كل ما يجب أن تعرفه عن عملة "البتكوين" الرقمية

الانتشار الواسع لمصطلح "البيتكوين" خلال الفترة الماضية في الصحف ووسائل الإعلام أثار العديد من الجدل وعلامات الاستفهام حوله خاصة أن الأغلبية العظمى تطلع لمعرفة ماهيته وأهميته والتأكد من الشائعات الكثيرة التى صاحبته .

ويقدم الخبير المصرفى احمد عثمان مدير أول لائتمان الشركات و الاستثمار ببنك البلاد السعودي بتوضيح بعض التفاصيل الهامة عن ماهية البيتكوين وأساس العمل بها.

التعريف:

فى البداية يعرف البيتكوين، بأنها عملة رقمية تسمح لحامليها بإرسال مبالغ مالية من إي شخص في العالم لشخص آخر بشكل سريع نسبياً وتكلفة بسيطة جداً.

طريقة الحصول عليها:

وقال عثمان أن البيتكوين يمكن تصنيعها من قبل أي شخص يملك جهاز كمبيوتر، وفقا لمجموعة من القواعد وتداولها مباشرة دون الحاجة إلى "البنك المركزي" لتنظيم عمليه الإصدار والتداول مؤكدا أنه يمكن الحصول عليها من خلال طريقتين، اما شراءه من خلال أسواق التداول أو من خلال عملية تعرف بالتعدين، عن طريق كود متاح لحاملي العملة. والذى يتميز بعدم قابليته للاختراق.

أهميتها ومزاياها:

وأضاف عثمان أنه تم إصدار البيتكوين لأول مره عام 2009 من قبل شخص يستخدم اسم مستعار وهو (ساتوشى ناكا موتو) بهدف إنشاء عملة افتراضية غير مقيده باللوائح والقوانين المعمول بها في أسواق النقد التقليدية على مستوي العالم مضيفا أنه في الاقتصاد المركزي التقليدي، يقوم البنك المركزي بإصدار العملة بمعدل يفترض أن يتناسب مع نمو کمية السلع التي یتبادلها الأفراد داخل المجتمع وذلك كى يتمكنوا من تداول السلع بأسعار مستقرة من خلال التحكم في القاعدة النقدية من قبل البنوك المركزية في الدول.

واستشهد عثمان بالولايات المتحدة، التى يقوم فيها البنك الاحتياطي الفيدرالي بالتحكم في القاعدة النقدية عن طريق القيام بإصدار العملة.

قائلاً أن الفكرة في الاقتصاد الرقمي تتغير تماماً حيث يتم إنشاء (البيتكوين) من خلال شبكة Peer to Peer, فتحدد خوارزمية رياضيه "الكم والقيمة" التى يفترض إن يتم التداول بها بين جميع المستثمرين.

ولفت عثمان أنه يمكن تقسيم البتكوين إلى فئات أصغر علما أن أصغر فئة لهذه العملة هو "واحد لـ المئة مليون" من البيتكوين ويطلق عليه اسم “ساتوشى”، نسبه إلي مؤسسها ,موضحاً أنها على الرغم من تشابهها مع بقية العملات التي يمكن استخدامها للشراء عبر الانترنت كالدولار واليورو، إلا أنها تتمتع بعدم تحكم أي مؤسسة ماليه بطرحها في السوق الالكتروني بما يجعل استخدامها أكثر سهولة عن العملات الأخرى التقليدية.

وتابع عثمان أن عمليه فتح حساب مصرفي في أي بنك تقليدي أو حتى إنشاء حساب جاري لدفع مختلف الفواتير تكون فى غاية في التعقيد مقارنه بفتح حساب لتداول (البيتكوين) خاصة أنه يمكن إنشاء الحساب خلال ثواني، دون أسئلة ودون أي رسوم مما يتيح ثقة المستخدمين.

وقال عثمان أنه تم تسليط الضوء على البيتكوين في مارس 2013 عندما أعلن وزراء الاتحاد الأوربي خطة إنقاذ بقيمه 10 مليار يورو للحكومة القبرصية التي كانت على وشك الإفلاس وكانت جميع الودائع المصرفية القبرصية معرضة للخطر حتى ارتفعت بعدها بأيام قليلة قيمة البتكوين من حوالي 40 دولارا أمريكيا إلى حوالي 75 دولارا.

واعتبر عثمان أن عدم خضوع العملات الرقمية لسلطة مركزيه المحرك الرئيسي للمستثمرين في الإقبال عليها بدلا من العملات النقدية التقليدية مثل الدولار واليورو

عيوبها:

وذكر عثمان أن هناك عدة الانتقادات وجهت للعملات الرقمية، تتمثل فى أن الحكومات تضمن تأمين الحسابات المصرفية ضد الاحتيال والسرقة، عكس العملات الرقمية التى لا تتمتع بنفس تدابير ومعايير السلامة حيث ترتفع احتمالية كسر أجهزة الكمبيوتر في المستقبل تشفير البيانات بما يهدد حسابات المستثمرين.

ونوه أن اختراق الهاكرز لجهاز المستخدم يعنى خسارة جميع استثماراته ولن يتمكن من استرداد أمواله مشيرا إلى أن أول ضحايا البيتكوين كان عام 2011، والذى تم سرقة حوالي نصف مليون دولار منه في يوم واحد.

قيمتها الحالية :

وكشف عثمان أن إجمالي القيمة السوقية الحالية للبيتكوين يصل لحوالي 185 مليار دولار حيث تنص آلية عملها على أن الحدي الأقصى لتداولها هو 21 مليون بتكوين والذي من المتوقع الوصول له بحلول عام ٢٠٤٠ فمن هنا تستمد البيتكوين قيمتها السوقية، حيث إن هناك سقف محدد سلفا لأحجام التداول.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً