بني سويف تنتفض ضد المقاهي.. المحافظ يشكل لجنة لمواجهة انتشارها.. والأهالي: تفتح بشكل عشوائي وبدون ترخيص

رصدت "أهل مصر" انتشار "الكافيهات" و"باترينات الشاي" فى شوارع وميادين محافظة بني سويف، على الرغم من توقف إصدار تراخيصها منذ ما يزيد عن 14 عامًا، فأصبحت هى للغالبية العظمى من الشباب والطلاب، قتلًا للوقت وهروبًا من الملل ومتابعة مباريات الكرة وجلسات الشباب وغيرها.

وأصبح مشروع "الكافيه بيزينس" لمشروع لا يحتاج إلى رأس مال، مشروع عائده سريع، يدر دخلًا أعلى من المشروعات الصناعية الإنتاجية، لهذا الأسباب وغيرها أصبح هذا النوع من المشروعات، الحل الأسهل لراغبي الإستثمار فى مشروع صغير، ولكن يقابلهم توقف التراخيص وملاحقة الأجهزة الرقابية "الوحدات المحلية، التموين، الصحة..إلخ".

يقول "مؤمن بدوى"، مهندس معمارى حر، إنه على الرغم من وجود 7 جهات رقابية مخولة بالإشراف على هذه المقاهى والكافيهات التى تمارس نشاطها بحرية فى ظل فساد المحليات وحماية بعض البلطجية والموظفين لأصحابها كما انها تحولت إلى أوكار للمخدرات والبلطجة، ناهيك عن ما تسببه من إزعاج نتيجة فرش المقاعد والترابيزات بالشوارع الرئيسية والفرعية، وسط حالة من اللأمبالأة من مسئولى الوحدات المحلية، رغم صرخات الأهالى من الضوضاء والمشاجرات وتلوث البيئة إلا أن كل صرخاتهم ضاعت فى مهب الرياح واحتل أصحاب المقاهى الأرصفة وأجزاء كبيرة من الشوارع ليلًا ونهارًا دون رادع من القانون الذى تحول إلى حمايتهم بدلًا من زجرهم.

وأضاف "رزق الله جرجس"، صاحب "سوبر ماركت"، أن محافظة بني سويف يوجد بها أكثر من 1000 مقهي، غير مرخصة، فجميع المراكز لا يخلو منها شارع أو حارة، أكثر المشاريع ربحية أو كما يطلق على أصحابها تجار المياه الساخنة فى سنوات قليلة تحول العديد من محلات مصر إلى مقاه بعضها يمتلكه يمتلكه بلطجية وآخرون يمتلكها موظفون بالوحدات المحلية، فى الخفاء، لجأوا إليها لأرباحها السريعة.

وقالت مريم سامي، معلمة بمدرسة إبتدائي، إن المقاهى لم تعد آثارها مقصورة فقط على إزعاج السكان بأصوات التلفاز وسماعات الساوند المرتفعة بل وصلت إلى مشاجرات بين الزبائن إلى جانب احتلالها الأرصفة والشوارع لتشكل تهديدا لأمن المجتمع ككل، إضافة إلى الألفاظ التى تنتج عن مرتادي تلك المقاهي المتأخمة للشقق السكنية.

وأشار أيمن عبدالدايم سلامة، محامي، إلى أن المقاهى تخضع لرقابة العديد من الجهات منها، الوحدات المحلية، شرطة المرافق، جهاز البيئة، مباحث المصنفات التابعة، الحماية المدنية، مديرية الصحة، وغيرها من الأجهزة، وعلى الرغم من تعدد تلك الجهات، فإن أيًا منها لم يستطع ردع فوضى المقاهى التى أنتشرت بصورة عشوائية، منذ فترة الإنفلات الأمني التى أعقبت ثورة 25 يناير.

وأوضح جمال عبدالفتاح، طالب جامعي، أن المجلس المحلي للمحافظة أوقف ترخيص المقاهي منذ 14 عامًا، لذلك لجأ أصحابها إلى أن الباب الخلفى لفتح أى مقهى بأى منطقة، من خلال الإكراميات وعدم وضع الكراسى خارج المقهى إلا بعد الظهر، وعندما يأتى إليك أى مسئول تؤكد له أنك فى طريقك لاستخراج رخصة.

وقال فوزى سنوسي، أحد سكان شارع عبدالسلام عارف، إن الكافيهات تحتل ربع مساحة الشارع وتسبب مشاكل كتيرة كل يوم بين المارة والناس وتؤدى إلى كثير من الخناقات والمعارك التى لا تخلو من الأسلحة البيضاء وذهب ضحيتها كثير من الشباب، لافتًا إلى أن بعض هذه الكافيهات تتحول إلى أوكار لتعاطى المخدرات فى ساعات الليل المتأخرة.

من جانبه أصدر المحافظ المهندس شريف حبيب،، قرارًا بتشكيل لجنة لوضع ضوابط واشتراطات جديدة لتراخيص الكافتيريا والمقاهي، برئاسة السكرتير العام وعضوية: رئيس مركز ومدينة بني سويف ومديري الشئون القانونية والتخطيط العمراني والتفتيش المالي والإداري بالمحافظة وعضوين من الشئون القانونية والمتابعة ومدير إدارة التراخيص ومدير إدارة التنظيم بالإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة بني سويف.

وأكد المحافظ، أن اللجنة تتولى وضع ضوابط واشتراطات وتحديد الشوارع التي يتم الترخيص بها "بمدينة بني سويف" للأنشطة الواردة بقانون المحال العامة، بالإضافة إلى قيام اللجنة بمراجعة كل ملفات التراخيص والتظلمات المقدمة من المواطنين بمدينة بني سويف والمتضررين من غلق محالهم أو رفض إصدار التراخيص لهم.

وأشار المحافظ، إلى أن اللجنة تقوم بإعداد تقرير أولى بنتيجة عملها فيما يتعلق بوضع الاشتراطات والضوابط المنظمة ليتم عرضه على المحافظ، ويتم استكمال باقى التكليفات المشار إليها في القرار تمهيدًا لإعداد تقرير نهائي متضمنًا رأي اللجنة في كل حالة على حدة وتحديد من له حق الترخيص من عدمه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً