داليا عماد تكتب.. أهلاً خالد علي

مما لاشك فيه أن الديمقراطية تعني التعدد والاختلاف، إذ لا مناخ متحضر في ظل رؤية واحدة.

لا أعلم لماذا ينظر البعض لأي فرد يقرر الترشح للرئاسة على أنه قد تجاوز حدًا محرمًا، أو ارتكب جريمة تشكك في ولائه وانتمائه. فليترشح الجميع، وليختر الشعب من يريد.

يتكلم الساسة دائمًا في عجب من رؤية الغرب لوطننا العربي واتهامه دائمًا له بأنه مجتمع غير ديموقراطي، وأنه لا يشابه مجتمعاتهم في التحضر، ..وندافع بقوة وشراسة عن أنفسنا ونكيل لهم التهم بالتحيز، وسرعان ما نقع فيما نفيناه عن أنفسنا أمام أول مواجهة ديموقراطية؛ معتقدين بذلك أننا نسجل شهادة ولائنا لحاكم موجود بنزع حق الآخرين في الترشح وممارسة حقوقهم.

فلندع الجميع ممن يرى في نفسه القدرة على القيادة أن يترشح، ولنضع الشعب أمام مسئولياته التاريخية، فما مر به المصريون في آخر سبعة أعوام، أثقل وعيهم بشكل غير مسبوق، وجعلهم في مواجهة يومية مع أحداث إقليمية ودولية فرضت ظلالها الصعبة على واقع يتعايش معه المصريون بكل قوة.

لم يعد أحد يستطيع فرض رؤيته على الشعب ولا إرهابه، ولم يعد الشعب مشغولًا فقط بلقمة العيش كما هو في السابق، بل أصبح المصريون يشكلون مائة مليون سياسي، لكل منهم وجهته الخاصة وقناعاته الفكرية التى يدافع عنها، وفي ظل هذا التعدد، فمن غير المنطقي، ومن غيرالمقبول أن يمثل شخص واحد رؤية وطموح الكل.

إذًا فما الفرق في تفكيرنا نحن عن رؤية الحاكم الواحد، وتفكير الجماعة الواحدة التي ثار عليها الشعب من قبل.

فلنثق في وعي الشعب الذي اختزل كل ما مر به في رؤية جعلته أكثر حرصًا على بلده، وأعاد صياغة فكره بما يتناسب مع المرحلة التي نمر بها.

كفى دفاعا بسيف من ورق عن الرئيس، فهو لم يكلف أحدًا أن يتكلم باسمه، وكرر في أكثر من مرة أن الشعب هو من سيختار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إعلام إسرائيلي: تل أبيب تدرس الاستئناف على قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو