تمسكت أسرة المهندس البريطاني زاك كوكس الذي توفي قبل 10 أشهر، أثناء عمله في الإنشاءات الخاصة بمونديال 2022، بالتعرف على الحقيقة الكاملة لأسباب وفاته، الأمر الذي استجاب له الطب الشرعي في بريطانيا بعد تقدم الأسرة بطلب رسمي لعدم غلق ملف التحقيقات.
وتمسكت أسرة "كوكس" بالتعرف على الحقيقة الكاملة، في وقت تتوالي فيه التقارير الدولية التي تدين قطر لانتهاكاتها حقوق العمال خاصة في المشاريع الخاصة بمونديال 2022، الذي سجل سلسلة لا حصر لها من التجاوزات التي يدفع ثمنها المئات من العمال حتى الآن. وفى تقرير لها قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن السلطات القطرية ومقاولي البناء متعددي الجنسيات قابلوا جهود استمرت 10 أشهر لمعرفة ملابسات مقتل بريطاني أثناء بناء ملعب "خليفة" في قطر استعداد لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، بصمت مطبق، الأمر الذي أثار غضب واستياء أقاربه. وأضافت الصحيفة أن مهندس الإنشاءات زاك كوكس توفي في يناير بعد أن سقط من ارتفاع 40 مترًا عندما فشلت معدات السلامة في حمايته، وتم إبلاغ أسرته بأن تقريرا يتضمن معلومات مهمة عن ظروف وفاته أصبح متاحا الآن، ولكنه لم يقدم إليهم أو للطبيب الشرعي البريطاني الذي يحقق في وفاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب الطبيب الشرعي انتقد بشدة الطريقة، التي تم بها التعامل مع أسرة كوكس، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما فعلته وزارة الخارجية البريطانية لإجبار السلطات القطرية على شرح أسباب وفاته.
ولم تتصل الهيئة التي تشرف على كأس العالم، وهي اللجنة العليا للمشاريع والإنشاءات، أبدا بالعائلة حول الحادث، كما فشلت شركة "فايفر" الألمانية للبناء، التي تم التعاقد معها لبناء ممرات سقف في الملعب، والتي كان يعمل كوكس عليها، في نقل المعلومات والرد على رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من قبل أسرة كوكس.
كما لم تتمكن الشرطة البريطانية من الحصول على معلومات من نظام قطر القضائي، الذي وصفته الصحيفة بالغامض وغير الواضح، فضلا عن فشلها في الحصول على معلومات من مجموعة من الشركات المشاركة في العمل، بحسب الصحيفة.
وقالت إيلا جوزيف لصحيفة الجارديان: "بعد عشرة أشهر، ما زلنا لا نملك رواية رسمية حول سبب وفاة زوج شقيقتنا ومن كان مسؤولا، كما لم يقدم أي شخص أى ضمان بأن حادثا مروعا من هذا القبيل لن يحدث مرة أخرى".
وقالت فيرونيكا هاميلتون ديلى، الطبيبة الشرعية في حديثها أمام جلسة استماع مبدئية للتحقيق في برايتون: "لقد ثبت أنه من المستحيل تقريبا الحصول على المعلومات، نجد أنفسنا في وضع غير مرضٍ للغاية للجميع، وإذا كان الأمر حدث في هذا البلد (بريطانيا)، لكانت وكالات الدولة بحثت في وفاته.
وأضافت: "أفهم أنه لا توجد مثل هذه الوكالات في قطر، ولكن التحقيقات التي أجريت والمتعلقة بموت زاك ليست متاحة بالنسبة لي، يكاد يكون من المستحيل الحصول على تلك المعلومات من قطر".
وبحسب الصحيفة، قال مصدر موثوق للأسرة إن "هناك تقرير مكون من 54 صفحة يتعلق بوفاة زاك في قطر ويحاولون الحصول عليه"، فيما قالت هاملتون ديلي إن نتائج الفحص بعد الوفاة في قطر لم تقدم إلى التحقيق البريطاني على الرغم من الطلب. ووافق الطب الشرعي يوم الخميس الماضي على طلب الأسرة تأجيل إغلاق التحقيق على أمل أن يتم الكشف عن المزيد من المعلومات، وأن يتحسن مستوى التعاون. وأكدت العائلة أن أهم شيء بالنسبة لهم هو معرفة كيف توفي قريبهم والحصول على ضمانات بأن القائمين على بناء الملاعب تعلموا الدرس.
وأوضحت "الجارديان" أن وفاة كوكس ذكرت في تقرير اللجنة العليا الثاني الخاص بحقوق الإنسان، الذي نشر في يونيو الماضى، ولكن أكد القائمون على التقرير أنه لم يكشف عن تفاصيل التحقيق الكاملة بسبب استمرار تحقيقات السلطات المحلية.
ولفتت الصحيفة إلى أن كوكس كان يعمل في منصة معلقة عندما سقطت الرافعة، ورغم أن البريطاني كان مربوطا، إلا أن الحبل انقطع مما أدى إلى سقوطه وموته.
ورغم أن رافعات شركة "فايفر" تعتبر ذات جودة عالية، إلا أن بعض زملاء كوكس زعموا أنه مع تزايد الضغوط لتسريع البناء، تم استخدام رافعات أقل جودة.
وأكدت هاملتون ديلي إنها لا تحمل أي جهة مسئولية وفاة زاك. لكنها أضافت: "أن وفاة زاك تلقي الضوء على المسائل الأوسع نطاقا في أعمال البناء الجارية في كأس العالم"، لا أستطيع أن أتوقع أننا سوف نحصل على مزيد من المعلومات في السنوات المقبلة أو في أي وقت".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
