغبون في طرحه، إنه استنفار لطاقة الإنسانية أو "نوبة صحيان" لها لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
وأوضح الكاتب أن الحق في الحياة الآمنة هو أول الحقوق التي حرص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على تأكيدها، إذ قال في مادته الثالثة "لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه" وأن ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن هو إعمال لتلك المادة بكل ما تقتضيه من معنى، فالإرهاب بات يهدد الجميع في كل دول العالم.
وقال إن الرؤية المصرية التي يطرحها الرئيس لحقوق الإنسان تنطلق، أولا من أنه عندما يتهدد الحق الأول والأصيل من حقوق الإنسان فإنه لا مجال للحديث عن الحقوق الأخرى، لأنه باختصار لم يعد موجودا لينعم أو يطالب بأي من حقوقه، وثانيا من أن تأمين حقوق الإنسان لا تقتضي فقط تأمينه من الإرهاب، وإنما تقتضي أيضا ضمانا لحياة آدمية من خلال التعليم والصحة وتوفير جميع الخدمات الأساسية، وهو ما أكده الرئيس السيسي أيضا في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أسبوعين، ردا على سؤال بشأن حقوق الإنسان في مصر، بقوله "أنت ليه مبتكلمنيش عن التعليم والصحة وحق المواطن المصري في العمل والإسكان".. وارتباطا بذلك يأتي المبدأ الثالث لتلك الرؤية وهو ضرورة مراعاة التوازن في طرح قضية حقوق الإنسان، فلا يمكن التركيز فقط على الحقوق السياسية، بينما لا يتم الالتفات للحقوق الأخرى التي يؤكد عليها أيضا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 25 فقرة (1) التي تنص على "لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، خاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية.."، وفي المادة (26) التي تنص على أن "لكل شخص حق في التعليم. ويجب أن يوفَر التعليم مجانا، على الأقل في مرحلتيه الإبتدائية والأساسية..".
وأضاف أنه رابعا لابد من مراعاة الظروف التي تمر بها الدول المختلفة ودرجة تطورها السياسي والاقتصادي، فقد تكون الأولوية في الدول الغربية للحقوق السياسية ولكن لا يمكن تطبيق ذلك على الدول الأخرى التي ما زالت تعمل وتجاهد من أجل ضمان الحقوق الأساسية أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.
وأكد الكاتب أن هذه الرؤية الواضحة والتي اكتملت بإضافة مقاومة الإرهاب حقا من حقوق الإنسان في منتدى شرم الشيخ، والتي لاقت "كما شاهدنا" استحسانا وتأييدا من كل الحاضرين في المؤتمر من الشباب والمتخصصين، ومن العاملين والمهتمين بمجال حقوق الإنسان، سعى المغرضون والمستاءون من محاولات تغييب الإرهاب ودفع مخاطره عن العالم لتشويهها عبر الزعم بأن الرئيس يسعى إلى استبدال حقوق الإنسان كما عرفها العالم بمقاومة الإرهاب، وهو ادعاء بجانب أنه يجافي العقل والمنطق، فإنه يتعارض كلية مع ما قاله ويقوله ويفعله الرئيس، وتلتزم به الدولة المصرية في التعامل مع معضلة الحفاظ على الدولة وأمنها القومي، وتثبيتها في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية في الوقت نفسه الذي تعمل فيه على احترام وحفظ حقوق الإنسان.
أما خالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار ففي عموده "نبض السطور" وتحت عنوان "ختام رائع للقاء شباب العالم على أرض السلام" قال إن هناك ١٢ رسالة واضحة محددة دقيقة خرجنا بها من الحوار الذي تحدث خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية.
وقال الكاتب إن الرسالة الأولى تتعلق بحرب مصر على الإرهاب، حيث كشف الرئيس السيسي لأول مرة أنه تم قتل جميع الإرهابيين الذين شاركوا في حادث الواحات وأنهم ١٤ متطرفا، وأعلن أنه تم القبض على إرهابي حي وأن اعترافاته ستعلن على الملأ بعد منتدى شباب العالم والمفاجأة أنه أجنبي وليس مصريا، فمع الانتصار على داعش في سوريا والعراق تقوم الدول وأجهزة المخابرات التي نقلت الإرهابيين من كل الدنيا إلى سوريا والعراق بإعادة تدويرهم وإرسالهم إلى ليبيا ومنها إلى مصر، وأكد أن الانتصار الكامل تأخر لأن رجال الجيش والشرطة لا يستهدفون سوى الإرهابيين ويتجنبون إصابة أي مواطن بريء أو المساس به على عكس ما تم ويتم ترويجه من أكاذيب في الخارج، موضحا أن مصر ستتحرك لمحاولة تعديل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ليتضمن أن مقاومة الإرهاب من حقوق الإنسان، وتساءل من جديد أين حق أم وزوجة وابن كل شهيد؟ ولماذا يتم تجاهل حقوقهم؟.
وأضاف أن الرسالة الثانية فكانت عن الأشقاء بالسعودية بعد إعلان الحرب على الفساد هناك، وبعد أن أصبحت المملكة محل اهتمام العالم بأكمله، ولأن مصر والسعودية أشقاء وما يربطهما أكبر من مجرد علاقات استراتيجية كانت الأسئلة للرئيس عن رأيه فيما يحدث، وكانت الإجابة واضحة وقاطعة، قال إن الوضع بالسعودية مطمئن ومستقر تماما وهذه إجراءات داخلية، وأنه يثق تماما في قيادة المملكة وهي دولة قانون وأي إجراء لا يتم إلا بالقانون.. هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس عما يحدث والإجابة كانت قاطعة وواضحة.. وأكد الرئيس ثبات موقف مصر والرباعية العربية من قطر وأنه لم يتغير.
وتابع أن الرسالة الثالثة كانت تتعلق بالسابقة في رده على أسئلة عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران أو حزب الله في لبنان، سأل الرئيس من الذي يمكن أن يوجه الضربة فصمت الصحفيون، وأكمل أنا ضد الحرب فنحن لنا تجربة في الحرب ونعرف مرارتها وخسائرها الشاملة، ويمكن للحوار أن يحل قضايا كثيرة والمنطقة بها ما يكفي من أزمات واضطرابات، ولكن أمن الدول العربية والأشقاء بالخليج خط أحمر وجزء من الأمن القومي المصري، وعلى الآخرين ألا يتدخلوا في شئوننا وأن يحرصوا هم أيضا مثلنا على عدم وصول الأمور للصدام.
وأردف أن الرسالة الرابعة كانت عن الجيش المصري العظيم وحصوله على أحدث الأسلحة من دول مختلفة، وكانت الإجابة أن دولا كثيرة بالمنطقة العربية خرجت من المعادلة في السنوات الأخيرة من سوريا للعراق ومن ليبيا لليمن، ولذلك كان لابد من تحقيق التوازن ومواجهة الخلل الذي حدث بالمنطقة، كما أن تسليح الجيش المصري كان حتميا أيضا لمواجهة غول الإرهاب وحماية الحدود المترامية.
ولفت إلى أن الوضع الداخلي لمصر كانت الرسالة الخامسة، فأكد الرئيس أن المشروعات القومية ستستمر لأنها توفر ٣ ملايين فرصة عمل وتفتح بيوت الغلابة، وأكد أنها لن تتوقف ولن يسمح طالما هو في موقع المسئولية بإغلاق هذه البيوت، مشيرا إلى أن هذه المشروعات أيضا غيرت وجه مصر وتحقق حلمه وحلم الشعب في دولة حديثة عصرية.
وقال إن الرسالة السادسة كانت عن مياه النيل، وبوضوح وشفافية تحدث الرئيس مؤكدا أن موقفنا واضح، فنحن ننظر بإيجابية إلى حق الأشقاء في أثيوبيا في التنمية، لكن المياه بالنسبة لنا قضية حياة أو موت ونحن قادرون على الحفاظ على أمننا القومي، وهناك تفاصيل فنية كثيرة يتم حلها.
وأضاف الكاتب أن الرسالة السابعة كانت عن الانتخابات الرئاسية حيث أكد الرئيس أنه لا يبحث عن سلطة، ولهذا رفض تعديل الدستور لتظل مدة الرئاسة ٤ سنوات وفترتين فقط، وقال إنه فعل كل ما بوسعه وسيقدم كشف حسابه للشعب في ديسمبر ويناير وعندما يرى رد فعل الشعب على ما آنجزه سيتخذ قراره.
وأوضح أن الرسالة الثامنة كانت بشأن العلاقات الخارجية بتأكيد الرئيس أن مصر تحتفظ بعلاقات استراتيجية شاملة مع الصين وأمريكا وروسيا وفرنسا، وأنها حريصة على تقوية العلاقات في كل المجالات، وعن أمريكا أكد الرئيس أن علاقتنا ليست مع ترامب وحده لكنها أيضا مع وزارة الدفاع والكونجرس ومراكز صنع القرار المختلفة.
ورأى أن الرسالة التاسعة عن الدول العربية، فأكد الرئيس حرصنا على الحفاظ على الدول الوطنية، وأن من نادوا بالانفصال في كردستان أو حتى كتالونيا في أسبانيا فوجئوا بالرد القوي الرافض لتحركهم، ومصر مع الحفاظ على الدول العربية وحل المشاكل سياسيا، وعلاقتنا بالمشير حفتر في ليبيا ليست على حساب علاقتنا بفايز السراج، فنحن نبحث عن حل شامل يحافظ على الجيش الوطني والدولة الوطنية.
وتابع قائلا إن الرسالة العاشرة عن الإعلام الأجنبي، والذي اتهمه زملاء وهم على حق في كثير مما ذهبوا إليه بتعمد الإساءة لمصر وشعبها، بينما شكا ممثلو الإعلام الأجنبي من اتهام بعض الإعلاميين المصريين لهم بالعمالة، وكان رد الرئيس أن مصر وهيئة الاستعلامات برئاسة الزميل ضياء رشوان عليها واجب ستقوم به بتوفير كل المعلومات للمراسلين الأجانب، وقال إن الإعلاميين المصريين يخافون على بلدهم ولديهم حساسية شديدة من كل ما حدث واستهدف بلدهم، وسأل الإعلاميين الأجانب هل يمكن أن يتحمل العالم أن تتحول مصر دولة الـ١٠٠ مليون مواطن إلى دولة فاشلة تصدر ملايين اللاجئين إلى العالم؟!.
وقال إن الرسالة الحادية عشرة كانت عن نجاح مصر في المصالحة الفلسطينية، فأكد الرئيس أن مصر بذلت كل جهد لتحقيقها كبداية لمفاوضات سلام شامل عادل تحافظ على أمن المواطن الإسرائيلي، وحق وأمن المواطن الفلسطيني، لكن ذلك لم ولن يكون على حساب متر واحد من أرض مصر وأي رئيس يمكن أن يفعل ذلك عليه ترك مكانه فورا فالشعب المصري لن يقبل بذلك.
والرسالة الثانية عشرة كانت عن إيطاليا والسياحة الروسية، الرئيس أكد حرص مصر شعبا وحكومة على حل قضية ريجيني في أقرب وقت، فما يربط مصر وإيطاليا من اقتصاد لثقافة لعلاقات إنسانية كبير جدا، وعن السياحة الروسية أكد أن عودتها ليس له علاقة بملف محطة الضبعة النووية لأن مصر وقعتها منذ فترة، وهو يتفهم حرص القيادة الروسية على أمن مواطنيها، ومصر ليست متعجلة وما نفعله لتأمين المطارات هو من أجل بلدنا أولا.
وخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن منتدى شباب العالم نقل مصر نقلة كبيرة إلى الأمام، ومن مدينة السلام شرم الشيخ خرجت من مصر رسالة السلام والتعاون قوية واضحة لكل الدنيا، مصر تحدثت عن نفسها والرسالة وصلت لكل القارات وكل الشعوب، وحفل الختام الرائع لم يكن مجرد نهاية لكنه قطعا بداية وفرصة حقيقية للسلام والحوار والتعاون.
أما عبد الرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية ففي عموده "من آن لآخر" أكد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي في أحاديثه على الشفافية والصدق واطلاع المصريين على مجريات الأمور وتفاصيل ما يدور حولهم وما يتعلق بحياتهم ووطنهم لذلك أصبح متفردا في علاقته بشعبه ويحظى بثقة واحترام من قبل رؤساء وملوك وزعماء العالم لما يتمتع به خطاب مصر للعالم من صدق ومصداقية واستيعاب وفهم حقيقي لما يحدث على الساحة الدولية وطرح الوسائل والآليات للحل وتعظيم لغة التفاوض والحلول السلمية بدلا من المواجهات والنزاعات والصراعات التي لا تجني منها الشعوب والأوطان سوى الخسائر والدمار والخراب.
وقال الكاتب إن الرئيس السيسي استعرض في لقائه بوسائل الإعلام المصرية والأجنبية والعربية مواقف مصر إزاء كافة القضايا الدولية وأيضا تعرض بالتفصيل للموقف الداخلي في مصر وحسم الجدل حول العديد من القضايا والأمور التي شغلت الرأي العام وربما هناك بعضها أثار قلق المصريين خاصة فيما يتعلق بالإرهاب وسد النهضة الإثيوبي.
وأوضح أن الرئيس السيسي رد بشكل قاطع وحاسم على عدة أمور أبرزها قضية تطوير قدرات الجيش المصري وتحديثه وتزويده بأحدث منظومات القتال، فالرئيس استعرض التهديدات التي تموج بها المنطقة وما تتعرض له مصر من تحديات وتهديدات جديدة مثل الإرهاب وتوتر العديد من الدول المجاورة لحدودها وهو الأمر الذي يشكل خطورة على أمنها القومي، في نفس الوقت فإن تطوير قدرات الجيش المصري يأتي حماية للأمن القومي المصري وحدودنا في كافة الاتجاهات خاصة الغربية التي تمتد إلى ما يقرب من 1200 كيلومتر تحتاج لجهود وقدرات كبيرة لحمايتها بالإضافة إلى حدودنا مع السودان في اتجاه الجنوب بالإضافة إلى سواحلنا وحدودنا البحرية على البحر الأحمر والبحر المتوسط ومياهنا الإقليمية في الاتجاه مع غزة كل ذلك يستلزم قدرة عسكرية قادرة على المواجهة والحماية بحسم وحزم وحماية لمقدرات الشعب المصري وثرواته وأمنه واستقراره.
وأشار الكاتب إلى تناول الرئيس السيسي موقف مصر من القضية الفلسطينية.. وبأن هذا الموقف ثابت ولم ولن يتغير وإيجاد حل للمواطن الفلسطيني أن يكون له دولة وأيضا للمواطن الإسرائيلي الحق في الأمن ومن هنا جاءت جهود مصر لإجراء مصالحة مع الأطراف الفلسطينية وهي ركيزة أساسية في تحريك وإعادة مفاوضات عملية السلام.
وقال إن الرئيس السيسي كان حاسما وقاطعا ورد بشكل عبقري على ما يتم ترويجه من أكاذيب حول وجود صفقة لحل القضية الفلسطينية على حساب سيناء.. فلا يمكن لأحد أن يتصور أن يجرؤ رئيس أيا ما كان أن يتنازل عن متر واحد من أرض مصر ولا يمكن أن تحل القضية على حساب مصر ولا يستطيع الرئيس أو غيره التفريط في أرض مصرية والشعب لن يسمح بذلك ولن يظل أي رئيس في موقعه إذا فكر في هذا الأمر.
وأوضح الكاتب أن الرئيس السيسي تعرض أيضا للعلاقات المصرية ــ الأمريكية.. ووصفها بالاستراتيجية وأن هناك علاقات وتفهما من وزارة الدفاع الأمريكية لدينا علاقات قوية إدراكا لدور وأهمية مصر الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.. ومصر تعطي فرصة للآخرين. وأنها تحرص على أن تكون علاقاتها بالجميع قوية ومنفتحة وتقوم على تبادل المصالح المشتركة.
وعلاقات مصر بالجانب الروسي.. علاقات قوية أيضا ولا يوجد ربط على الإطلاق بين عدم عودة السياحة الروسية إلى مصر وبين توقيع اتفاقية محطة الضبعة وإن كانت الاتفاقية تم توقيعها بالفعل ولم يتبق سوى بعض تفاصيل مذكرات التفاهم وانتهت ولم يتبق سوى الاحتفال المراسمي فقط. وهناك عرض لإقامة منطقة صناعية روسية وأخرى صينية.
والعلاقات مع الصين أيضا.. الرئيس أكد أنها علاقات قوية وهناك شراكة مع بكين في إطار حرص مصر على توازن علاقاتها بالجميع وليس على حساب طرف آخر فلا يوجد لدينا استقطاب على الإطلاق والأحداث كانت كفيلة بتجاوز ذلك وهذه ثوابت السياسة المصرية فهناك علاقات متوازنة مع أمريكا والصين وروسيا في إطار شراكة استراتيجية شاملة.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس استعرض أهم مجالات التعاون مع الصين خاصة طريق الحرير وتم ازدواج قناة السويس لتكون مستعدة لزيادة حركة التجارة وتجنب التأخير من 13 و14 ساعة والسفن تستطيع أن تعبر على مدار الـ 24 ساعة في الاتجاهين.. فمصر هي مدخل أفريقيا الطبيعي بموقعها الجغرافي كذلك هناك علاقات متميزة بالجانب الفرنسي منذ 2014 وتشهد زخما وتطورا وتفاهما كبيرا من الجانبين ونسعى لتطويرها بشكل مستمر.
وقال إن الرئيس تناول أمن الخليج حيث أوضح أن مصر تعتبر الأمن القومي العربي والخليجي جزء لا يتجزأ من أمنها القومي وأي تهديد للخليج هو تهديد لمصر وأمن الخليج هو أمن مصر ونحن مع الأشقاء وعلى الجميع أن يتعامل معنا في هذا الإطار ويجب أن يكونوا حريصين على أمننا كما نحرص على أمنهم واستقرارهم.
وعن الإرهاب لفت الكاتب إلى تأكيدات الرئيس بأنه أخطر آفة تواجه هذا العالم وأن مصر تتحمل تكلفة باهظة لمواجهة هذا الخطر بما يفوق الحروب النظامية وأنها تخوض الحرب ضد الإرهاب نيابة عن هذا العالم وتتعامل بشرف.
وأوضح الكاتب وصف الرئيس السيسي الوضع في السعودية بأنه مطمئن ومستقر وأن هذه الإجراءات داخلية تحدث في أي دولة وأن الوضع تحت السيطرة وأعرب عن ثقته في قدرة القيادة السعودية.
وعن احتمالات نشوب حرب.. أكد أن مصر وسياستها لا تميل على الإطلاق لحل أي قضية بالحرب ولنا تجربة في ذلك.. خسائر بشرية ومادية ولها نتائج صعبة ومريرة ونفضل لغة الحوار والنقاش ومنها نجد حلولا للأزمات والمنطقة فيها ما يكفيها من اضطرابات وأزمات وأي حرب في المنطقة سوف تؤثر علينا وتمسنا وأمن الخليج بالنسبة لمصر هو خط أحمر وعلى الآخرين ألا يتدخلوا في شئوننا وعدم استخدام لغة التهديد والتصادم ذلك هو موقف مصر مما يتردد من تدخلات إيران وحزب الله واحتمالات نشوب حرب ونفي الرئيس عدم إمكانية حدوث ذلك وإمكانية تلافيه.
وأبرز الكاتب كشف الرئيس مفاجأة في حادث الواحات خاصة العملية التي نفذتها القوات المسلحة بتصفية البؤرة الإرهابية حيث تم القبض على عنصر إرهابي حي غير مصري وستعلن النتائج والاعترافات فور انتهاء منتدى شباب العالم والكشف عن جنسيته وهو الوحيد الباقي على قيد الحياة من 14 إرهابيا شاركوا في الجريمة.
الرئيس أكد على أمر غاية في الأهمية فرغم أن مصر تواجه خطة الإرهاب في سيناء إلا أن قوات "إنفاذ القانون" تحرص على التعامل بحذر مع الأبرياء ولا تستهدف الأبرياء أو الأطفال أو النساء.. فقط تتعامل مع العناصر الإرهابية ولا توجد أي تجاوزات على الإطلاق ولا تقدم القوات على مهاجمة أي بؤرة طالما هناك شك في وجود أبرياء بالمكان لا نقدم على مهاجمته وأن هناك تحسنا كبيرا للأفضل.
كما اهتم الكاتب بإبراز اهتمام الرئيس السيسي على تقديم كشف حساب لما حققه خلال فترة ولايته الأولى من إنجازات قبل إعلان الترشح من عدمه للانتخابات الرئاسية وأن الإعلان عما تحقق وبناء على استقبال المصريين لهذا الأمر سيكون القرار بشأن الترشح.. وكرر السيسي تأكيده على ضرورة أن يكون المصريون متماسكين في مواجهة تحديات ومخاطر الإرهاب.
الرئيس كشف عن تحسن في الاقتصاد وأن هناك مؤشرات ونتائج وبشائر ستظهر في القريب بعد افتتاح المشروعات مثل الصوب الزراعية التي سيكون إنتاجها للسوق المصري وأيضا المزارع الحيوانية والمزارع السمكية خلال نوفمبر وديسمبر وهذا سيؤدي إلى انخفاض الأسعار التي بدأت بالفعل في التراجع وأيضا أن الإصلاح الاقتصادي وقرار تحرير سعر الصرف يؤتي ثماره ويحقق نتائج جيدة في ظل تجاوز الاحتياطي النقدي الأجنبي لأكثر من 37 مليار دولار وتسديد المستحقات والالتزامات للشركات الأجنبية بالعملات الصعبة وتوفير وتلبية احتياجات المصريين.
وقال الكاتب إن الرئيس كان واضحا في الحديث عن ملف سد النهضة والعلاقات المصرية ــ الإثيوبية.. حيث قال إن مصر تنظر بإيجابية إلى متطلبات التنمية للأشقاء في أديس أبابا مع الوضع في الاعتبار أن المياه بالنسبة للمصريين قضية حياة أو موت ونحن نعتمد على أنفسنا وليس الآخرين في الحفاظ على أمننا القومي ولم نعتمد على السودان في ملف التفاوض حول سد النهضة.. ولسنا في عداء مع السودان وسياستنا الخارجية تتسم بكثير من الصبر والهدوء لأن ما يوجد في المنطقة من اضطرابات لا يحتاج إلى المزيد من الاضطرابات ونفضل لحل الخلافات بالحوار والهدوء.
وفي ختام مقاله أكد الكاتب أن الرئيس يهتم كثيرا بعلاقة الثقة بينه وبين المصريين ومعاناتهم خلال السنوات الماضية يشعر بها ويدركها لذلك لا يفضل أن يكون له حزب سياسي داعم له ويراهن فقط على ثقة المصريين وأنه لا يسعى لتغيير الدستور ولا يتطلع إلى التمسك بالسلطة وأشار إلى وجود أكثر من 100 حزب يمكن دمجها في 10 أحزاب قوية بأداء قوي ومختلف.