كتب: فريدة كساب ـ وفاء عبدالرازق ـ شيماء السمسار ـ اسلام بكري ـ محمد أحمد
من الصحراء وإليها يعودون، لا يعرفون الانترنت، وليس لأطفالهم حسابات على «فيسبوك»، رأس مالهم في الترحال، وقطع الصحراء ذهابا وعودة.. الحياة لديهم بسيطة، والزواج لا يعرف التعقيد؛ فـ500 جنيه تكفي لتجهيز عروس وشاب، رعي الغنم حرفتهم وجمع المحاصيل مهنتهم، هم ساكنو قرى الظهير الصحراوي بالمحافظات، آخر حصون عادات وتقاليد العرب في عصر التكنولوجيا.
رغم خصوصية وثقافة سكان البدو، إلا إنهم يشتركون في كثير من المعاناة والمشكلات مع بقية مواطني الجمهورية، فالمرض ينهشهم وقلة ذات اليد تؤرق حياتهم.«أهل مصر»، غاصت في قرى الظهير الصحراوي ولامست عن قرب مشكلاتهم وطرق حياتهم وعاداتهم وتقليدهم الراسخة، وأيضا ما يطمحون إليه من الدولة، وكشفت «أهل مصر» العالم الخفي داخل خيم البدو والعرب الرحل.. في سياق الملف التالي.ــــ سكان الظهير الصحراوي بالمنيا.. الأصل مصري والهوى ليبيينفرد سكان الظهير الصحراوي الغربي بالمنيا عن سواهم من القرى الأخرى، فالطبيعة البدوية التي تربوا عليها جعلتهم يتفردون بلهجات وملابس وعادات وتقاليد حافظوا عليها منذ القدم، حتى أصبحت لهم تراث وعقيدة لا يمكن البعد عنها في كافة منافذ الحياة.
قرى التحرير التابعة لمركز مغاغة، وعرب قرية إسمنت، وعرب قرية زاوية حاتم، التي تقع بالزمام الغربي بمركز أبو قرقاص جنوب المنيا كلها مستعمرات للبدو.
خالد محمود، أحد سكان عرب الظهير الصحراوي الغربي يقول إنه على الرغم من التطور التكنولوجي، إلا إنهم ما زلوا يتمسكون بالعادات والتقاليد العربية البدوية للعرب، والتي توارثوها عبر اللأجيال، لافتا إلى أنه ما يزال هناك زي أساسي، يرتديه الرجل البدوي يختلف تماما عن الزي العادي الذي يرتديه العامة.
"تيتال مفتاح" عاشت عمرها بأكمله بالقرب من الظهير الصحراوي الغربي، قالت «والدي ووالدتي سمياني بهذا الاسم العربي الليبي؛ نظرا لارتباطنا الكبير بالعرب اللبييين، حتى وصلت المحبة بينا وبينهم إلى التزاوج فيما بيننا».
انشغلت «سعادت غنام»، في إعادة قطيع الغنم الخاص بها إلى مساره على الطريق، وقالت وهي تهش على غنمها: "نختلف في العادات والتقاليد عن غيرنا من المواطنين، خاصة في الأفراح والتي تبدأ بتجهيز العروس وحنائها، ومن ثم إقامة حلقات الأفراح والتي تجامل فيها احدى السيدات جيرانها من العرب بالرقص، فيما ينضم الرجال في حلقات دائرية ويتغنون بالأغاني البدوية ويصفقون على أشهر الأغاني من بينها أغنية "أهو جي الحوش ضوي" .
وعن اختلاف اللهجة العربية البدوية يقول أبو عمران سعدي، أحد سكان قرى الظهير الصحراوي الغربي: إن لهجتهم مختلفة تماما عن اللهجة المصرية فهي لهجة عربية تميل إلى الليبية، بسبب علاقات النسب التي تربط الليبيين بأهالي الصحراوي الغربي في مصر.
سعدي كشف أنهم كعربان يقبلون الزواج من عربي مصري وعربي ليبي ولا يقبلون الزواج من الفلاحين أو ممن يعملون في الأراضي الزراعة، ولفت أن محافظة المنيا شهدت في السابق مقتل رجل تزوج من فتاة ليبية ".
واستكمل :"إننا مازلنا نحتكم إلى المحاكمات العرفية بيننا وبين القبائل الأخرى، وهي أفضل بكثير من اللجوء إلى المحاكم في النزاعات".
ـــ محاربو الصحراء.. حكايات من مغارات أسوانعرفت قبيلتي العبابدة والبشارية باسم (البجة) ويتحدثون (الرطانة) ويبلغ عددهم نحو 99 ملايين نسمة من سكان مصر ويحرصون على الترابط والتواصل بينهما البعض فى العادات والتقاليد المختلفة ويطلق علي القبيلتين محاربى الصحراء، لأنهم كانوا فرسان بطبيعة حياتهم الصحراوية الشاقة التى عودتهم على المبارزات والقتال.
وتمتاز القبيلتين بارتداء زي فضفاض خاص بهما يتمثل فى "البوجه" و"السراويل" و"العراقى" و"السديرى" و"الشقة" وهى قطعة قماش كبيرة تلف على رقبة الشخص وصدره بالتصلب، وعندما ينام يتغطى بها ويبلغ طولها 7 أمتار أحياناً.
وتمتد قبيلة العبابدة إلى الصحابى الجليل الزبير بن العوام ابن عمة رسول الله وحواريه، وتعيش هذه القبيلة جنباً لجنب قبيلة البشارية بالصحراء الشرقية فى جنوب مصر ما بين محافظتى أسوان والبحر الأحمر وتمتد حتى شمال شرق السودان، والعبابدة والبشارية أبناء عمومة تجمعهم الانساب والعادات والتقاليد فهي قبائل اشتهرت برعي الإبل والأغنام وتجمع الأعشاب الطبية فى الصحراء.
ويختار أبناء القبيلتين توقيت العرس ليكون خلال الأيام القمرية للشهور العربية وهى 13 و14 و15 وحينها يكون البدر قد اكتمل ومدة الاحتفال بالعرس 7 ليال تبدأ بـ"الشيلة" وفيها تحمل كل قبيلة أمتعتها وهدايا الفرح لتسافر به إلى العرس وعادة ما تكون روائح وحنة سودانية وغيرها من مستلزمات الفرح.
وقديماً كانت تذبح الولائم لمعازيم الفرح وأحياناً تصل إلى 40 شاه، وتتخلل أيام الاحتفال مبارزات بالسيوف وسباقات هجن بالجمال ورمى الرماح .
ويشارك أبناء العبابدة والبشارية في الأفراح وليال السمر والمناسبات الأغانى والطرب علي ألة "الطمبورة ورقص الكف ويرقصون الـ"تربلة" وهى عبارة عن رقصة بالسيف والدرع الذى يسمى بـ"الدركة" وخلال هذه الرقصة أيضاً يقف مجموعتان من الشباب ويدخلان فى تحدٍ عن طريق الضرب بالكرابيج ويقف الشاب الذى يستعد للضرب على أطراف أصابع إحدى قدميه وتكون الأخرى معلقة بجوار ركبته ويضع طاقيته البيضاء على رأسه وعندما يضرب يقاس درجة تحمله ودرجة ثباته وعندما يهتز تقع من رأسه الطاقية.
ومن أشهر المأكولات والمشروبات عند القبيلتين والتي تأتى بها قوافل الجمال من الصحراء الشرقية "الحرجل والحلف بر والدمسيسا والعراديب" و"الجبنة" بفتح الجيم والباء، وهى القهوة وتحضر عن طريق وضع القلاية الفخارية ويوضع فيها البن الأخضر ثم توضع على الفحم حتى يتم تحميصه ويدق بالهون الفخارى، ثم يحضر الجنزبيل المطحون بالحبهان وتحضر بذلك الجبنة.
ومن أشهر الأكلات "السلات" العصيدة وهي عبارة عن دقيق وماء كما يقوموا بخبز العيش حيث يقوموا بدفن الخبز بعد عجنه في الرمل ويوضع فوق الرمل الفحم المشتعل لمدة 10 دقائق ويقوموا بعدها بإخراج الخبز ويكون بدون أي رمل، و"السلات "وهو يتم تجهيزه بعد الذبح والسلخ وشي اللحم علي الزلط بعد إشعال الحطب تحته ويطلقون عليه "السالات"والباقي يقوموا بتشريطه وتعليقه في الشمس لكي تكون صالحة لمدة 4 أيام .
ويقول الشيخ عوض هدل رئيس جمعية العبابدة والبشارية "يعيش أبناء القبيلتين حتى الآن بدون أوراق رسمية فهناك من يولد ولم يسجل وكذلك والوفيات، نظراً لمعاناتهم في استخراج هذه الأوراق كبطاقة الرقم القومى وشهادات الميلاد والوفاة ووثائق الزواج وغير ذلك، وتقع معظم هذه المشاكل لأبناء الصحراء من قاطنى منطقة وادى علاقى وما حولها نظراً لبعد المسافة بينها وبين أسوان لنحو 250 كيلو متراً، و400 كيلو متراً لبعض الوديان الصحراوية التى يسكنها بعض القبائل".
وتابع "هدل"، بأن أبناء العبابدة والبشارية محرومون من الخدمات الصحية فالسيدة الحامل قد تموت فى الطريق قبل أن تصل للمستشفى للولادة، وبالكاد تم إنشاء وحدة صحية بالعلاقى ولكن ينقصها فى كثير من الأحيان توافر الأمصال، وهو أمر مهم نظراً لانتشار الثعابين والعقارب.تتمتع قبيلتي العبابدة والبشارية بمهارة اقتفاء الاثر لدرجة انهم يعرفون اثر الرجل من المرأة من المرأة الحامل واثر الصبي من الشيخ ومن يحمل ثقلا من من لا يحمل شيئا كما يميزون بين اثر المريض من المعافي كما يعرفون اثر من بلغ به الجوع والعطش فيتمكنوا من ادراكه قبل أن يهلك.ــــ رحالة الغربية.. بناتهن أشد عودا.. وغرفة نوم العريس مخدة وبطانيةمنذ الولادة تفتحت عيونهم على الخيام، توسدوا الأرض والتحفوا السماء، العام بالنسبة لهم ما هو إلا مواسم ومحاصيل الشتاء بصل، والصيف قطن أما الربيع، فخضراوات، أما الترف، فلا يجد لهم طريقا ولا مأوى.تقاسى النساء كالرجال تحت حرارة الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارص، على الرغم من كل ذلك يعشقون مهنتهم، الرعي .ترجع أصولهم لفلسطين وشبه الجزيرة العربية، نزحوا إلى مصر بعد 19488، ليمتهنوا ما تعلموه في بلادهم لتتوارثه الأجيال على مدار عشرات السنوات.يظهر هؤلاء الضيوف على أراضى محافظة الغربية من حين لآخر على حسب المواسم، حاملين منازلهم على ظهور الجمال ومنهم من لا يملك جمالا فينقلها على عربات الكارو.«نحن العرب الرحالة نتفرع من سبع بطون، كل منا يعرف الآخر، أبناء عمومتنا فى شتى محافظات الجمهورية، نجتمع كل عام 3 أيام، بمكان مخصص بمدينة كفر الشيخ، نتزاور، ونزوج أبناءنا وبناتنا،.. من عاداتنا لا يدخل بيننا نسب غريب».. هكذا استهل سويلم الرواشدة،54 عاما، حديثه.وأضاف أنهم يواجهون الكثير من المصاعب فيما يتعلق برعي مواشيهم؛ أولها ارتفاع إيجارات الأراضي الزراعية وقلة المراعى الطبيعية؛ بسبب زحف العمران على الأراضي، وأيضاً ارتفاع أسعار العلف والأغنام وعزوف الكثيرين عن شراء الماعز والخراف، «كما كنا نرعى بعض الأغنام للفلاحين مقابل بعض الجنيهات لكن الأمر اختلف الآن» .يسترسل رواشدة «أغنامنا وماشيتنا تسعى بالأراضي لتأكل بقايا المحاصيل الموجودة في الأراضي كعيدان الحطب والقش والقطن، لكن إذا لم ننتبه لها قد تتلف بعض الأراضي المجاورة، لذلك يجب أن نفهم القطيع ونتواصل معه بالحركة والإشارة، حتى أن أحد الفلاحين مازحني قائلا: انتوا رابطين الفراخ والغنم بحبل من رجليها دى بتنادي عليها ترجع.وأشار:يومنا يبدأ من شروق الشمس وينتهي بغروبها، ومن بعدها تبدأ جلساتنا سوياً لحراسة القطيع بينما النساء والأطفال تجلس في الخيام .يكمل الرواشدة الحديث نختلف نحن العرب عن الحضر فى الكثير، نأكل من الطبيعة، تطبخ النساء على "كانون الفحم" ، نمتثل لكلمة شيخنا، كل رجلينفصل بعد الزواج عن أبيه، ويبدأ رحلة ترحاله بمفرده، يكبر أولاده ليكون تجمعات أخرى ويزوج أولاده وأحفاده"."صباح"، زوجة سويلم سليم، كانت تقف من بعيد ترتدي جلبابًا زاهي الألوان قالت: "نحن النساء من نحمل رأس مال الرجل، الزواج فى الأعراب من أسهل وأقل المواسم تكلفة، فالبيت لا يتعدى ثمة الـ500 جنيه، حيث تشترى أم العريس قماش الخيمة تحيكه هي وأخوات العريس وتجمع أعمدة الخيمة"، وأشارت إلى خيمة مزركشة قائلة "تلك خيمتي زينتها بيدي"؛ لأنى وزوجي أولاد عمومه فشاركت أخواته في صنعها" .وأكملت ضاحكة "أوضة النوم فى بيت العرب مخدة وبطانية والسفرة طبلية والدولاب سرة نحملها على ظهورنا أينما ذهبنا والطشت والترعة هي الغسالة".نحن أشد عودا من سيدات الحضر "نسرح بالغنم"، ونربي الأطفال وننظف الخيام صيف شتاء.. لا نكل ولا نمل من مهنة أبائنا وأجدادنا، فالرعي مهنة الأنبياء والرسل.ـــ قري العقارب والثعابين في قنابين الصخور والجبال، يأخذك طريق متهالك أسفل درب رملي تتناثرعلي جانبيه الأحجار، ليصل بك المطاف إلى منازل متهالكة بسيطة البنيان، يقطن بها أناس يبحثون عن أبسط حقوقهم في الحياة، فهم يعيشون حياةً قاسية في ظلام دامس، دون مياه، وبلا كهرباء وافتقاد الخدمات الأساسية التى يتمناها أي إنسان لكي يعيش .. أنت الآن في قرية "نجع التحرير" التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا.القرية التى تسمي بـ"نجع التحرير" لكن مواطنوها يعرفون أنها اسم على غير مسمى؛ بسبب أنها لم تتحرر من مشاكلها التى تعاني منها منذ قرابة 10 سنوات حتى الآن، فالجميع هنا يعيش دون الخدمات الأساسية للحياة، ما جعلهم فريسة للعقارب والثعابين ليلا .محمود إبراهيم سيد، 30 عاماً، يقول إن جميع أهالى القرية الـ 500 ليس بينهم موظف واحد، لافتا أن الجميع يعمل بالأجرة، وعلى الرغم من ذلك لم تتركهم الحكومة لكي يحصلوا على أبسط حقوقهم فتغيب عنهم جميع الخدمات الأساسية والفرعية، فالاهالى يعيشون دون أي خدمات أو رؤية أي مسئول طوال حياتهم.ويضيف أن أهالى القرية يقطعون قرابة 5 كيلومترات بـ"الحمير" لتعبئة مياه الشرب من الآبار الارتوازية وحملها على "الحمير" والحيوانات؛ من أجل أن يصلوت إلى قريتهم الواقعة أسفل هضبة جبلية، فضلاً عن استخدامهم لأطفالهم الذين يقطعون الكيلو مترات سيراً على الأقدام من أجل تعبئة جراكن المياه التى أصابت عديدا من أهالى القرية بالأمراض الوبائية مثل "الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية."ارحمونا مفيش أي حياة.. إحنا ميتين مش على خريطة الحياة من الأساس" صرخة دوت من صدر الشاب، عسى أن تصل لآذان المسؤولين.الوضع في قرى أبو دياب والحاج سلام فرشوط والنواهض وكرم عمران والعقب، والتى تعتبر ضمن قري الظهير الصحراوي، لا يختلف الحال بهم عن نجع التحرير، فهي قرى بعيدة تمام البعد عن الخدمات والمرافق.ـــ قرى ظهير بني سويف تنتظر المرافق منذ 10 سنواتفى مايو 2015 أعلنت الدولة عن مشروع قرى "الظهير الصحراوي" الذى يقوم على فكرة تخصيص المساحات الشاسعة من الظهير الصحراوى لمراكز المحافظات وتحويلها إلى قرى جديدة يستفيد منها الشباب، بعد منحهم منزلاً مساحته 150 مترا، منها 63 متر صافى مساحة الوحدة السكنية والباقى فناء خارجيا وسورا، حيث تتضمن الوحدة غرفتين وصالة، علاوة على حمام ومطبخ، فضلاً عن قطعة أرض تقارب الخمسة أفدنة زراعية مقابل مبلغ خمسة آلاف جنيه، من خلال قرعة اختارت سعداء الحظ حينذاك .وكان نصيب محافظة بني سويف، من مقترح المشروع 320 وحدة سكنية موزعة على مراكز المحافظة، بنحو 100 وحدة فى قرية سمسطا الجديدة، و 100 وحدة فى قرية الشروق بمركز الفشن، و66 وحدة بقرية إدراسيا بمركز إهناسيا، و54 وحدة بقرية شروق مركز ببا، تم تسليمها لـ320 من شباب قرى المراكز بعد سداد الـ5 آلاف جنيه بالوحدات المحلية، واستلموها فى عام 2007م.وبعد مرور ما يقارب من 10 أعوام تبدو القرى وكأنها اجتاحتها السيول، وأخفت معالمها رمال الصحراء، فعلى الرغم من ملايين الجنيهات التى أنفقتها الدولة على تلك القرى، وتوفير جميع المرافق والخدمات بها من مدارس ومجمعات للأسواق ووحدات صحية ومخابز، وغيرها من الخدمات، إلا أن سوء التخطيط وبعد هذه القرى عن العمران، وعدم وجود مصدر دخل لقاطنى هذه القرى كان وراء هروب حاجزى تلك الوحدات من العيش فيها، وتركها لتسكنها الأشباح ولتكون مأوى لقاطعى الطرق والمجرمين الفارين من القانون، بعد نهب أبواب ونوافذ الوحدات السكنية.يقول محمد عبدالرؤف، أحد المستفيدين من المشروع، إن مشكلة بعد هذه القرى عن العمران وافتقادها للأمن والأمان، لم تكن هى المشكلة الوحيدة، بل الأراضى التى خصصت للشباب بالقرب من هذه القرى كان بها العديد من المشاكل، منها عدم صلاحية هذه الأراضى للزراعة، فهى تحتاج إلى عشرات الآلاف من الجنيهات لتسويتها وتهيئتها للزراعة.يشير مصطفى عباس، أحد الفائزين بالقرعة إلى إن قرية سمسطا الجديدة فى الظهير الصحراوي لقرية مازورة والتى تبعد أكثر من 25 كيلومترا غرب مدينة سمسطا، ما هى إلا ديكور فقط، وتسلمت ومعى أكثر من 100 شاب أول يونيو 2009 منازل ريفية نظام الطابق الواحد سلمها لنا حسنى مبارك.وأضاف أيمن سعداوى، عامل، أن محافظ بني سويف الأسبق الدكتور عزت عبد الله، سلمهم المنازل ووعدهم بتسليم كل شاب خمسة أفدنة ضمن برنامج الرئيس الانتخابى، كمصدر رزق لهم وضمان عدم ترك المنازل والاستغناء عنها؛ نظرا لوجودها فى الصحراء، ولكن لم يتحقق الحلم وسكنت الغربان القرية بالكامل.نقلا عن العدد الورقي.