بعد إعلان استقالته من رئاسة وزراء لبنان، وشكوك حول إرغام المملكة العربية السعودية، له على الاستقالة، تنطلق طائرة سعد الحريري، غدًا السبت في اتجاه العاصمة الفرنسية، "باريس" لمناقشة أزمة الاستقالة وطرق حلها، بجانب عدة ملفات أخرى، قد تؤدي إلى توقيفه هناك بسبب الشركات المملوكة له، في السعودية، وتأخير رواتب العاملين الفرنسيين بالشركة قدرت بـ 14 مليون يورو، منذ عام 2015.
تواجه ثاني أكبر شركة في المملكة العربية السعودية "سعودي أوجيه" بعد قرابة الـ 3 أشهر من إعلانها إفلاسها، المملوكة لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، مديونيات لعامليها الفرنسيين تقدر بـ 14 مليون يورو، عند زيارة الحريري باريس، غدا السبت 18 نوفمبر.
وبحسب تقرير أعدته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، لم تدفع الشركة رواتب 240 موظفا فرنسيا، ما أجبرهم على الإقامة في السعودية، حيث لا يستطيعون دفع إيجارات السكن والمصروفات المدرسية لأطفالهم.
في الوقت نفسه، تقوم "سعودي أوجيه" ببناء فيلا فاخرة في مراكش لسعد الحريري، والتي يتم الانتهاء منها حاليا، بالإضافة إلى العديد من مقرات رئيس الوزراء اللبناني في الرياض وجدة وباريس وسويسرا، حيث قدرت مجلة فوربس ثروة الحريري عام 2016 بـ 1.1 مليار دولار.
ولجأ موظفو الشركة الفرنسيون بعد عدة شهور من تأخر رواتبهم إلى السفارة الفرنسية في الرياض، ويساوم السفير برتراند بيسانسينوت الحريري للحصول على تلك المديونيات، حيث بعث برسالة أولى إلى حكومة الحريري، في نوفمبر 2015، قال فيها: "نحيطكم علما بأننا نهتم بحماية حقوق هؤلاء الموظفين، التي لم تأخذوها بالاعتبار، فقد تم تبليغكم بالأمر الذي يعنيني شخصيا".
وتلتها رسالة ثانية، في فبراير2016، اتخذت قالبا دبلوماسيا بعض الشيء، "بعض الأسر الفرنسية في حالة بائسة وتحتاج إلى مساعدة عاجلة"، إلا أنها لم تلق اهتماما يذكر من الحريري، حتى ذهب بعد أسبوعين إلى الإيليزيه للقاء الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، حيث ناقش معه ملف الرواتب المتأخرة، والتي اعتبرتها المحامية الفرنسية كارولين واسرمان "صفعة للموظفين الفرنسيين".
وفي يونيو 2016، تم وضع الملف على رأس جدول أعمال وزير الخارجية السابق جان مارك أيرولت، والذي وجه بمنح الموظفين الفرنسيين الأقساط الأولى في بداية سبتمبر، ولكن لم تتم تسوية جميع الرواتب، فيما استمر موظفون فرنسيون آخرون في العمل لصالح الشركة على أمل أن تبدأ نشاطها المعهود، ولكن الأمر انتهى بإعلان الإفلاس في يوليو2017.
وفي مقابلة مع صحيفة "لوموند"، في أوائل سبتمبر، تعهد الحريري أمام الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون بدفع الرواتب المتبقية للموظفين الفرنسيين، إلا أن 75 موظفا سابقا استأنفوا أمام محكمة العمل في بوبيغني، وقاموا بإيعاز الأمر إلى المحامية واسرمان.