استحوذ الشأن المحلي على عناوين وموضوعات الصحف المصرية الصادرة اليوم، الثلاثاء، وتنوعت اهتمامات الصحف بين القضايا السياسية والاقتصادية.
وأبرزت صحف " الأهرام " و" الأخبار " و"الجمهورية "، تشديد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس على ضرورة العمل على وضع ما تم التوصل إليه من توصيات في ختام منتدى شباب العالم قيد التنفيذ، فضلًا عن المتابعة الدورية والمستمرة لتنفيذ القرارات والتكليفات التي صدرت للحكومة والجهات المعنية بالدولة في ختام أعمال المنتدى، بهدف استغلال الطاقات الكامنة في الشباب والاعتماد عليهم في مختلف المجالات، وذلك خلال اجتماعه برئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزراء الداخلية، والعدل، والمالية، والتموين والتجارة الداخلية، بالإضافة إلى رئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية.
وفي هذا الصدد نقلت الصحف تصريحا للسفير بسام راضى المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، قال فيه إن الاجتماع شهد استعراض نتائج وتوصيات منتدى شباب العالم الذي عُقد بمدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضي.
وفيما يتعلق بالشق الخدمي، أوضح المتحدث الرسمي أن الاجتماع استعرض إجراءات الحكومة لتوفير السلع الأساسية بكميات وأسعار مناسبة في مختلف محافظات الجمهورية، مع الحفاظ على المخزون الاستراتيجى من تلك السلع، وأشار إلي أن وزير التموين عرض الموقف بشأن تسلم محصول الأرز من المزارعين، فضلًا عن الوضع التنفيذى لمنظومة الخبز الجديدة على مستوى الجمهورية.
كما أشار إلي أن الرئيس وجه بتكثيف إجراءات الرقابة على الأسواق ومنافذ البيع لمكافحة احتكار السلع والتأكد من عدم المغالاة فى الأسعار للتخفيف من الأعباء على المواطنين، والتزام الجهات المعنية بتنفيذ منظومة الخبز الجديدة.
وذكر السفير بسام راضى أن الاجتماع تناول متابعة الموقف الاقتصادى الراهن وتطورات سعر الصرف، حيث عرض كل من محافظ البنك المركزى ووزير المالية تقريرًا حول الزيارة الأخيرة لوفد صندوق النقد الدولى القاهرة، وذلك فى إطار المراجعة الدورية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، والتى أكد خلالها مسئولو الصندوق أن الاقتصاد المصرى يواصل أداءه القوي، وأن ما تم من إصلاحات بدأ يؤتى ثماره لتحقيق الاستقرار الاقتصادى الكلى وعودة الثقة، وهو ما تم تأكيده كذلك من خلال القرار الأخير لمؤسسة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتمانى برفع النظرة المستقبلية للاقتصاد المصرى إلى إيجابى بدلًا من مستقر، وهو ما يعد خطوة جيدة لتدعيم الثقة فى برنامج الاصلاح ويسهم فى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وتطرق الاجتماع أيضًا إلى ملف العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم استعراض آخر تطورات المشروع ومتابعة ما تم إنجازه حتى الآن، وكذلك الضوابط المنظمة لعملية نقل الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية وموظفيها إلى العاصمة الجديدة.
كما تناول الاجتماع استعراض الوضع على المستوى السياسى الإقليمي، وذلك فى ضوء المستجدات الراهنة فى المنطقة، وكذا جهود مكافحة الإرهاب.
وأبرزت صحيفة "الأخبار" المباحثات التي أجراها سامح شكري وزير الخارجية مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت للتشاور حول تطورات الأوضاع في المنطقة، وبحث سبل تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المتزايدة.
ونقلت الصحيفة تصريحا للمستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، قال فيه إن الوزير حرص في بداية اللقاء على نقل تحية الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمير الكويت، حيث أشاد بالعلاقات الأخوية والمتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والمواقف المقدرة التي تتخذها الكويت دائما تجاه مصر، والتي تعد محل تقدير واحترام من جموع الشعب المصري. كما أكد شكري علي تقدير مصر الكامل للجهود التي تقوم بها الكويت علي الساحة العربية من أجل تعزيز التضامن والتوافق العربي.
وتناول اللقاء التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، وما تنطوي عليه من تصعيد يبعث علي القلق، خاصة عقب الاعتداء الصاروخي من جانب الحوثيين ضد الرياض، وتفجير أنبوب النفط البحريني، والتطورات السياسية علي الساحة اللبنانية،وهو ما يقتضي تكثيف آليات التشاور وتنسيق المواقف بين الدول العربية حفاظًا علي الامن القومي العربي وتجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر وعدم الاستقرار. وحرص شكري علي نقل رؤية مصر وتقديرها للتعامل مع التحديات الراهنة، وأكد موقف مصر الثابت الداعي إلي حل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية، وتعزيز التضامن والتكاتف العربي باعتباره صِمَام الأمان الذي يضمن أمن واستقرار المنطقة.
من جانبه، استعرض الشيخ صباح الأحمد المساعي التي تقوم بها بلاده للحفاظ على وحدة الصف العربي ومواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الأمة العربية، مؤكدًا علي محورية الدور المصري علي صعيد العمل العربي المشترك باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار المنطقة العربية. كما تناول اللقاء أبرز المستجدات علي الساحة الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات أزمه قطر، وتقييم الاوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، حيث حرص الوزير شكري علي إطلاع الجانب الكويتي علي الجهود المصرية الرامية إلي بناء التوافق الوطني بين مختلف الأطراف الليبية. وأضاف أبو زيد، أنه عقب لقاء الوزير شكري مع أمير الكويت، أجري وزير الخارجية جلسة محادثات موسعة مع الشيخ صباح الخالد حمد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت، حول مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، وعكست اتساق مواقف الدولتين الداعية إلي ضرورة تعزيز آليات الحوار والتنسيق بين الدول العربية كأسلوب أمثل لحل الأزمات ومواجهة التحديات المشتركة، كما شملت المحادثات الإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد القادم، كما بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في شتي المجالات، حيث أكدا علي ضرورة دعم العلاقات المصرية-الكويتية وتطويرها إلي آفاق أرحب وأوسع، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويحقق آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلي أن الجانبين المصري والكويتي اتفقا في نهاية محادثاتهما، علي استمرار التشاور والتنسيق المكثف خلال الفترة المقبلة، وبذل كل الجهود للحفاظ علي وحدة الصف العربي، والتصدي للتحديات المرتبطة بأمن واستقرار المنطقة بشكل عام.
كما أشارت الصحف كافة إلى التقرير المفصل الذي رفعه الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري أمس لرئيس مجلس الوزراء المهندس شريف اسماعيل حول نتائج الجولة السابعة عشرة لمفاوضات سد النهضة التى اختتمت أعمالها بالقاهرة بمشاركة وزراء المياه فى مصر والسودان واثيويبا دون التوصل إلى أي توافق حول النقاط العالقة والخاصة بالاساليب العلمية والنماذج الاسترشادية لعمل الاستشارى الفرنسى المتوقف تماما، التى يعد الاتفاق حولها بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا أساسا للبدء فى إجراء دراساته وتقديم توصياته حول تأثيرات السد على دولتى المصب.
كما انتهى الاجتماع دون الاتفاق على عقد جولة جديدة للمفاوضات تأجيلها لأجل غير مسمى بما يؤكد تعثر المسار الفني، وتضمن التقرير عدم توصل المحادثات الثلاثية بين مصر والسودان واثيوبيا إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الخاص بالدراسات والمقدم من الشركة الاستشارية الفرنسية المنوط بها إنهاء الدراستين الخاصتين بآثار سد النهضة على دولتى المصب مصر والسودان.
وأشار الوزير فى تقريره إلى أن تعثر المسار الفنى تطور يثير القلق على مستقبل التعاون ومدى قدرة الدول الثلاث على التوصل للتوافق المطلوب بشأن سد النهضة وكيفية درء الأضرار التى يمكن أن تنجم عنه بما يحفظ أمن مصر المائي وأن التعثر جاء بالرغم مما بذلته مصر من جهود ومرونة عبر الأشهر الماضية لضمان استكمال الدراسات وما بذل من جهد فى التوصل إلى اتفاق إعلان المبادئ فى مارس 2015 الذى كان علامة فارقة على مسار التعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا.
ونقلت الصحيفة - في هذا السياق - عن مصادر مسؤولة بملف مفاوضات سد النهضة تأكيدها أن السودان واثيوبيا رفضتا المقترحات المصرية الداعية الى استخدام الاستشارى للنماذج الرياضية المشهود لها بالكفاءة والدقة فى نتائج الدراسات المطلوبة وذلك تخوفا من إعطاء هذه النماذج نتائج دقيقة للآثار السلبية الكبيرة المتوقع حدوثها على مصر والسودان فضلا عن تمسك الجانب الاثيوبى بمواقفه وآرائه، دون اى تعاون او تقديم حلول ترضى جميع الاطراف - حسب هذه المصادر-.
وفي سياق آخر يتعلق بالشيكات الورقية، انفردت جريدة الأهرام بتأكيد الدكتور محمد معيط نائب وزير المالية أن أول ديسمبر المقبل هو التاريخ النهائى لوقف التعامل بالشيكات الورقية فى التعاملات الحكومية مع مختلف الجهات العامة والخاصة، وبعد هذا التاريخ لن يتم قبول أى شيك من أى جهة، وذلك وفقا للقرار الصادر من وزير المالية بإيقاف العمل بالشيكات الحكومية والصادر فى 10 أكتوبر الماضى.
ونبه معيط فى تصريحات خاصة لــ«الأهرام» إلى ضرورة استعداد القطاع الخاص لتنفيذ هذا القرار، محذرا من توقف صرف أى مستحقات نقدية أو بشيكات ورقية لحساب البنك المركزى أو بنك الاستثمار القومى، وكذلك عدم تلقى أى معاملات مالية يسددها القطاع الخاص للحكومة نقدا، وسيتم تنفيذ القرار مع جميع التعاملات الحكومية.
وطالب معيط القطاع الخاص بفتح حسابات بنكية ليتمكن من إتمام المعاملات مع الجهات الحكومية، وتجنب حدوث تأخير فى صرف المستحقات، وكذلك تسديد أى معاملات فى حالة عدم استيفائها لشروط القرار الصادر من وزير المالية.