كشفت شبكة بلومبرج الأمريكية عن مسؤول سعودي قوله إن الملك سلمان بن عبد العزيز لن يتخلى عن العرش لنجله ولي العهد محمد بن سلمان، مستشهدًا بمثال الملك فهد الذي ظل ملك للمملكة حتى وفاته رغم مرضه الشديد.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، وفقاً لبلومبرج لا يخطط الملك سلمان للتنازل عن منصبه لنجله.
ورفض المسؤول السعودي تكهنات متزايدة مضمونها أن بن سلمان سيتبوأ على عرش المملكة في القريب العاجل.
وفسر ذلك قائلاً لا يوجد أي احتمال لحدوث ذلك، ملوك السعودية عادة يبقون في السلطة حتى إذا كانت حالتهم الصحية تمنعهم من تنفيذ وظيفتهم.
وضرب المسؤول السعودي مثالًا بالملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي مكث في منصبه حتى وفاته عام 2005 بالرغم من وضعه الصحي شديد الخطورة خلال السنوات الأخيرة من حكمه، وكان ولي العهد حينها عبد الله بن عبد العزيز يقوم بإدارة شؤون السعودية، ثم أصبح عاهلًا بعد وفاة شقيقه.
ومضى يقول تنازل الملك سلمان،عن الحكم غير وارد خاصة وأنه يستمتع بوضع صحي نموذجي ويحتفظ بكامل قواه الذهنية.
وكان الملك سلمان قد همش بالفعل العديد من الأمراء في مرحلة صعود نجله محمد بن سلمان الذي عينه وليًا للعهد في يونيو بدلًا من ابن عمه محمد بن نايف في يونيو الماضي.
الأسبوع الماضي، جرى إقصاء الأمير متعب بن عبد الله من منصبه كقائد للحرس الوطني في إطار جزء من حملة كبيرة وصفتها السلطات السعودية بأنها تستهدف "مكافحة الفساد"، مما عزز توقعات مضمونها أن محمد بن سلمان سيصبح ملكًا في القريب العاجل.
من جانبه، قال جراهام جريفيث، المحلل بمؤسسة "كونترول ريسكس" الاستشارية التي يقع مقرها في دبي ستجد الحكومة السعودية صعوبة في النفي المقنع لهذا التوقع، ولا يتوقع أحد منها أن تعترف بهذا الاحتمال قبل حدوثه.
ولفتت بلومبرج إلى واقعة سابقة شهدت تنحيا لملك سعودي عن عرشه أثناء حياته، حين تنازل الملك سعود بن عبد العزيز عن منصبه لشقيقه وولي عهد حينها الأمير فيصل في منتصف الستينيات من القرن الماضي إثر ضغوط من أعضاء العائلة المالكة.
وكان فيصل في ذلك الوقت قد تقلد سلطات كبيرة لمجابهة الأزمة الاقتصادية التي ضربت المملكة السعودية في ذلك الوقت.
ويتحكم الأمير محمد بن سلمان بالفعل على كافة مفاصل الحكومة، حيث يشرف على الدفاع والنفط والسياسات الاقتصادية.
واختتم جريفيث قائلًا رغم أن كافة العلامات الآن تشير إلى أن عملية خلافة منظمة ستحدث في غضون سنوات قليلة، لكن مشاعر السخط تجاه برنامج الإصلاح والسياسة الخارجية للأمير محمد بن سلمان قد تزيد من رغبة العائلة في تحديه.
بالإضافة إلي ذلك، تعهد بن سلمان بوضع نهاية لإعتماد المملكة المطلق على النفط، وكذلك العودة إلى ما وصفه بـ "الإسلام المعتدل".