خلف المدرجات، وفي الممرات والأزقة وراء الجدران،.. ومن وراء الأشجار يموج عالم خفي في رحاب الجامعات المصرية.. عالم مسكوت عنه، بعيدًا عن طلب العلم وطلابه المتفوقين والجادين، قصد آخرون الجامعة لأشياء أخرى في نفوسهم؛ لممارسة التسكع والاستمتاع بإقامة علاقات مع زميلاتهم، وتبادل الأشواق الساخنة، وفي أماكن عرفت كملتقى للعشاق في كل جامعة، وبعيدا عن «طلاب الغرام»، ترزح الجامعات في جملة من المخالفات ومشاهد الإهمال والتسيب والفوضى والانفلات ـ إن جاز التعبيرـ ، كل ذلك رصدناه في سياق الملف التالي..ـــ غرام وقبلات.. فضائح بالجملة في جامعة الفيوميبدو أن شباب الجامعات لا يستطيع أحد هزيمته في ابتكار طرق جديدة للتعبير عن رأيهم، فبعد إصدار قانون التظاهر الذي منع الكثير من التعبير عن آرائهم، لم يتوقفوا عن كتابة الشعارات التي انتقلت من الجدران إلى داخل الحمامات والمراحيض داخل الحرم الجامعي بل وسلالم وجدران الكليات.إذا هممت للدخول إلى أي مبنى إلى داخل كلية أو حمام تجد الشعارات السياسية والتعبيرات التي تحمل السخرية من الحكومة الحالية أو خصومها من "الإخوان المسلمين" أو تنديدا بشعارات الانتفاضة لغزة وفلسطين، دون تفريق بين أحد، فالجميع يناله النقد والعبارات “الخادشة” في كثير من الأحيان.هناك العديد من السلبيات التي لا يمكن أن تغفلها وخاصة في الحمامات و"شارع الحب" داخل جامعة الفيوم مع بداية العام الدراسي الجديد، وأيضا استكمال مسيرة الأعوام الماضية للطلاب على عاداتهم السلبية والتي تؤخذ بعن الاعتبار دون أن يدرك مسئول داخل الجامعة هذه السلبيات وعلى سبيل المثال منها كلية الآداب .رصدت عدسة« أهل مصر » العديد من السلبيات داخل الحمامات الخاصة بالطالبات فبدلا من مشاهدة علاقة الفتيات بأدوات التجميل والمرايات داخل حمامات الكليات، تجد أشد العبارات السياسية المناهضة للنظام ومنها بألفاظ أباحية غير لائقة، أبيات من الشعر الرثاء السياسي بالإضافة إلى عبارات "غزة وفلسطين" وحلب تنتفض وسوريا في القلب !! ناهيك عن قلوب الحب أيضا!ومن بين العبارات المكتوبة على أبواب الحمامات، كتبت إحداهما قائلة:” أحنا عبيد ولا أنتو أسياد وأنت كانت 25 يناير بالنسبالكو نكسة المرادية هنخليها "حداد"، وأخرى "مش ناسيينك يا فلسطين هنحرر مصر وليكي راجعين"، ويقوم بتعبير الهاشتاج المعروف عن فلسطين في عهد 30 يونيو وقتئذ .تقول "نهي ع ال"، طالبة، إنه برغم كبر مساحة مبنى كلية الآداب، إلا أن هناك اهمالا من نوع ما داخل الحمامات الخاصة بالطالبات وتراكم للقمامة وعدم صيانة العديد من صنابير المياه والأبواب المتهالكة، فضلا عن سوء معاملة عاملات النظافة بكل طابق واستخدامهم لـلفاظ الشارع الاعتيادية.وفي ذات السياق لا يقتصر الأمر على كلية الآداب فالأمر أكثر مأساوية بكلية التربية النوعية، التي تعاني من طفح الصرف الصحي، وتراكم القمامة وعدم النظافة داخل القاعات، حيث تعد كلية التربية من اقدم الكليات التي نشأت بجامعة الفيوم ويتعدى عمرها الـ50 عاما وبها أقسام عدة .اشتكت " حسناء أحمد، بالفرقة الرابعة بكلية التربية النوعية من تهالك المقاعد والمدرجات والتي تمت صيانتها قبيل الدراسة بساعات، لافتة إلى تجاهل الكلية لصيانة الكهرباء داخل القاعات والمدرجات، وعدم وجود مراوح معلقة أو مبردات ومكيفات؛ نظرا لكثرة عدد الطلاب داخل الأماكن المغلقة لفترات طويلة ما يسبب في انتشار الميكروبات والبكتيريا نتيجة نقص التهوية .وأشارت رباب مرسى، طالبة بكلية التربية النوعية إلى أن مدخل الكلية والبوابة الرئيسية تغرق في الصرف الصحي، مما يعرقل حركة السير للطلاب وصعوبة الخروج والدخول للكلية، مستنكرة تجاهل جامعة الفيوم وادارة الكلية لهذا المنظر غير الحضاري، وعدم حل تلك الأزمة المعتادة من كل عام مع حلول فصل الشتاء من كل عام .جنينة العشاق
رغم كثرة الكاميرات داخل لجامعة إلا أن هناك "جنينة" يطلق عليها شارع العشاق لطلاب الجامعة " أصبحت رمزًا لـ "الحبيبة"، وهي بمقابل قبة الجامعة مقر " رئيس الجامعة "والتي تتوسط الجامعة ويحيط بها مبنى كلية الخدمة الاجتماعية ومبنى الشئون الطلابية ومبنى تحت الانشاء، حيث تجد بجامعة الفيوم سلما أو معدية على مساحة كبيرة مخصصة لمرور كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنها تحولت فجأة لملتقى للعاشقين، وأطلق عليها شارع الحب، حيث يكتظ ويختلى فيها الأحبة آخر اليوم الدراسي للتعبير عن مشاعرهم ، كذلك الجنينة التي يتوسطها شارع الحب ، تشاهدها من الخارج على شكل حلقات كثنائي من الحبيبة على مرأى الجميع.بالإضافة إلى الأماكن القديمة والشهيرة للحب بالجامعة والتي ورد بها عدة مقابلات غرامية تتعدى المشاعر وتصل لمرحلة " القبلات" وتقع خلف كلية الخدمة الاجتماعية حيث الفراغ الشاسع، بالاضافة إلى مكان آخر ويعد شارع الحب الثاني وهو بمحيط كلية دار العلوم، حيث توجد العديد من الأزقة المخفية التي يستهويها الكثير من الطلاب بعيدا عن الأعين.ـــ الكلاب تزاحم الطلاب في جامعة جنوب الوادي
تنتشر داخل جامعة جنوب الوادي في محافظة قنا، العديد من المخالفات، والتى يعد من أبرزها انتشار القمامة والكلاب الضالة داخل أروقة الجامعة ، بدءا من أسوار الجامعة، ووصولاً إلى مختلف الكليات، وذلك وسط شكاوى العديد من الطلبة والطالبات.القمامةيقول محمد دكروني، 24 عاماً، طالب في كلية الاداب بجامعة جنوب الوادي بقنا، إن القمامة تنتشر داخل أروقة الجامعة بشكل كثيف جدا، حيث القمامة تتسبب في انتشار الذباب والحشرات الطائرة والروائح الكريهة.ويضيف دكروني في حديثه لـ"اهل مصر" أن القمامة منتشرة بشكل كبير في الجامعة، فلا يوجد أي عمال نظافة يقومون بإزالة تلك المخلفات والقمامة، فضلاً عن انتشار الحيوانات الضالة المختلفة، وذلك دون ردع من إدارة الجامعة.شكاوى
يؤكد طلاب الجامعة في العديد من الكليات، خاصةً كلية الطب البيطري وكلية الاداب، أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى لإدارة الجامعة والمسؤولين بداخلها؛ بسبب تلك المخلفات والقمامة المنتشرة لكن دون رد أو محاولة حيال تلك المشكلات التى يعاني منها الطلبة والطالبات.كلاب ضالة
ولفت إبراهيم.ت، بنفس الكلية، أن هناك انتشارا وتزايدا أعداد الكلاب الضالة داخل الجامعة، بداية من كلية الآداب، مرورا بكليات التجارة والحقوق، والتى تثير الرعب بين الطلاب، خاصةً أن القمامة أيضاً لها دور في جلب الكلاب.وقال محمود زيدان، أحد الطلاب، إن الكلاب الضالة منتشرة بصورة متكررة داخل جامعة جنوب الوادى، وأعدادها أصبحت فى زيادة نتيجة إلقاء بعض بقايا الطعام وبعض مخلفات القمامة، وعدم تنظيف محيط الكليات، ما يعرض حياة الطلاب للخطر.وعلق على طه، طالب بكلية تجارة، أنه يجب أن يكون هناك حملة لمنع دخول الكلاب إلى الجامعة، وأن يكون هناك نظافة بصورة منتظمة؛ حتى لا تعود الكلاب للحرم الجامعى.وقالت ندى محمد، إن الجامعة يوجد بها أكثر من 100 كلب يهددون الطلاب أثناء الخروج والدخول، ويجب أن يكون هناك حل لمشكلة انتشار الكلاب بجامعة جنوب الوادى.ـــ الفنون الجميلة بالإسكندرية آيلة للسقوط
ما زالت معاناة طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية مستمرة رغم الاستغاثات المتكررة للطلاب؛ بسبب إهمالها وتهالك جدرانها، وانهيار العديد من المباني، كما احتلت الحشرات النصيب الأكبر فيها، وليس الفن والإبداع، فلم يكن لها حظا وافرا من اسمها.انتشار القمامة في أرجائها.. فئران وحشرات طائرة.. أعمال فنية للطلاب ملقاة إلى جانب صناديق القمامة، ودورات مياه غير مناسبة للاستخدام الآدمي .. هكذا تحول المشهد العام للكلية، الأمر الذي دفع طلاب الكلية إلى تدشين حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت عنوان "انقذوا الفنون الجميلة"، مؤكدين تعرض العديد من الطلاب للإصابة بأمراض بالجهاز التنفسى؛ بسبب الروائح المنتشرة بالكلية.وأوضح الطلاب أن الكلية وعدتهم أكثر من مرة برش المدرجات لقتل هذه الحشرات، ولكن هذه الوعود لم تنفذ، موضحين أن الأتيليهات غير مجهزة للمحاضرات والسكاشن فضلا عن الروائح الكريهة للغاية، ولا يوجد قاعات فيها مدرج للجلوس عليه، مما يضطرهم للجلوس داخل منافذ القاعة لسيتطيعوا رؤية الأستاذ خلال الشرح، غير أن الأساتذة يستعيرون جهاز الـ"داتا شو" من كلية أخرى لعدم وجود هذا الجهاز بالكلية.وأضاف طلاب الكلية خاصة قسمي "النحت والعمارة" أنهم يواجهون مشاكل عديدة بسبب تهالك المباني، الأمر الذي يضطرهم في الكثير من الأحيان إلى تلقي محاضراتهم بمباني كليتي الزراعة والاقتصاد والعلوم السياسية، لتوقع انهيار مباني الكلية في أي وقت، بل ووصل الأمر إلى استبدال الكافيتريا كمرسم أو أتيليه لحفظ رسومات ومنحوتات الطلاب، ويُسبب ذلك تعرض أعمالهم الفنية للضرر بسبب العوامل الجوية لوضعها في الفناء، وكذلك تكسيرها بسبب دخول أي مار بجانب الكافيتريا.وأشار الطلاب إلى أن تلك المشكلة تعود إلى 5 سنوات مضت، وبدأوا في الترميم بالفعل منذ سنتين، ولكن توقف الأمر وتركوه بالأعمدة فقط، كما أن مبنى جداري بقسم التصوير مغلق منذ سنة، ولا يُدرس بداخله، مؤكدين أنه ليس هناك أي رد فعل من جانب الأساتذة، بل يتأقلمون مع الوضع الحالي، لافتين إلى أن العميد مؤخرًا قال إنه سيتم تبليغ إدارة الجامعة، معلقًا السبب على عدم وجود ميزانية كافية للترميم.كما تقدم العشرات من طلاب الكلية بشكوى لإدارة الكلية يطالبونها بالاهتمام بالكلية والمنظر العام، وأعمال النظافة، إلا أنه دون جدوي.على الجانب الآخر، أطلق مجموعة من طلاب قسم الديكور بالكلية مبادرة لتجميل الكلية وجدرانها الخارجية والداخلية وقاعات المحاضرات بقيادة رئيس القسم الدكتور حسن الفيداوي، وسعى الطلاب إلى جعل قاعات الدراسة مناسبة وملائمة وتساعد الطلاب على الفن والإبداع، خاصة بعد تدهور حال المباني الإنشائية؛ لعدم تطويرها منذ سنوات.وأوضح الدكتورالفيداوي أن مباني كلية فنون جميلة هي مبان رمزية وذات تاريخ، ولابد من الاهتمام بها وتجميلها، وعدم تركها للإهمال، مشيرا إلى أنه أطلق مبادرة على جميع السكندريين لمساعدتهم في تجميل قاعات الدرس والأتيليه، مؤكدًا مشاركة الطلاب وأولياء أمورهم وأشقاؤهم الصغار وطلاب بالهندسة والتجارة وآخرين من محافظات أخرى.وأضاف ، أن المبادرة لقت قبولا جماهيريا كبيرا على مستوى المدينة والكليات، وشارك الجميع بتبرعات عينية، لتجميل الأتيليه، وقاعات المحاضرات ورسم الجدران بأفكار إبداعية وعلى مستوى عالمي باللون الأبيض والأسود، بصمات فنية حقيقة خارجة من القلب وبروح المشاركة والعمل الإيجابي، مشيرا إلى أنه سيطلق مبادرة أخرى عن النظافة وذلك بمشاركة الطلاب.نقلا عن العدد الورقي.