مشكلات مدارس «ستيم» للمتفوقين تثبت فشل تطبيق المنظومة التعليمية الجديدة التي يتحدث عنها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الفني، فكيف له أن ينجح في تطبيق منظومة تعليمية جديدة تعتمد على التكنولوجيا وبنك المعرفة والكتاب الالكتروني، وهو لا يستطيع أن يتجنب مشكلات الانترنت داخل 11 مدرسة للمتفوقين على مستوى الجمهورية؟.. كان هذه سؤال خبراء التربية والتعليم للوزير.
قالت ولية أمر طالبة بمدرسة «ستيم»، إن هناك عديدا من المشكلات بمدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، ومنها مشكلات الأكل الذي من القليل أن يكون بالشكل المناسب، بجانب الكمية القليلة والتي لا تكفي طفلا صغيرا، الأمر الذي يكلفنا أموالا كثيرة لاعتماد أبنائنا على الأكل الخارجي، موضحة أنه من المفترض أن تتكفل المدرسة بالأكل المناسب ذي القيمة الغذائية العالية.
وفيما يخص نظافة دورات المياه قالت: إن المسؤولين عن النظافة لا يقومون بعملهم إلا بأوقات متباعدة، مما يضطر الطلاب للقيام بتنظيف الحمامات.
وتابعت أن هناك مشكلة رئيسية توجد في جميع مدارس «ستيم» للمتفوقين، وهي مشكلة الانترنت، موضحة أنه في كل دور بالمدرسة هناك هول رئيسي به 2 راوتر نت، ولكن لا يلبي احتياجات العدد الكبير الموجود فكل طالب لديه «لاب توب» يستخدم في المذاكرة، فجميع دراستهم تتم من خلال الانترنت.
وأشارت إلى أنه منذ أسبوع كان هناك امتحان لم يتمكن عدد كبير من الدخول على الامتحان بسبب ضعف الانترنت، مما كان السبب في ضياع درجات ذلك الامتحان، فمن المسئول عن ذلك من يقوم بدفع فاتورة الاهمال الخاصة بالوزارة، هل يدفعها الطلاب؟ .
واختتمت كلامها بالحديث عن مشكلة تعتبرها من المشاكل الكبيرة، التي جعلت عددا كبيرا من الطلاب يبتعدون عن مدارس المتفوقين، وهي مشكلة التنسيق، لافتة أن التنسيق يعتمد على ما يسمى بالنسبة المرنة، قائلة: إن النسبة المرنة نسبة غير متكافئة بالمرة بالنسبة للثانوية العامة، فكيف نساوي ما بين المتفوقين وبين طالب الثانوية العامة العادية، بل إننا نضيق الفرصة على خريجي مدارس المتفوقين، ولا نترك أمامهم خيارا سوى كليات العلوم.
بينما قال مجدي قاسم، ولي أمر طالبين من طلاب مدارس المتفوقين بالدقهلية، إن المشكلة الأساسية تتعلق بمشكلة التنسيق، حيث صدر قرار وزاري ينظم عملية التنسيق الخاصة بمدارس المتفوقين، ويسمى نظام النسبة المرنة، مشيرا إلى أن هذا النظام به ظلم كبير جدا للطلاب، والدليل على ذلك ما يقرب من 50% من طلاب هذه المدارس في الصف الثالث قاموا بالتحويل للتعليم العام؛ بسبب تلك النسبة فهي تضيع عليهم فرصة الالتحاق بالكلية التي يرغبون فيها.
وأكد قاسم أنهم لا يعلمون كيف يتم تطبيق النسبة المرنة أو على أي أساس يتم احتسابها، فتلك معلومات لا يعطيها لهم أحد، ولكن ما يتم هو احتساب عدد الطلاب الموجودين بمدارس المتفوقين، ثم يتم تقسيمهم على طلاب القطاع، والنسبة التي تظهر تكون هي العدد الذي يؤخذ، مؤكدا أن هذا الأمر به ظلم كبير فطلاب «ستيم» لديهم أنشطة إضافية وطريق دراسة مختلفة ومشروعات، وشكل امتحاناتهم تختلف فهي تتم من خلال الانترنت ويتم تصحيحها في أمريكا، مما يجعلهم يختلفون بشكل كامل عن طلاب الثانوية العامة والذين يعتمدون على الحفظ والمناهج العادية.
إبراهيم محمد، ولي أمر أحد الطلاب بمدارس «ستيم» بالإسكندرية، يشير إلى أن مشكلة الطلاب مشكلة عامة إذ يتم اختيارهم بشكل معين من المرحلة الإعدادية، ويتم عمل اختبارات لهم من أجل الالتحاق، ثم بعد ذلك يمرون بمراحل تعليم مختلفة شكلا موضوعا عن بقية الطلاب في الثانوية العامة، ثم في نهاية الأمر تحدد لهم نسبة ضعيفة جدا في الكليات التي هم أصحاب احقية في الالتحاق بها بسبب ما تم فرضه أو تطبيقه بمسمى النسبة المرنة.
وأضاف ولي الأمر، «نحن على استعداد لعمل مناظرة أو اختبار بين طلاب مدارس المتفوقين والطلاب الأوائل في الثانوية العامة؛ ليستطيع أن يحكم عليهم، فمن حق طلاب مدارس المتفوقين حرية اختيار الكليات التي يلتحقون بها.
وأضاف محمد أن الطلاب يعانون كثيرا؛ بسبب نظام النسبة المرنة، مؤكدا أنهم لو كانوا التحقوا بالثانوية العامة لكانوا جميعا من الأوائل على مستوى الجمهورية.
من جهته قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن مدارس المتفوقين من المفترض أنها أنشئت بهدف استقبال الطلاب المتفوقين في التعليم الأساسي، لافتا أن الطلاب المتفوقين الذين تدعي الوزارة أنها ترعاهم، من المفترض أن يكون مكانهم في تلك المدارس، موضحا أن تلك المدارس لا يوجد بها مناهج أو كتب، فهي تعتمد على الدراسة من خلال المشروعات.
وأكد نور الدين أن مدارس المتفوقين في الوقت الحالي بدأت في الخروج عن الهدف الذي تم إنشاؤها من أجله، فأصبحت تأخذ مسارا غير مسارها الطبيعي فأصبح يدخلها طلاب بدون معاير، حتى أنها ارتبطت بالمجموع فقط، ولكن يجب أن يكون هناك اكتشاف فعلي للموهوبين في التعليم الأساسي، وبناء عليه يلتحقون بها، وأيضا هناك إهمال في المتابعة من قبل الوزارة، مما أدى إلى إهمال البنية التحتية لتلك المدارس، فمن المحزن أن تكون مدارس المتفوقين لدينا ينقطع عنها الكهرباء أو ينقصها المياه أو يكون بها مشاكل في الانترنت.
وأوضح معاون الوزير الأسبق، أن الحل لنعود بتلك المدارس إلى مسارها الطبيعي، يجب الالتزام في اكتشاف الموهوبين وفقا لمعاير اكتشاف الموهوبين، وأن تكون تلك المدارس عبارة عن تكملة مسار لهم، بالإضافة إلا أن الاهتمام بالبنية التحتية والتغذية والكهرباء والانترنت، فتلك المدارس تعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا، وأي تقصير في الجانب التكنولوجي بها يؤدي إلى توقف هدف المدرسة.
نقلا عن العدد الورقي